لم تغير الحاجة أم حسن عادتها في تجهيز لوازم الطفل الأول لكل أبنائها من الذكور والإناث فهي اعتادت أن تذهب إلى البزاز لابتياع القماش المناسب لتحضير الملايات للطفل والثياب وكل ما يحتاجه، ومن بين تلك اللوازم لا تنسى الخرزة الزرقاء التي تزين الدبوس الخاص وأهم شيء هو اقتناء أساور (شحم ولحم) التي تفضل ارتدائها للطفل بعمره الـ (40) يوما ولا تخلعهما من معصميه إلى أن يكتمل عامه الأول.
تقليد متوارث
مازالت العديد من السلوكيات للمورثات الشعبية حاضرة في مجتمعاتنا رغم الحداثة، وعلى ما يبدو أن هذا الأمر يرتبط بالتقليد المتوارث من الجدات إلى الأمهات ثم الأحفاد وهكذا تدور العجلة من جيل إلى جيل، حيث نجد أن أساور (شحم ولحم) ما زالت حاضرة كإكسسوار يزين معاصم الطفل الرضيع على الرغم من توفر بدائل عديدة أجمل..
أساور تزيد الوزن
تبتسم إسراء حينما سألناها إن كانت قد ارتدت أساور شحم ولحم لتجيب: نعم فقد كانت أمي (رحمها الله) تواظب على أن نرتدي هذه الأساور والغريب أننا نرتديها جميعنا الأولاد والبنات وقد كنا سبعة أطفال حيث وضعت لنا جميعا تلك الأساور بمعاصمنا وليس فقط للزينة وإنما بنية أن يزداد وزننا، كما وضعتها أنا لأبنائي أيضا لنفس الأسباب.
وحول إن كان فعلا يزيد من وزن الطفل قالت:
لا أعلم إن كان هذا المعتقد صحيح فالأمر يعود على صحة الطفل وبنيته التي تستجيب للرضاعة وربما يعول على الرضاعة الاصطناعية فهي أيضا تزيد من وزن الطفل، أما وزن أطفالي فقد كان لابأس به.
وعلى النقيض من إسراء تحدثت تبارك عبد الأمير في عقدها العشرين/ موظفة: اكتمل العام الأول لابنتي (شدن) منذ أيام وقد أصرت أمي على أن تضع تلك الأساور لها منذ أن كان عمرها أيام ومن أجل ارضائها قبلت بوضعها ولكن حينما أعود إلى بيت زوجها أنزعها من معصميها لأني لا أحبذها حيث أرى بأنها زينة غير جميلة.
ختمت حديثها: لا صحة أن لهذه الأساور علاقة بسمنة الطفل كما تعتقد أمي وباقي الأمهات.
أساور من ذهب
فيما قالت أزل سلمان غانم/ أم لثلاثة أطفال: وضعت هذه الأساور لابنتي لمدة ست شهور نزولا برغبة أمي فالأمهات والجدات كثيرات التدخل بهذه الأمور ثم استبدلتها بأساور من ذهب لابنتي .
وتضيف مبتسمة: أعتقد أن هذه الأساور فعلا تزيد من سمنة الطفل فلا أعلم إن كانت ابنتي ازدادت وزنا لارتدائها الأساور أم هي كبرت أكثر.
صناعة السوار
يتميز سوار (شحم ولحم) بصناعته البسيطة وهو مكون من خرز صغيرة (نمنم) ذات لونين هما الأبيض والأسود، ويتوفر غالبا في الأسواق الشعبية في محلات العطارة والعشابين وبعض النسوة اللواتي يفترشن في السوق لبيع الحلي المصنوعة يدويا على نفس الشاكلة.
معتقدات لا صحة لها
وترى الباحثة الاجتماعية بتول ناصر أن أكثر المعتقدات من المورثات الشعبية ترتبط بالإيمان بالشيء وأغلبها لا صحة لها كما هو حال أساور (شحم ولحم) الشهيرة التي يرتديها المولود ليزداد وزنه أثناء ارتدائه بسبب المعتقدات القديمة.
إذ تعد هذه السلوكيات عادة متوارثة لا غير ولا ترتبط ببدانة الطفل وهو مجرد اعتقاد واهي ينم عن بساطة أفكار أمهاتنا لذا يشعرن بالسعادة والثقة وربما باليقين حينما يعملن بها.
اضافةتعليق
التعليقات