إن الأخلاق الطيبة هي مطلب بشري منذ القدم فالنفس البشرية في تطلع دائم لمن يحسن اليها وتبغض من يسيء لها، ولما كان شهر رمضان هو محطة سنوية لتزود الإنسان عموماً والمؤمنين خصوصاً بزاد يفترض أن يكفيهم لعام كامل فهو شهر فريد من حيث الظاهر والمضمون فهو شهر عند الله افضل الشهور فإذا قارنا البشر مثلاً من هو افضلهم واقربهم لله عز وجل؟ لوجدنا وبلا شك انه النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو اعدنا المقارنة ولكن هذه المرة بالشهور نجد ان شهر الخير هو افضل الشهور والفضل جلي حينها، وحین دعانا افضل الانبیاء في خير الشهور دعوة وبين مكافئة من يخطو هذه الخطوة في هذا الشهر بالخصوص فقال:-
(أيُّها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصّراط يوم تزلُّ فيه الأقدام)
فها هو النبي (صلى الله وعليه وآله) يقول: (إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم)(1).
وقال كذلك: (عليكم بحسن الخلق، فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة)(2).
وعنه (صلى الله وعليه وآله): (أبى الله عز وجل لصاحب الخلق السيء بالتوبة! قيل: فكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه) (3).
فباب الاخلاق واسع جداً ويستطيع الإنسان ان يضم لجوعه وعطشه وتلاوته القران وصلاته في هذا الشهر الفضيل الخلق الحسن والكلمة الطيبة فهما اجمل أثر يبقی بعد فناء الإنسان ونجد كذلك الأدعية في هذا الشهر الفضيل تدعو للتحلي بالاخلاق مع الناس او مع العبد وربه وحتى مع العبد ونفسه! فالأخلاق الحسنة جواز للإنسان على الصراط في يوم القيامة فمن يستطيع ان يتجاوز عقبات وتحديات هذه الحياة ويلتزم بمنهج الرسول (ص) حري به ان يجوز على الصراط كالبرق الخاطف.
فالأخلاق نبتة جذورها في السماء، أما أزهارها وثمارها فتعطر الأرض.
اضافةتعليق
التعليقات