في غضون السنة السادسة من الهجرة، تنوّر وازدهر واستقبل البيت المحمدي العلوي الطاهر، نوراً من رحم نور، بكل فرح وسرور وغبطة وحبور، الطفل الثالث من أطفالهم وهي البنت الأولى للإمام أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء.
ففي اليوم الخامس من شهر جمادي الأولى، ولدت السيدة زينب عليها السلام، وفتحت عينيها في وجه الحياة.. إنها الوجوه التي خصها الله من خلقه (جدها رسول الله، والدها أمير المؤمنين، أمها سيدة نساء العالمين، أشقاؤها الحسنين الهمامين).
ألقابها
الصدّيقة الصغرى، العقيلة، عقيلة بني هاشم، عقيلة الطالبيين، العارفة، والعالمة غير المعلمة..
حياؤها
من عناية أمير المؤمنين (عليه السلام) بابنته أنه كان يُطفئ مصابيح الضريح المقدّس، للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) عند زيارتها له.
وقد حدّث يحيى المازني قائلاً: "كنت في جوار أمير المؤمنين عليه السلام في المدينة مدة مديدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله (ص) تخرج ليلاً والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها، وأمير المؤمنين عليه السلام أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين عليه السلام فأخمد ضوء القناديل فسأله الحسن عليه السلام مرة عن ذلك فقال: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب.
علمها ومعرفتها
إن دار علي عليه السلام لم تكن في الكوفة مجرد مركز للسلطة والحكم، وحل مشاكل الأمة، بل كانت داره مركز إشعاع للمعرفة والفكر، والعلم، والتعلم.
ولكي تنتشر المعرفة في جميع أوساط المجتمع، وحتى لا يُحرم أحد من حقه في الثقافة والوعي، عهد الإمام علي عليه السلام إلى ابنته العقيلة زينب عليها السلام أن تتصدى لتعليم النساء, وأن تبثّ نور المعرفة والوعي في قلوبهن وصفوفهن فكانت العقيلة تفسر لهنّ القرآن الكريم، وتروي لهنّ أحاديث جدها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأخبار أمها الزهراء عليها السلام وتوجيهات أبيها المرتضى عليه السلام فكان لها مجلس في بيتها أيام إقامة ابيها عليه السلام في الكوفة، وكانت تفسّر القرآن للنساء.
وقد دخل عليها في أحد الأيام والدها صلوات الله عليه، فسمعها تفسر الحروف المقطعة من سورة مريم (كهيعص).
ويذكر الإمام الشيرازي في تفسير هذه الحروف أن:
ك: كربلاء.
ه: هلاك بني أمية.
ي: يزيد.
ع: عطش الحسين.
ص: صبر زينب.
وقد تفضلت الأستاذة والدة السيد مصطفى الشيرازي قائلة:
يمكن للمرأة أن تتخذ من السيدة زينب مثالا ونموذجا، لإيصال صوت الحق، فهي أول خطيبة وقفت بوجه الظلم والطغاة، ودافعت من أجل الدين والعقيدة.
وكذلك للمرأة المسلمة عامة، والشيعية خاصة، دور كبير في وصول صوت الحق عبر الإعلام وفي مجالات متعددة نذكر أهمها:
اولا) عبر خطاباتها: ينبغي للمرأة أن تكون خطيبة قديرة، ومتكلمة بليغة، لنشر علوم محمد واله.
ثانيا) عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
ثالثا) عبر التدريس: وإيجاد الحلقات النقاشية حول المواضيع المختلفة ورد الشبهات الواردة من أعداء الدين والمذهب.
رابعا) الكتابة: فهي لها دور مهم في نشر الثقافات الأصيلة.
خامسا) تربية الأجيال الصاعدة لكي يكون لهم دور في الإعلام ووصول صوت الحق الى العالم أجمع.
كما أنّ السيدة زينب (رساليّة آل محمد)، كذلك المرأة المسلمة.
اضافةتعليق
التعليقات