العنوان: في بيتنا مراهق
المؤلف: آن شابيرو_نييل
ترجمة: ألفيرا عون
الناشر: شركة دار الفراشة
عدد الصفحات: 377
يكبرون ويكبر همّهم معهم.. كم مرة سمعت هذا القول؟
لقد استمتعت بأولادي وهم رضّع وفي طفولتهم الأولى وكذلك عندما كبروا قليلا.
لقد غمرتهم بالمداعبات والقُبل حتى اتُهمت بالإفراط في تدليلهم، وكانت أوقات فراغي مخصصة لهم وكان نومي ملكا له، لقد كانوا التوازن في حياتي ولازالوا.
كنت أؤخر أو على الاقل أحاول أن أؤجل تلك المرحلة المحتومة: عمر المشاكل، أو على الاصح وكما يعرف الجميع:
المراهقة: زمن خيبات الأمل القاسية....
تطرح المؤلفة _وهي مسؤولة عن التواصل والتنسيق في إحدى دور النشر الفرنسية_ في كتابها: في بيتنا مراهق، تجارب ومعاناة الاهالي أو المراهق نفسه مع العمر الصعب وروح المعارضة ومن ثمّ تقدّم للقارئ وبطريقة سلسلة خطوات التعامل مع هذه الفئة العمرية والمرحلة الحساسة من عمر الانسان وهي التي مرّت شخصياً بهذه التجارب فهي أم لثلاثة أولاد، وتقول الكاتبة بأنّ تجاربها مع ابنائها في هذا السن، بدايةً كانت: أمر صعب، صعب جداً..
تمّ تقسيم الكتاب ومواضيعه على حسب الحروف الابجدية، فبدأت بآداب السلوك، اذ تطرح مشكلة تصرّفات المراهقين وإساءتهم في الكثير من الاوقات الى قواعد حسن السلوك، وتُشير في ذلك إلى ضرورة تعليمهم الممارسات الصحيحة بدل انتقادهم اللاذع وتُقدّم أمثلة عديدة في ذلك: لماذا تتعجبون عندما لا يتخلّون عن مقاعدهم في المترو لشخص أكبر منهم سناً، أو عندما لايتركون الباب مفتوحاً للشخص التالي، أو عندما لا يلقون التحية أو يقولون كلمة شكر، أو عندما لايتكلمون بلغة سليمة ولائقة و و و... إن لم يعلّمهم أحد هذه الممارسات؟!
وتتابع المؤلفة مفاهيم وقيم على الاباء والامهات أن يأخذوها بعين الاعتبار كأهمية الأخت وطبيعة العلاقة التي ترتبط بها مع أخيها المراهق وتصفهم المؤلفة ب المحرّكات الصغيرة التي تسير العائلة، فالأخت تستطيع القيام بالكثير من المهام مع والديها فهي ملجأ آخر غير الأم، تبسّط بعض الاوضاع وتخفف من وطأتها كما تحل المواقف الخلافية.
وتعرض الكاتبة بعض الاعراض _النفسية والجسدية_ التي تصيب الكثير ممن المراهقين كالأرق، الاكتئاب، الاحباط، الخجل، أو الاستقلال و الثقة والتمرّد في البعض الاخر، وجسديا: البثور، الأنوركسيا (فقد الشهية المرضي)، والشراهة.
وكذلك الوسائل التي يتجه اليها المراهق في أوقات فراغه كالانترنت والتلفزيون، والسهرات واللهو ودورها الكبير في تشكيل شخصيته وأفكاره...
وصفحات الكتاب مليئة بمواقف يتعرّض لها المراهق أو المراهقة والتي تكون في بعض الاحيان خطيرة والاباء في الغالب غافل عنها ومنها أشكال العنف التي يتعرذض لها ك: الابتزاز والسرقة وهي تنتشر في المدارس كثيراً ومدراء المدارس تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة.
وللدين والثقافة والتربية والسياسة والصداقة والطلاق و والعادات العائلية أدوار مفصليّة في تكوين مبادئ وفكر المراهق..
وفي الخاتمة تسأل الكاتبة صديقاتها وهنّ ست أمهات ولديهنّ مامجموعه ستة عشر مراهقاً، ما المراهقة بالنسبة إليكن؟!
وكانت الاجابات: إنها الطريق الى حسن العيش، انها السبيل الى النمو، سؤالك يحتاج الى تفكير، تتكلمين من وجهة نظر الأهل؟، إنها مدرسة الصبر...
وعندما وجّه صديقاتها السؤال ذاته اليها أجابت: المراهقة هي فرصة ثانية تُعطى للأهل، وما تقصده هو أن الأهل يستطيعون إصلاح أخطائهم، وتضيف: مالم تفعليه أو تعرفي كيف تعالجينه خلال الطفولة ينفجر في عمر المراهقة، كل شيء لايزال عندئذٍ ممكنا.
وتنتهي صفحات الكتاب بحديث المؤلفة مع ابنها الاصغر القلق لامتحانات البكالوريا، فطمئنته بعد ان اصبح البحر اكثر هدوءا..
وتفضي الينا اخيرا بانها كانت بحاجة الى التعرف الى ابنها من جديد واحتاجت الى ان تتعلم وتفهم وتقول: لقد احتاج الأمر الى هذه الفرصة الثانية التي قدمتها لنا الحياة، واحتاج الامر ايضا كل تلك الشجارات والقلق والغضب والوقاحة لكي يفهم احدنا الاخر..
كتاب شيّق ومفيد وخصوصاً للأهل ليبقوا على الموجة ذاتها مع اولادهم وليتجنبوا انقطاع حبل التواصل معهم.
اضافةتعليق
التعليقات
2019-03-10