نحنُ غالبًا ما نفهم الأمور بشكلٍ مختلف وننظر لها بمنظور بعيد كل البعد عن الواقع والأساس. كما بعض المُسميات التي نطلقها على أمور بعيدة كُليًا عن القصد الأساسي وكأنَ المفردات قد صِيغت بأسلوب مغاير للمفهوم بالرغم من إختلاف المعنى الجذري الواضح لها. فنلاحظ الكثير ممن يُطلق تسمية المثقف على الناس الأثرياء ويقول البعض- هؤلاء الناس مثقفين.
والفرق بينه وبين الثري شاسع جدًا وبُعد المعنى الأصح بعيد بُعد الثرى عن الثُريا، وقد بات هذا الأمر شائعًا ولا يقتصر على الإنسان الجاهل وقليل الوعي والفهم الذي لا يفهم تراكيب المفردات بشكلٍ جيد بل حتى المثقف الذي يعرف معاني المفردات وصياغاتها ولِمن تُطلق، بات يندرج مع الإنسان عديم الفهم ونحن نلاحظ الفرق بين المفردتين والمعنيين بشكل واضح.
فالمتمكن ماديًا يُطلق عليه إنسان ثري والمتمكن ثقافياً يُطلق عليه المثقف والواعي، إذ نلاحظ الكثير من الأثرياء لا يملكون ذرة من الثقافة، بينما هنالك أُناس بسطاء يمتلكون ثراءً عقليا واسعا. تلك ظاهرة من الظواهر اللغوية الخاطئة والشائعة في المجتمع كما مفردة المتدين (هذا الإنسان متدين جدا).
والمُتدين هو الذي يتظاهر بالدين وداخلهُ خاوٍ من الإيمان "مُتدين" والأصح هذا الإنسان صاحبُ دين أي إنهُ يمتلك الدين الحقيقي وإلا فإطلاق كلمة المتدين للإنسان المؤمن هي مُتظاهر بالدين..
كما وللأسف كثيرًا من الأمثال الشعبية والأقوال والأفعال والمعتقدات التي قد تكون غريبة وغير مقبولة على شرع الله وتتعارض مع كلام الله قد إستساغها الكثير وأصبحت أكثر إستخدامًا من البعض في صياغة حديثهم..
وقد أصبح البعض من الناس يعتقدون في الخرافات والجهالات ويضربون الأمثال الضالة المضلة التي تتصادم مع العقيدة الصحيحة. ومثل هذا الذي يفعلهُ الناس أو يعتقدونه أو تلوكه ألسنتهم بغير تدبرٍ أو روية يقود المجتمع إلى الجهل والضلالة.
فعلى الإنسان أن ينتبه إلى مايقول ومايسمع فالمفردة تُكون فكرة والفكرة تَصبح إعتقاد والإعتقاد يُطبق كأسلوب والأسلوب يترسخ ويصبح عادة والعادة تصنع شخص والشخص يصنع مُجتمعاً..
اضافةتعليق
التعليقات