سرعان ما بدأ العد التنازلي لساعات الرحمة والطاعة والغفران، فقد بدأت هذه الساعات بالذهاب ولن تعود لنا إلا في السنة القادمة، ربما لن نكون موجودين فيها، فلنكن من طالبي التوبة والتخلص من ذنوبنا التي اقترفناها بأيدينا وما أكثرها، فهي ربما لا تعد، وقد غفلنا عنها.
لذا علينا أن لا نفوت ثواني الليالي لهذه الأيام الأخيرة المباركة، من شهر رمضان العظيم الذي نزلت فيه الرحمة كلها، فلنعد إلى رب العباد، ونطلب منه العفو والمغفرة ولنرفع أيدينا بالدعاء، ونبكي حسرة على ذنوبنا التي جعلت حياتنا بائسة لا معنى لها.
إذاً لندرك الساعات ولنعمل من أجل أنفسنا، ولتنتهي اللحظات الأخيرة من ساعات شهر رمضان بذنوب مغفورة، وهمِّ مزاح عنا، وكما قال الإمام الصادق (عليه السلام) في دعائه في شهر رمضان:
(اللهم أدّ عنا حق ما مضى من شهر رمضان واغفر لنا تقصيرنا فيه وتسلمه منا مقبولاً ولا تؤاخذنا بإسرافنا على أنفسنا واجعلنا من المرحومين ولا تجعلنا من المحرومين).
ها هو شهر رمضان، شهر الخير وشهر الله، بدأ يودعنا ولم يبقَ منه إلا القليل، فعلينا أن نسابق الوقت وليشملنا ربنا بعفوه الجميل، ولنركب في قطاره السريع الذي حمل أعمالنا، الخير والصالح منها، فلا نجعله يرحل دون أن نمسك بلحظة منه وثانية، فتصفّح آيات ربك الكريم، وأملأ قلبك بكلماته الرحيمة التي تسقي أرواحنا من ساعاته المباركة، فالإمام علي عليه السلام يقول: (الوقت سريع الفوت وبطيء العود).
لذا علينا أن ندرك الوقت ولا نجعله يمر منا بسهولة، ولنجعل توبتنا إلى الله خالصة من كل ذنب ومعصية، فرمضان شهر التغيير، وشهر الطاعة والرحمة الواسعة.
ولتكن دقائقنا رحمانية تسجل أجمل العبادات، وطهارة النفوس، ولنملأ الوقت والساعات بالعبادة الإلهية ولا نضيع هذه الفرصة منا في هذا الشهر المبارك.
اضافةتعليق
التعليقات