عاش الإمام الصادق عليه السلام في وقت إشتد به الصراع بين الأمويين والعباسيين لإحتكار السلطة، والذي إنتهى بأن آل الحكم إلى العباسيين بعد صراع دامي.
فبينما كان العباسيون والأمويون منشغلين بالصراع استغل الإمام الصادق عليه السلام ذلك لنشر العلوم وإنشاء العلماء كما لم يحصل لأحد مثله من أهل البيت الطاهرين.
ولذلك نرى كتب الحديث تزخر بأحاديثه وعلومه.
كانت علوم الإمام الصادق عليه السلام قد تناولت كل جانب وكل ركن من المعارف الإلهية وعلوم الوحي. وكذلك تناولت أيضاً مجالات العلوم الطبيعية كالكيمياء والطب والبيولوجيا وعلوم الأحياء وعلوم أخرى.
وعلى سبيل المثال كان العالم المعروف جابر بن حيان أحد تلاميذه الذي يقر له الإحترام الشديد لكثرة ما نهل من علومه الطبيعية.
والعديد من العلماء الذين ينسب إليهم المذهب السني تتلمذوا على يدي الإمام جعفر الصادق عليه السلام، مثل أبو حنيفة الذي إنتقده معلمه الإمام الصادق عليه السلام لأنه ابتدع القياس مع إن الإمام علمه الإعتماد على الإستنتاج العقلي.
ومن بيانه لعظمة الله تعالى: دخل عليه أبو شاكر الديصاني _ وهو زنديق ملحد _ وقال: ياجعفر بن محمد دلني على معبودي!.
فقال له الإمام: إجلس. فإذا غلام صغير في كفه بيضة، فقال: ناولني ياغلام البيضة، فناوله إياها.
فقال عليه السلام: ياديصاني هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضة ذائبة، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة، فهي على حالها، لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها.
لا يدري للذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أترى له مدبراً.
فأطرق الديصاني ملياً ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وإنك إمام وحجة من الله على خلقه. وأنا تائب إلى الله تعالى مما كنت فيه.
اضافةتعليق
التعليقات