ناقش نادي أصدقاء الكتاب الشهري كتابه "من فقه الزهراء" الجزء الأول حديث الكساء لمؤلفة سلطان الواعظين آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره..
بدأً نقول أن سيدة النساء فاطمة الزهراء "سلام الله عليها" مجهولة قدراً ومهضومة حقاً، ولعل من مصاديق مجهولية قدرها عدم الاستفادة من كلماتها وخطبها في "الفقه" وعدم إدراجها ضمن الأدلة أو المؤيدات التي يعتمد عليها في استنباط الأحكام الشرعية فـ استعان قدس سره بالباري عز وجل في الكتابة حول ذلك رجاء المثوبة وأداءً لبعض الواجب..
ومن نافلة القول في المقام يقول السيد قدس في مقدمة الكتاب “الإشارة إلى أننا لم نقم في هذا الكتاب إلا بـ الإلمام إلى هذا البعد الفقهي مع شيء موجز من الشرح والتوضيح وإلا فهي صلوات الله عليها أعلى وأجَّل من أن أتمكن أنا الفقير العاجز عن ذكر بعض مما يليق بـ من دارت على معرفتها القرون الأولى ومن هي قطب دائرة الإمكان كما دل على ذلك قوله تعالى في حديث الكساء "فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها" فإن مكانتها وعظمتها لا يمكن أن يستوعبها أحد من المخلوقات إلا النبي والوصي صلوات الله عليهم وآلهم.
فإن الضَّيق لايمكن أن يحيط بالواسع! كما قالو إستحالة إدراكنا الله عز وجل لأن اللامتناهي يستحيل أن يحيط به المتناهي المحدود أو يدرك كنهه.
ولاشك أنهم ليسوا كـ الله سبحانه وتعالى في اللاتناهي والمحدودية إلا أنهم أوسع من الناس الضيَّقين مما قد يلغي النسبة بين الطرفين ويجعلها أبعد من نسبة القطرة إلى المحيطات..
وقد سميت فاطمة صلوات الله عليها لأنَّ الخلق فطمَّوا عن معرفتها كما في الحديث الشريف.. ولسنا بصدد ذكر هذه الأحاديث ولكن من باب ما لايُدرك كله لا يُترك كله!
وإذا جئنا لـ الكتاب نجده يحتوي على دروس من سيرة الزهراء عليها السلام ويحتوي على أحكام مستفادة من حديث الكساء فقد قام بـ توضيح حديث الكساء الشريف وتحليله وتوضيحه بنحو أفضل وأكمل وعلى جميع الأصعدة المقصودة!
حيثُ أنه يتحدث بالبداية عن لمحة من عظمة السيدة المقدسة الزهراء عليها السلام ودروس من سيرتها العظيمه ليعرج:
الفصل الأول: أحكام مستفادة من حديث الكساء، الذي كان محل المناقشة حيث تم الغور في روعة توضيحاته الجلية مما لا يلتفت إليها إجمالاً.
كإستحباب الإبتداء بالسلام وتوقيت الأمور وترتيب المطالب والإخبار عن الحالة الجسدية والنفسية والدعاء للمريض والإستعاذة بالله عز وجل وقضاء الحاجة وطاعة الأب بكل الأمور الممكنة كـ النظر إلى وجهه وذكر الكرامات والتشبيه في الكلام وإظهار المحبة للأولاد والأقرباء وكذلك إستحباب السؤال والتحقيق واِستعمال الطيب وعدم التسرع في الحكم وتوقير الطفل وذكر فضائله وإجتماع الأقرباء وتفضيل الولد الأصغر وإحترام الزوج والإستئذان واجتماع القلوب ورفع اليد حين الدعاء وتقديم الميامن واِستحباب الدعاء في كل الأحوال.
ودفع الأذى عن آل الرسول صلى الله عليه وآله ومشاطرة العائلة همومهم وأحزانهم وتعاضد الأرحام والتنوع في الدعاء وعظمة الدعاء لأهل البيت عليهم السلام ليعرج إلى علة تخصيصهم بالدعاء هنا ومعنى العزة والجلال لله تعالى التذكير بعظمته والغاية من الخلقة والجواب على مقتضى الحال.
وأنَّ السيدة فاطمة عليها السلام حجة الله عز وجل وغيره الكثير الكثير ليختتم بـ بيان الهدفية في الأعمال وقصد القربة والتأكيد على حقانية أفعاله تعالى ونبوة رسوله وأنواع الذكر والتلاوة وعلية الأجر العظيم لذكر الحديث والتسبب للإستغفار واستحباب البقاء في مجالس الخير والتمسك بمذهب أهل البيت صلوات الله عليهم، والتأكيد في البحوث العقائدية وكشف الغمة وأقسامها وسوق الناس إلى الله وطلب الحاجة وعلم الغيب وتأثيره في سلوك المعصومين صلوات الله عليهم..
ولعل الإشارة لهذه الجزئيات الدقيقة مما يوجب الإلتفات إليها يُشيع ثقافة أن الدعاء سلوك عملي وفعلي وليس لـقلقة لسان فقط، ويُشير أيضاً لـ آداب الدعاء التي تأخذ أبعاداً إجتماعية ونفسية بالإضافة إلى الجانب الروحاني فيها وكيف أنها تُربي وتصنع جيلاً مُطيعاً لله إن سار وفق المنظومة الموضوعة له..
وجدير بالذكر أنّ نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والإزدهار للتنمية النسوية والذي يهدف إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات