• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الثقة وانفتاح القلب

زهراء الجابري / الأحد 22 تشرين الاول 2023 / ثقافة / 1549
شارك الموضوع :

لكي ينفتح قلبك لا بد أن تثق بالحياة. وتكتسب هذه الثقة من ساعاتك الأولى في الوجود

أن يكون قلبك منفتحًا يعني قبول العيش مع بعض الهشاشة والإقرار بإمكانية استقبال كلّ  شيء بما فيه تعرّضك للجرح، هو قبول مخاطرة أن تعيش الحياة بكل ما فيها، فنحن غالبًا ما نفضّل أن نعزل أنفسنا والاكتفاء بالبقاء على قيد الحياة.

لكي ينفتح قلبك لا بد أن تثق بالحياة. وتكتسب هذه الثقة من ساعاتك الأولى في الوجود بفضل الوالدين. ولا بد أن يتحلى كل منهما أولاً بالثقة حتى يهبا الحياة وينطلقا في هذه المغامرة... وعلى الفور وبشكل تلقائي يثق فيهما الأطفال من دون شروط. ولكن بسبب خيبة أملنا وبسبب معاناتنا ومرورنا بتجارب مؤلمة وصادمة نفقد أحيانًا فيما بعد هذه الثقة في الحياة نرتاب حينها في ما هو خارجي من المجهول ومن العالم بشكل عام.

ومع ذلك، من المهم تجاوز هذه المخاوف، ومعالجة الجراح لتعلم اكتساب هذه الثقة من جديد، لأنها هي التي تساعدنا على التقدم. وكما رأينا، تولد الأفراح الحقيقية من هذا الشعور بإحراز تقدم، ومن الثقة، وتزداد من خلال الإحساس بالمشاركة. يطرق الفرح في كثير من الأحيان بابنا فجأة. ولنكن منتبهين بما يكفي، حاضرين، منفتحين، لاستقباله ولتذوقه.

ولا يعني بالطبع هذا الترحيب بكل شيء ولا الانفتاح على الجميع فمن المهم تعلم كيف نطور حدسنا وقدرتنا على التمييز للابتعاد عن موقف ما، أو شخص ما، قد يمثلان ضررًا لنا. إن الفرح لا ينمو في الظلام، لكنه ينتشر في نور الصباح بحسب كل واحد منا.

المنح بلا مقابل

نتحرّك اليوم في عالم لا تتوقف فيه فكرة المنح بلا مقابل عن الانحراف عن معناها الأساسي. فمن ناحية، يتزايد أكثر فأكثر ما يقدمه لنا رجال الصناعة من خدمات أو معلومات يُقال عنها «مجانية»، أي تلك التي يُدفع ثمنها بمجرد تقديم بياناتنا الشخصية أو من خلال إعلانات تفرض علينا.

ومن ناحية أخرى، صارت أنشطتنا وتجاربنا مدفوعة أكثر فأكثر موجّهة صوب جني المال والنجاح الاجتماعي والتقدير .... "وأي فائدة لهذا؟" نسأل بشكل شبه منتظم قبل الشروع في أي شيء حتى في ما لا يمت بصلة إلى خبرتنا المهنية.

وندافع عن أنفسنا فنقول إننا رهن للتسارع في وتيرة الحياة، وإنه لا يوجد أمامنا متسع من الوقت وإن الانجاز مطلوب على جميع المستويات، ونعتبر أنه لا خيار أمامنا سوى تفضيل ما يعود علينا بالنفع. ويعد هذا السياق من دون شك أحد أسباب نقص الفرح، بل غيابه عن حياتنا.

لكي يتفتّح الفرح لا يتعيَّن البقاء رهن هذا البعد النفعي الموجود باستمرار والذي يحول بيننا وبين الانفتاح ويحول دون حضورنا الدائم. يأتي الفرح في الغالب في أوقات لا نتوقعها، ولا نتوقع أن نجني فيه شيئًا.

الحياة تبادل مستمر. نتلقى ثم نتعلم أن نمنح والمنح یعنی كذلك النقل، بما فيه نقل المعرفة.

الاستسلام والرضا

نحن لا نحتمل أبدًا ما هو عشوائي وما يأتي مصادفة، وما لا يمكن توقعه. نحن نريد -حتى لو كان هذا محض وهم- أن نسيطر بشكل مطلق على حياتنا. نتشبث، نتمسك، نفكر طوال الوقت، نحلل الماضي في محاولة للوقوف على ما لم يتحقق، ولنتصور ما سيحدث مستقبلًا من أجل السيطرة عليه. نرفض أن تفوتنا أي لحظة من الحاضر. أما الاستسلام والرِضَا فهو السلوك المناقض لذلك كله. وهو يعني أنه حين ندرك عدم استطاعتنا تعديل مجرى حادث ما فعلينا قبوله بدلا من التعامل معه بغضب، والتطرق إليه من جديد، مع إبداء الندم وترك أنفسنا نهبًا للمشاعر السلبية.

لكن جسدنا ليس فقط مصدرًا للفرح من خلال خاصية الانتباه التي نوليها لحواسنا. لكنه يحقق لنا الفرح عبر التناغم، التوازن، القوة، المرونة، والبراعة الخاصة به، وحين ينجح في التعايش مع قلبنا وروحنا. ومن البديهي ألا يتحقق هذا الوضع على الدوام، لكن حين نشعر بمثل هذه الحالات، وحين نتذوقها، وحين نعمل على زيادتها يغمرنا في الغالب إحساس قوي للغاية بالفرح.

من كتاب (قوة الفرح) فريدريك لونوار
الشخصية
الانسان
التفكير
السلوك
صحة نفسية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    ماهو مفهوم الخجل.. وكيف نواجهه؟

    النشر : السبت 21 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    قصة أصغر ملياردير عصامي في العالم

    النشر : الأثنين 24 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    آيةٌ وإضاءةٌ للحياةِ: أَنْتَ بَيْنَ وَعْدَين

    النشر : الخميس 22 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    سلسة الزواج الذهبي .. التوكل على الله

    النشر : الخميس 23 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    دور المرأة في أيدولوجية الثقافة المهدوية المغيبة

    النشر : الأحد 21 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    تأزيم الأزمة ديدن المجتمع

    النشر : الخميس 18 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 550 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 461 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 402 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 376 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1165 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 675 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 12 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 12 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 12 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 13 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة