• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا حِرمانٌ ولا شبع

مريم حسين العبودي / الثلاثاء 21 كانون الأول 2021 / ثقافة / 2332
شارك الموضوع :

الربط بين الدنيا والعالم الحتمي النهائي، يتطلب ارتداء نظارات خاصة لا تُشترى إلا بالابتلاء والنضج البطيء

إن الاقتراب من الفهم العميق لحكمة الدنيا والآخرة يشتمل على الربط المباشر بينهما، أن تُرى الدنيا بمنظار الآخرة، حتى في أكثر الأمور دُنيويةً، أن يأكل المرء فيستشعر عُمق حكمة قوله تعالى "وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب". 1

أذكرُ موقفاً حدث معي قبل فترة، لكنه رسخ في عقلي وتأملته مطولاً. كنتُ أشتري عصيراً من متجرٍ للعصائر والآيسكريم، وانا أطلب العصير عادةً دون سُكر، فقلت للفتى الذي يُعد الطلبات ذلك كي يتذكر، فلم يسمعني بسبب أصوات الخلاطات العالية، فلما هدأت الآلات وبدأ يسكب العصائر، قلت له إنني أريده دون سُكر، وكان قد وضع سكر في الخلاط بالفعل! فأكمل سكبه وجهزه ثم أعطاه لفتاة كانت قد طلبت ٣ عصائر فقط، فقال لها هذا الرابع ضيافة من المتجر! وراح يُعد لي واحداً جديداً دون سُكر. تأملت الموقف بعُمق حينذاك، وقلت في نفسي، سُبحانه! يرزق دون حساب.

الربط بين الدنيا والعالم الحتمي النهائي، يتطلب ارتداء نظارات خاصة لا تُشترى إلا بالابتلاء والنضج البطيء، حيث إن إمكانية عيش لذائذ الأرض من دون الانغماس في الدنيا يحتاج مقدرة عظيمة، أن يتمتع المرء بعطايا الله دون الانهماك فيها كأنها شيءٌ حتمي وثابت الوجود، بل كونه مُحركٌ رئيسي للسعي نحو مصدر العطاء الأكبر، نحو مورد اللذائذ والأرزاق.

أن يتأمل الرجل أهل بيته، ينظرُ إلى زوجته فيتذكر "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا" أن يعاملها بعطفٍ ورأفةٍ مُجسِداً: "وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة"(2). لذّة الأنس بالدنيا وزينتها لا يكتمل إلا حين يمتزج بنكهة الآخرة، وما أقلّهم أولئك الذين يشتبكُ العالمين في جوفهم، يعيشون روحيّة السماوات بأرضٍ واسعة، ولا تزيدهم رغبات الدنيا فيهم إلا تقرباً من رياض المعشوق الأبدي.

ينبغي على المخلوق أن لا يقع في فخ الفصل بين العالميّن، فإنه حين يعيش كأنه قابعٌ في الدُنيا دون انتقال للعالم الثاني، فإنه يتحوّل إلى أداةٍ طيّعة تُحركه خيوط الحياة الفانية، تُحيله إلى دابةٍ لا تعرف إلا الاستهلاك والاعتياد على المتوفر لها ولا تنتظر إلا أن ينقضي اليوم ليبدأ الغد وتنال منه ما قُسم لها، إنها عملية تناولٌ مستمر دون أن يهدف إلى شيء ودون أن ينتجُ عنه ثمر.

وإن من يحيا متصوفاً زاهداً في الدنيا تمام الزُهد، لا يحيا فيها إلا منهكاً متعباً يكادُ لا يذوقُ فيها طعاماً ولا شراباً خوفاً من أن تُبّدِل الجحيم مسراته لحروقٍ لا شفاء لها، وتعاقبه على ابتسامةٍ ترتسمُ على محياه. ينزوي بنفسه عن الناس لا يألفهم ولا يألفونه، كأن مفاتيح الفردوس الأعلى تكمن في شقاء نفسه وحرمانها. إن السعيدُ الآمن، يسعى إلى نيل فلاح الدنيا والآخرة، وهو من يوازنُ بين الكفتين، فلا يُحرمُ في الأولى ولا يُعاقبُ في الآخرة.

(1)  سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 37.

(2)  سُورَة الروم/ الآية/ 21

الانسان
الحياة
الدين
الشخصية
السلوك
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    شهد من صبر

    النشر : الخميس 21 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سورة وسور للرساليين

    النشر : الثلاثاء 13 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    أمرٌ عظيم

    النشر : الثلاثاء 20 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    علم الطاقة الكونية: حقيقة أم دجل؟

    النشر : السبت 18 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    وسائل لتحسين النوم

    النشر : الثلاثاء 11 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    علي الاكبر.. شبيه المصطفى

    النشر : الأثنين 08 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1215 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 446 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 436 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 426 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 403 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 395 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1589 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1317 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1215 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1174 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1110 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 759 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة