في اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية المصادف 21 أيار كل الطفرات التي تحدث والتغيرات باتت على جميع الأصعدة من ضمنها وأهمها أسلوب الحوار وأهدافه وجاء هذا اليوم العالمي فرصة لنسلط الضوء على سلسة من المفاهيم المبهمة أو قد تكون مغلوطة عند كثير من الناس فالحوار والكلام جزء من فطرة الإنسان البشرية فهو كائن اجتماعي وهذا لا جدل فيه ولكن أساليب الحوار والتعبير عن العاطفة والمحبة والتفاهم تغيرت وتحولت إلى جدالات لا فائدة منها في كثير من الجوانب وكما أن أزمة الثقة في النفس وصراع إثبات الشخصية قد تسيد جزء لا يمكن غض البصر عنه كما أن انتشار التفاهة في المجتمع بات ملموساً جداً.
فإن الحوار وأسلوبه هو مقياس تحضر الشخص ومدى فهمه، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): تكلموا تُعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه.
فإن أهم أهداف الحوار هو الإنصات بنية الفهم، لا الاستماع بنية الرد كما أنه وسيلة لطرح أفكار مختلفة بين عدة أشخاص والاختلاف أساس التكامل لا التنافر والفخ الذي تقع فيه حواريات الناس هو تحويل الاختلاف إلى خلاف وهنا يتغير مفهوم الحوار إلى جدال الذي بدوره ينتقل إلى خلافات أكبر وقطيعة رحم وما إلى ذلك.
ويمكن عدّ بلورة السلوكيات هو أهم أهداف الحوار بين الآباء والأبناء بنية غرس المفاهيم الصحيحة والأخلاقيات منذ الصغر بدل معاناة تعديلها في الكبر فمن شب على شيء شاب عليه.
تهدف هذه المناسبة إلى أربعة أهداف:
1_ دعم النظم المستدامة لحوكمة الثقافة.
2_ تحقيق تبادل متوازن من السلع والخدمات الثقافية من الترجمة وتبادل الإصدارات الأدبية والتنموية كمعارض الكتب والمسرحيات الثقافية وإقامة خطوط ربط بين منظمات حقوق الإنسان والمنظمات النسوية الفاعلة وغيرها من أساليب التبادل الثقافي الحديث ويرى أن عملية العولمة التي يسهلها التطور السريع لتكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة، وإن كانت تشكل خطراً على التنوع الثقافي، فهي تهيئ الظروف الملائمة لإقامة حوار مجدد فيما بين الثقافات والحضارات.
3_ انتقال الفنانين والعاملين الآخرين في مجال الثقافة.
4_ دمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية المستدامة وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
كما ويعتبر الحوار الثقافي بين الشعوب المختلفة وسيلة مهمة للتعرف على ثقافات متنوعة أخرى وعادات الشعوب الأخرى وإن تقدير واحترام هذا الحوار هو ضمان ولو بشكل جزئي لتحقيق السلام والأمن الدوليين كما ويمكن وصف التنوع الثقافي بوصفه تراثاً مشتركاً للإنسانية فتتخذ الثقافة أشكالا متنوعة عبر المكان والزمان ويتجلى هذا التنوع في أصالة وتعدد الهويات المميزة للمجموعات والمجتمعات التي تتألف منها الإنسانية والتنوع الثقافي، بوصفه مصدراً للتبادل والتجديد والإبداع، هو ضروري للجنس البشري ضرورة التنوع البيولوجي بالنسبة للكائنات الحية وبهذا المعنى يكون التنوع الثقافي هو التراث المشترك للإنسانية، وينبغي الاعتراف به والتأكيد عليه لصالح الأجيال الحالية والأجيال القادمة.
اضافةتعليق
التعليقات