في كل عام من عاشوراء ترسم لنا خطى الزائرين لوحة من الإيثار لإحياء زيارة الأربعين وهم يسيرون في درب العشق غير مبالين بمخاطر الطريق وكأن السكينة تحدو مع خطواتهم لأنهم متجهين صوب الحسين (عليه السلام) وهذا الأمر يكفيهم، في ذلك الطريق الكثير من المواكب التي تعتنق أيام الزيارة ليلًا مع النهار لراحتهم وحينما يصلون على مشارف أبواب مدينة كربلاء لابد أن تمر خطواتهم بذلك الموكب الصغير بأفراده والكبير برسالته الثقافية المنفردة ألا وهو موكب (لمسة أمل التطوعي) حيث تتوج هذا العام بخدمة الزائرين من خلال مشاركته المميزة في تعدد نشاطاته التي تبناها ثلّة من الشباب الواعي ليشكل مجاميع تعمل لدعم الخير والاصلاح ومساعدة الآخرين فما يبذلونه للحسين (عليه السلام) هو قطعا غاية الجود والسمو في هذه المراسيم العظيمة.
مبادرة مهمة
تبنى فريق لمسة أمل التطوعي العديد من النشاطات اللوجستية الداعمة للخدمة الحسينية المشرفة من حيث المضمون حيث قدم حملة خاصة في تجهيز بطاقات تعريفية للأطفال يكتب عليها اسم الطفل ورقم هاتف أحد ذويه ليتمكنوا من الوصول إليه إن فقدوه في الزحام بين الزائرين، وتعد هذه البطاقات التعريفية مبادرة مهمة لكونها تدعم العوائل البسطاء فبعض الزائرين لا يجيدون القراءة لهذا لا يسعون بتلقين أبنائهم رقم الهواتف أو كتابتها لهم على قصاصة ورق.
كما اهتم الفريق بالجانب الخدمي الخاص بنظافة المدينة وذلك من خلال اطلاق مبادرة التوقيع على بوستر كتب عليه (أقسم أن لا أرمي النفايات في الشارع) إذ يحث على التزام الزائرين برمي بقايا الطعام أو أدوات الشراب في المكان المخصص لذلك.
ولربما لا تستخلص هذه المبادرة ما يطمح له القائمون بالالتزام الكامل إلا أنها ستساهم على تفعيل دور الاهتمام بالبيئة والنظافة وبث روح التعاون بين الأفراد.
أنموذج حضاري
وللتعرف على المزيد من الخدمات التي يقدمها فريق لمسة أمل التطوعي التقت (بشرى حياة) مؤسس الفريق المحامي عباس الخفاجي ليحدثنا قائلا: تحت شعار حب الحسين (عليه السلام) يوحدنا انطلق فريق لمسة أمل الذي يعد أنموذجا حضاريا لإيصال رسالة الحسين (عليه السلام) بشكل آخر، حيث مضت أربعة أعوام ونحن نتشرف بخدمة الزائرين الكرام واحياء القضية الحسينية بشكل ثقافي وحضاري بعيدا عن أي أهداف شخصية.
فقد كان فريق لمسة أمل هو مجرد صفحة على موقع التواصل الاجتماعي لدعم المحتاجين إلا أنها وبجهود ذاتية وتطوعية من قبل المتبرعين أصبحت اليوم مؤسسة خيرية تشرع أبوابها لفعل الخير وتستنفر جهودها في المشاركة بطقوس زيارة الأربعين.
وأضاف: اليوم نحن نسرد رسالة الاصلاح للحسين (عليه السلام) وما نسعى إليه من خلال فريقنا هو تطبيق جزء بسيط من رسالته الأبية الخالدة، حيث تطوع أكثر من (80) شخص من كلا الجنسين ومن مختلف المحافظات في العمل التطوعي لخدمة الزائرين والمواكب الخدمية، تضمن برنامج نشاطنا توزيع بطاقات تعريفية للأطفال وبروشورات خاصة بزيارة الأربعين وأخرى ارشادية وتوعوية اضافة إلى تجهيز مفرزة طبية وذلك بتعاون مشترك مع الجهات المعنية، فضلا عن المساهمة في حملات التنظيف مع أصحاب المواكب وعاملي النظافة في القطاع الحكومي وتحضير وجبات الافطار وتوزيعها على الزائرين والاتفاق مع شركة آسيا سيل بتأمين اتصالات مجانية للزائرين.
وتابع الخفاجي: لقد لاقت جميع النشاطات تأييدا واهتماما من قبل الزائرين وأصحاب المواكب، كما تلقينا دعما كبيرا من شركة آسيا سيل فضلا عن مساعدة فرق أخرى ومنظمات مجتمع مدني بالتنسيق مع الدوائر الخدمية، والبعض الآخر بجهود ذاتية كطبع البطاقات التعريفية والزيارة وغيرها.
ختم حديثه: كل ما تم انفاقه نراه جهدا قليلا بحق الحسين (عليه السلام) الحمد لله الذي أنعم علينا بتوفيقه لنقوم بهذه الخدمة المباركة التي بدأت تنمو عاما بعد آخر.
اضافةتعليق
التعليقات