• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كيس النجاة

فاطمة زيني / الخميس 27 آب 2020 / ثقافة / 2282
شارك الموضوع :

كانت تحمل كيسا كبيرا أسود اللون ممتلئ لنصفه تقريبا، وكررت: أتوافقين إن وضعت هذا الكيس أمانة عندكِ؟

السابع من محرم، الساعة العاشرة مساءً..

يا إلهي هاتفي تكاد تنفذ بطاريته!، اظلّمت الشاشة، لا أريد أن أفوت هذه اللقطة الثمينة..

صراع وحرب مع هاتفي قضيته في إحدى ليالي شهر محرم، لو تعطل في أيام السنة كلها لم أكن لأبالي، ولكن هذه الليلة لا!.

العرق يتصبب من جبيني، لا أعلم أين تقف أمي الآن، الجو شبه خالي من الأوكسجين نتيجة الزحام المفرط، تكاد الأنفس أن تختنق، المصابيح أغلبها مطفأة وأخرى أنيرت لنرى طريقنا..

وفي وسط هذا الزحام وقفت امرأة ذات هيبة إلى جانبي وقالت لي شيئاً بصوت خافت، شعرت أنها تحمل في قلبها حبا كبيرا، حب لا تستطيع حمله الجبال الرواسي، كان الحب ينبعث من نبرتها المختنقة، فقلت لها: عذرا لا أستطيع سماعكِ، بعدها تقربتْ بخطوات أخرى وجلست نصف جلسة، همست في أذني: "لا تدعي أحد يأخذ هذا الكيس إنه أمانة عندكِ!".

كانت تحمل كيسا كبيرا أسود اللون ممتلئا لنصفه تقريبا، وكررت: أتوافقين إن وضعت هذا الكيس أمانة عندكِ؟، لم أعتد أن أرد أحدا فقبلت بكل حب.

تساءلت: لماذا لهذا الكيس هذه الأهمية، ولماذا وصفته بالأمانة!! لماذا لا تريد أن أعطيه سهواً لأحد؟

بقيت عيني تراقبها، ذهبت لتشرب (استكان شاي) علها تقاوم تعبها ونعاسها الراقدين تحت أجفانها المحمرّة من البكاء، وأنا أحاول التخفيف من الحر الذي يحيطني بشرب كوب من الماء، خشيت أن أفرط بالأمانة فأخذت أسحب الكيس بيدي الأخرى لأقربه، فُتحت فوهة الكيس سهوا لعدم اتزان جانبيه وإذا بي أرى نفايات!!

نفايات! لماذا أمنتني هذه المرأة على نفايات! ما قيمتها؟!

عادت لي بعد دقائق قليلة، أخذت كيسها وأكملتْ مهمتها التي وضعتها هي على عاتقها، سألتني: هل انتهيتِ من كوب مائك أم بعد!! وضعتْهُ في كيسها الثمين ثم حملته وكأنه مولودها، بل وكأنه من سيترحم عليها لاحقا ويشارك في تأبينها!

كيسها هذا استعزت به بل اعتبرته نجاتها، فلم تشأ أن تحرم من نعمة رفع القمامات الواقعة من غير قصد على الأرض.

تخطى حبك الحدود، وفاق علوه السماوات السبع، هل لي بنفاية أرفعها من مجلسك الطاهر؟! هل لي بغسلة لكوب شاي من مجلسك! هل لي بالجلوس تحت منبرك!

 علمت حينها أن الحب له طرق مختلفة للتعبير ولا أحد منا يعلم أي منه يُتقبل أكثر وأي منه أقل، هناك من هو أكبر وأرحم ويرى بغير نظراتنا الدنيوية.

أخذ وردي يتكرر بكل جوارحي: (حسين خلِّيني اعله بابك غير بابك ما ادگ).

مفاهيم
القيم
كربلاء
عاشوراء
الشعائر الحسينية
الامام الحسين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    ابو كوثر
    2020-09-07
    عاش قلمكم النابض بحب الحياة وحب الحسين، سلمت اناملكم المبدعة.

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    ماهي أسباب حبوب الظهر والكتفين وطرق علاجها؟

    النشر : الأربعاء 27 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    جمعية المودة والازدهار تشارك في مؤتمر وحدة تمكين المرأة للتعايش السلمي

    النشر : الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ماوراء غضب المراهق.. قد يكون شعورا اخر

    النشر : الخميس 09 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    سما ولم يهجر

    النشر : الخميس 08 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    السيدة رملة: بين حنان الأمومة وشجاعة الهاشميات في واقعة الطف

    النشر : السبت 20 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف تنشـأ الطاقة؟

    النشر : الأحد 28 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 892 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 774 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 454 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 378 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 350 مشاهدات

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 338 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1365 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1346 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1224 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1145 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1068 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1067 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 12 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 12 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 12 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة