يحتفل العالم اليوم بالمرأة لما لها من دور كبير في المجتمع بدءا من دورها في المجتمع كأم، وانتهاء بدورها في الزراعة والتصميم والطب والتصوير والأعمال اليدوية والحرفية، وغيرها من المجالات التي دخلتها المرأة وأثبتت نفسها بها. فالمرأة في الحياة هي الأم والأخت والحبيبة والزوجة، وفي العمل هي الطبيبة والمعلمة والمحدثة والقاضية وسيدة الأعمال وصاحبة الأموال، حيث تعدّ المرأة عنصرَا فعالَا ومهمَا جدَا في بناء وتكوين المجتمع من جميع نواحيه، سواء أكانت اقتصادية أم تعليمية أم تنموية وإعلامية وتطوعية، وبدونها لن يكون المجتمع متّزنَا، وقد قامت العديد من النساء في تطوير المجتمع واكتشاف العلوم المختلفة، وحصلت العديد من النساء على جوائز عالمية وهامة. ولقد حمل اليوم العالمي للمرأة هذا العام شعار "كسر التحيز" BreakTheBias#، وككل عام تهدف الاحتفالية بهذا اليوم - إلى جانب التذكير بأهميته والاحتفاء به - إلى تسليط الضوء على واحدة من المشكلات التي تواجهها المرأة حول العالم ومحاولة إشراك الجهات الدولية والحكومات ومنظمات المجتمع المدني، وحتى الأفراد، في إيجاد أنجع الوسائل والحلول والعمل على تضافر الجهود للقضاء على مثل هذه الظاهرة. ويركز الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذ العام على تعزيز فكرة أن يكون العالم خالٍ من التحيز والصور النمطية والتمييز، عالم متنوع ومنصف وشامل، عالم يتم فيه تقدير الاختلاف والاحتفاء به. ويدعو إلى مساواة المرأة بالرجل ويجعل ذلك واجبا فرديا كما هو واجب جماعي، إذ أننا جميعا مسؤولون عن كسر التحيز في مجتمعاتنا وأماكن عملنا، في مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا وفي مكان حوالينا.
الاحتفال بيوم المرأة العالمي
يتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي في 8 مارس/آذار من كل عام، وهو يصادف ذكرى حراك عمالي ومسيرة احتجاجية خرجت فيها 15 ألف امرأة في عام 1908 إلى شوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات. ودفع ذلك الحزب الاشتراكي الأمريكي، في العام التالي، لإعلان هذا اليوم كأول يوم وطني للمرأة، وأصبح بعدها هذا اليوم حدثا سنويا تعترف به الأمم المتحدة. ويحمل يوم المرأة العالمي هذا العام 2022 شعار "كسر التحيز"، وذلك بهدف تقديم تصور حول عالم تسوده المساواة بين الجنسين، وتتمكن المرأة فيه من تحقيق آمالها، واستغلال الطاقات التي تمتلكها. كما يهدف هذا الشعار إلى تسليط الضوء على واحدة من المشكلات المهمة التي تواجهها المرأة حول العالم، ومحاولة إشراك الجهات الدولية والحكومات ومنظمات المجتمع المدني، وحتى الأفراد، في إيجاد أنجع الوسائل والحلول والعمل على تضافر الجهود للقضاء على مثل هذه الظاهرة.
شعار اليوم العالمي للمرأة 2022
وتحت هذا الشعار- اكسر التحيز- سيتم مناقشة الاعتراف بمساهمة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، اللائي يقودن مهمة التكيف مع تغير المناخ، والتخفيف، والاستجابة لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع، وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة.
كيف بدأ يوم المرأة العالمي؟
من الصعب تحديد تاريخ دقيق لهذا اليوم. ومع ذلك فقد تم الاعتراف باليوم الوطني الأول للمرأة، كما كان يُطلق عليه، في الولايات المتحدة يوم 28 فبراير/شباط 1909.
وقد أثارته كلارا ليمليش، إحدى المدافعات عن حق المرأة في الاقتراع والمولودة في أوكرانيا، والتي طالبت بتحسين أجور السيدات وتقليل ساعات العمل وتحسين أوضاع الموظفين وانطلقت ضمن مسيرات احتجاجية مع 15 ألف موظفة من موظفات مصانع الملابس في نيويورك.
