في عالمنا المليء بالضغوطات اليومية، نجد أنفسنا في كثير من الأحيان نركز على الأسماء والتصنيفات الاجتماعية، محاولين تحديد وتوصيف العلاقات في حياتنا. نسعى لتحديد من هو "الصديق"، ومن هو "الحبيب"، ومن ينتمي إلى فئة "العائلة" أو "الزملاء".
لكن في خضم هذا السعي للتصنيف، قد ننسى أحياناً وجود أشخاص مميزين في حياتنا لا ينطبق عليهم أي تعريف محدد، ولكن تأثيرهم علينا هو أمر لا ينكر.
هؤلاء الأشخاص ليسوا أحبة بالمعنى الدقيق، ولا هم أصدقاء مقربون. إنهم ربما مجرد زملاء في العمل أو جيران نتبادل معهم التحية والمساعدة البسيطة، أو حتى موظفون في الخدمة العامة كانوا لنا في يوم ما سنداً وعوناً. لكن بغض النظر عن طبيعة ارتباطنا بهم، فإن وجودهم في حياتنا له أثر إيجابي وملموس.
فمثلاً، قد يكون هناك زميل في العمل نشعر معه بالراحة والاسترخاء دون الحاجة إلى علاقة وطيدة. فقط مجرد وجوده بجوارنا، والتبادل البسيط للحديث والضحكات، يكفي ليضيف لحياتنا لمسة من السعادة والارتياح. أو ربما تكون هناك جارة تتبادل معنا ابتسامات ومساعدات بسيطة دون أن تكون هناك صداقة مقربة. إلا أن هذه التفاعلات البسيطة تمنحنا شعوراً بالانتماء والترابط الإنساني.
وقد يكون هناك أيضاً أشخاص مروا بحياتنا في وقت ما، كمعلم أو طبيب أو موظف في الخدمة العامة، والذين لم يكن لهم سوى تفاعل محدود معنا، لكن هذا التفاعل كان له أثر إيجابي كبير في حياتنا. فمجرد ابتسامة داعمة من طبيب أو كلمة تشجيع من معلم قد تكون في وقت ما نعمة عظيمة وشيء لطيف.
هؤلاء الأشخاص الذين لا ينتمون إلى أي تصنيف محدد من العلاقات، هم في الحقيقة أصحاب الفضل في إضافة بعض الدفء والسعادة البسيطة إلى حياتنا اليومية.
فالحمدلله على الأشياء البسيطة التي قد تبدو دون معنى إلا إنها تعطي للحياة نكهة جميلة دون أن نشعر.
اضافةتعليق
التعليقات