كما إن من واجب الأبوين إطعام أبنائهم والإهتمام بصحتهم وتعليمهم وتوفير الملبس والمسكن لهم كذلك ينبغي ان يربوا أبنائهم تربية اسلامية صحيحة وتثقيفهم ثقافة جنسية تحصنّهم من الخطر الذي يحيط بهم، ولا يقصد بالتربية الجنسية تعليم الجنس، بل هي عملية توجيه من منظور ديني وأخلاقي نحو المسائل الجنسية، والتغيرات الجسمية التي يتفاجأ بها الأبناء، وحتى نقيهم ونبعدهم عن التعلم العشوائي أو الخاطئ، (فهي تعني ببساطة إمداده بالمعلومات العلمية، والخبرات الصحيحة، والاتجاهات السليمة، إزاء المسائل الجنسية، بقدر ما يسمح به عمره وقدراته العقلية والانفِعالية، وفي إطار الدين والمعايير الاجتِماعية، والقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع، دون ضرر بصحته النفسية).
فطبيعة الأطفال في مرحلة المراهقة وما قبلها أن لديهم ميل فطري لإكتشاف أنفسهم واكتشاف الحياة والعالم من حولهم بكل ما فيه، فيتملكهم الفضول للأطلاع على كل ما هو محظور لذا على الأباء والأمهات دور ومسؤولية كبيرة في إحتواء أبنائهم وتثقيفهم..
ولا يفوت الآباء والأمهات أنهم لم يعودوا الى المصدر الوحيد لعملية التنشئة الاجتماعية، وامداد أطفالهم بالمعلومة، وكل مفردات المعرفة، فهناك مصادر أخرى كثيرة فليس بإمكانهم حجب ابنائهم عن عالم الإنترنت والمجلات والكتب ووسائل الاتصال الإلكترونية وفيضان التكنولوجيا الحديثة وأصدقاء السوء والفضائيات المفتوحة والبرامج التلفزيونية والمسلسلات المدبلجة التي فيها من المشاهد اللااخلاقية ما لا يعد، والأفلام الكرتونية المليئة بالإيحاءات الجنسية الوضيعة.
وما يؤكد ذلك الإحصائيات البحثية الحديثة حيث تشير إلى أن المصدر الأول للمعلومات التي يحصل عليها الأطفال حول الثقافة الجنسية تأتي من خارج الأسرة، فعندما يبحث الطفل عن معلومات مهمة تمس حياته ومشاعره ووجدانه خارج نطاق الأسرة، فمن المؤكد أنه سيقع فريسة وضحية للمعلومات الخاطئة، وفي بعض الحالات ضحية لضعفاء النفوس ويتعرض للتحرش الجنسي، وحين يبحث عن مجيب لأسألته يجد الكفرة والمثليين وغيرهم في المواقع المأجورة هم من يجيب، بذلك ينحرف البعض وتظهر الميولات الأخرى نتيجة إطلاعهم على كل ماهو محرم.
وعن السؤال لماذا لايؤدي الاباء والامهات دورهم في تثقيف ابنائهم ثقافة جنسية تحصنهم باتباع طرق صحيحة ومدروسة في تعليمهم، أجابت؛ الأستاذة عقيلة أخصائية علم النفس:
نحن أمام مشكلة حقيقية وهي تقصير الآباء والأمهات في توعية أبنائهم، ولو أنهم شعروا بحجم الخطر المحيط بأبنائهم لما حصل التهاون، فبالنسبة للأطفال هناك دائما البديل في ملئ الفراغ بمعلومات غير صحيحة من شأنها تدميرهم، من واجب الأم تثقيف بناتها الاناث، ومن واجب الأب تثقيف أولاده الذكور، ولكن وللأسف يهملون تثقيف ابنائهم لأسباب ما أنزل الله بها من سلطان.
البعض يخجل الخوض بهكذا أمور أمام اولادهم وان كانت هي مسؤوليتهم وآخرين يتصورون انهم اذا تكلموا مع أبنائهم بأمور كهذه ستهتز صورتهم في أعين ابنائهم كآباء وكأمهات وبالنتيجة الأطفال يدفعون ثمن تقصير ذويهم، فالكثير من الأطفال الذين تعرضوا لمواقف يجهلون الطرق الصحيحة في التعامل معها ولم يخبروا المقربين منهم نشأوا معقدين ويعانون الأمراض النفسية.
أعزائي الآباء والأمهات أبنائكم أمانة بين أيديكم وانتم عنهم تسألون فلا تقصروا بواجبكم تجاههم فإن كنتم تجهلون الطرق الصحيحة لتثقيف ابنائكم هذا لايعني انكم مبرئون انما عليكم ان تتعلموا وتدرسوا الطرق المناسبة، لتعليمهم ذلك على جرعات حسب مراحل عمرهم وإن كنتم لا تمتلكون الشجاعة والقوة الكافية للكلام فهناك طرق بديلة منها:
1- أوكلوا أمر الحديث بهذه المسائل لشخص متدين ومثقف تثقون به يقدم لهم المعلومات اللازمة بدلا عنكم شرط أن لا تهملوا الأمر تماما.
2- اشتروا لهم كتب لتثقيفهم ولكن إطلعوا عليها انتم أولا لتعرفوا إن كانت تتناسب مع اعمارهم.
3- سجلوا ابنائكم في الدورات الصيفية لتعليمهم الأحكام الشرعية كالغسل الواجب ومفطرات الصيام وغيرها من المسائل التي توضح بطريقة دقيقة وسليمة.
هذه الأمور وغيرها ستكون خير بداية لهداية اطفالنا ورفدهم بالمعلومات الآمنة فلا تهملوا الأمر فأنتم عنه تسألون.
اضافةتعليق
التعليقات