وفي العام التالي، أعلن الحزب الاشتراكي الأميركي أول يوم قومي للمرأة تكريما لهؤلاء العاملات.
ثم تم إضفاء الطابع الرسمي على اليوم في عام 1910 عندما طرحت امرأة تدعى كلارا زيتكين -زعيمة "مكتب المرأة" للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا- فكرة يوم المرأة العالمي.
فاقترحت أن تحتفل كل دولة بالمرأة في يوم واحد ثابت من كل عام للضغط من أجل تحقيق مطالبها وحقوقها. ليتم تأسيس اليوم العالمي للمرأة بعد مؤتمر ضم أكثر من 100 امرأة من 17 دولة وافقت على المقترح.
وبشكل تدريجي، بدأ الحدث يكتسب زخما في جميع أنحاء العالم، وتم الاحتفال به في النمسا والدانمارك وألمانيا وسويسرا يوم 19 مارس/آذار لأول مرة في العام 1911. ثم في عام 1913، تم تعديل اليوم السنوي للاحتفاء بالمرأة إلى الثامن من مارس/آذار، ليتم الاحتفال به في ذلك اليوم منذ ذلك الحين، بحسب موقع "هيستوري" (History) للمعلومات التاريخية.
أهداف اليوم العالمي للمرأة
يهدف اليوم العالمي للمرأة للعديد من الأهداف أبرزها تذكير العالم بالظروف المرأة القوي والمؤثر في المجتمعات، والاحتفال بإنجازات المرأة، والدعم ، والاهتمام بقضايا المرأة. ويعد الهدف منه أيضاً للاحتفال بالتقدم المحرز، وأيضاً للتفكير النقدي في تلك الإنجازات، في هذا اليوم، نسلط الضوء على الأعمال المذهلة التي قامت بها النساء، ونقف معاً، كقوة موحدة.
وفي الوقت نفسه، لفت موقع الأمم المتحدة للمرأة إلى دور النساء بكونهن قائدات فعّالات وصانعات تغيير حقيقي للتكيُّف مع المناخ المتغيّر والتخفيف من آثاره المترتبة على أشكال الحياة المختلفة. لذا تتخذ المنظمة من ذكرى الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمرأة هذا العام فرصة للاحتفاء بذلك، وللتأكيد على أهمية التكاتف بشكل متساوٍ في مواجهة هذا التحدي.
كما أطلق موقع اليوم العالمي للمرأة "آي دبليو دي" (IWD) الرسمي حملة بعنوان "اكسروا نمط التحيز"، للتأكيد على ضرورة تحقيق عالم يكون خاليا من التحيز والصور النمطية والتمييز، وأن يُقدِّر الاختلاف ويحتفي به، وينصف المرأة على كافة المستويات.
وبشكل سنوي، يتم الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة في مختلف الدول تقديراً لدور النساء وإنجازاتهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وفي الختام نود ان نقول ان الاسلام سبق العالم في تكريم المرأة والاحتفاء بها، بل سبق كل الحضارات الشرقية والغربية، فاهتم بالمرأة، وعظم الإسلام من شأن المرأة وارتفع بقدرها، حيث أن الإسلام جاء ورفض جميع اعتقادات الجاهلية الأولى، وكرّم المرأة ورفع من مكانتها في المُجتمع، وأعاد إليها جميع حقوقها التي سُلبت منها، وساوى بينها وبين الرجل في التعليم والعمل، وجعل منها عُنصرًا فعّالًا في المُجتمع. وها هي اليوم تحتل أبرز المكانات في المُجتمع على مُختلف الأصعدة، فهي الأم الحنونة والمربية الفاضلة والزوجة الناضجة، والمُعلمة والطبيبة والمُهندسة والمُحامية، كما أصبحت المرأة شخصًا مسؤولًا تتحمل أعباء المنزل مع زوجها وتقدم يد العون له، وتُربي أطفالها وتُخرج أجيالًا ناضجة يزدهر بهم المُجتمع، كما وقد برز دورها الفعال في المُشاركات بالعمل السياسي، بحيث أصبح صوتها فاعلًا في التعبير عن هموم وطنها وشعبها، وبالتالي إنَّ اهمية المرأة في المُجتمع لا تقل عن أهمية الرجل، فكلاهما فردًا من أفراد الوطن بغض النظر عن اختلاف الجنس.
اضافةتعليق
التعليقات