• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

راية الحسين بيد زينب

خديجة الصحاف / الأثنين 11 ايلول 2023 / ثقافة / 3008
شارك الموضوع :

كيف استطاعت السيدة زينب تحمل هذه الأحداث الموجعة كلها؟ من أين جاءت بخزين الصبر اللامتناهي

منذ الخطوة الأولى كان الإمام الحسين والسيدة زينب (عليهما السلام) يداً بيدٍ في مسيرة واحدة، تسعى لهدف واحد!

فالراية الحسينية لم تسقط على صعيد كربلاء؛ بل استمرت بيد زينب (عليها السلام)، تخفق بشموخ هاشمي، وإباء حسيني على طول مسيرة السبيّ حتى عادت بها مرة أخرى لأرض الطف، لتروي لأخيها الحسين (عليه السلام) تفاصيل نهضتها التي هي استمرار لنهضته!

السيدة زينب (عليها السلام) أدركت دورها جيدا، وأدّته بكل جدارة واقتدار، حملت الأمانة بكل ثقلها، وحراجتها، وتعدّدها؛ مسؤولية لو وزّعت على جميع الخلق لأعياهم حمل البعض منها، وكما يقول الشاعر:

حَمَلت مِن الأرزاء ما أعيا الورى    

حَمـلَ اليسير النَزر مِـن أعبائهـا

لم تلوي عنانها فداحة الأحداث، وقساوتها ودمويتها؛ فالمعركة بين معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) والمعسكر الأموي لم تكن متكافئة؛ ليس من ناحية العدد والعدة فقط، بل من ناحية القيم الإنسانية التي يلتزم بها البشر بما هم بشر، والأعراف العربية التي يأنف العربي من تجاهلها وإن لم يكن مسلما؛ ولكن الجيش الأموي ضرب كل القيم والأعراف عرض الحائط، وأظهر من الجلافة والقسوة ودناءة الخُلُق ما لن يتكرر لها مثيل إلى يوم القيامة؛ فقد قتلوا في نهار واحد سبط نبيّهم وأبادوا ذريّته الذين يمثّلون خلاصة البشرية في ذلك الوقت، رجال ليس لهم شبيه ولا مثيل على وجه الأرض، بعد أن مارسوا معهم حرب التعطيش وهي حرب لا يعمد إليها إلا كل خسيس ودنيء، وبعد القتل قطعوا الرؤوس، ومثّلوا بالجثث، خصوصا جثة الإمام الحسين (عليه السلام) التي انتدبوا لها عشرة من الخيول فداسوها؛ أربعون حافرا مزّقت جسده الشريف بلا رحمة، ثم نهبوا رحله، وحرقوا خيام عياله، وروّعوا قلوب أطفاله، والسيدة زينب شاهدت هذه الفجائع كلها، وواجهت الأحداث ببسالة وثبات، لتبدأ بعدها رحلة الأسر وما رافقها من مصائب لا يمكن للعقل تخيّلها !

فكيف استطاعت السيدة زينب تحمل هذه الأحداث الموجعة كلها؟ من أين جاءت بخزين الصبر اللامتناهي، أي قوة ربطت على قلبها فلم ينخلع، مع ما تتصف به المرأة -بطبيعتها- من رقة وعاطفة بحيث لا تتحمل أن ترى أقل بلاء أو ألم يقع على أحبتّها؟

لابد أن السيدة زينب (عليها السلام) مرّت بإعداد مسبق لتحمل هذه المسؤولية العظمى؛ فهي سليلة بيت الوحي، وربيبة من اصطفاهم الله لدينه ورسالته، رُبّيت ليوم الطف، ولتكون جندية من جند الإمام الحسين (عليه السلام)، بل قائدة من قوّاد نهضته الكبرى!

فمنذ اليوم الأول لولادتها استقبلها الرسول (صلى الله عليه وآله) بالبكاء، فكانت تلك الدموع إيذانا بالدور الذي ينتظرها، ثم عاشت بكنف المعصومين وهم يحملون همَّ عاشوراء، والاستعداد له بكل الطرق !.

الإمام علي عليه السلام طلب من أخيه عقيل أن يبحث له عن امرأة ولدتها الفحول من العرب ليضيف إلى عسكر ولده الحسين طاقة عسكرية فعّالة تغيّر موازين القوى، واشترط عند زواج السيدة زينب من ابن عمها عبد الله بن جعفر أن لا يمانع من سفرها مع أخيها الحسين إذا آن أوان رحيله إلى أرض العراق؛ ولذا اعترضت السيدة زينب  بشدة على ابن عباس عندما أشار على الإمام الحسين (عليه السلام) بعدم اصطحاب عائلته معه إذ قالت: " كيف تشير على شيخنا وسيدنا أن يخلّفنا هنا وأن يمضي وحده! فوالله إنا لنحيا معه ونموت معه، وهل أبقى الزمان لنا غيره؟" .

وكل يوم كانت تعيشه السيدة زينب كان يضيف إلى شخصيتها ركيزة جديدة من ركائز الوعي، والشجاعة وقوة الإرادة .

يُروى أن الإمام علي (عليه السلام) جلس يوما يحدّثها عمّا سيجري عليها في مستقبل أيامها فابتسمت وقالت: أخبرتني أمي بذلك.

وبدأت رحلة زينب (عليها السلام) مع الأحداث الأليمة منذ وفاة جدها (صلى الله عليه وآله)، والانقلاب الذي وقع في الأمة، والظلم السافر على أمها الزهراء حتى استشهدت مظلومة مهتضمة، مرورا باستشهاد أمير المومنين (عليه السلام)، وانتهاءً باغتيال الإمام الحسن بالسم وهو يعلن أقسى حقيقة سيواجهها بيت الرسالة: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله" لتكون هذه الحقيقة هي التحدّي الأصعب لصبر زينب (عليها السلام)، ولتعيش ذلك اليوم بكل تفاصيله الدامية التي يعجز الخيال البشري عن وصفها، ثم مسيرة الأسر بكل شجونها وآلامها لم تنكسر يوما، ولم تذبل زهرة عنفوانها، وصولا إلى وقوفها أمام خصمها اللدود .

لم يستطع يزيد بكل جبروته وطغيانه أن يزعزع عزيمتها، وصلابة إيمانها، فلم تخرج من بلاطه المشؤوم إلا بعد أن تحدّته بانتصارها رغم الأسر، وببقاء الرسالة التي تمثلها بالرغم من قتل رجالها، وبعد أن أعلنت على مسامعه بكل ثقة قرار السماء بزوال ملكه الوشيك، ونهاية أيامه السوداء، وتبدد جمعه الزائف: "وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد " .

السيدة زينب
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
القيم
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: سلسلة كتيبات من اصدارات البيت السعيد

    النشر : الأربعاء 15 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    زهرة شاه: ضحية جديدة لعمالة الأطفال

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    على خطى المحاسبة

    النشر : الأثنين 30 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    نظرية تأثير الفراشة ودورها في حياتنا

    النشر : الأربعاء 07 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    تأثير مشاهد العنف في الميديا وتعزيز السلوك العدواني لدى الطفل

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الذهب البرازيلي.. زينه كاذبة وتجارة رائجة

    النشر : الثلاثاء 24 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 890 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 774 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 454 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 375 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 350 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 337 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1364 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1346 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1224 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1144 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1068 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1067 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 10 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 10 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 10 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة