كورونا أثار رعبا شديدا في القلوب
والجميع بدأ يرتعب منه فرؤية الرجال الذين يلبسون ملابس وقائية كالفضائيبن تزرع الخوف أكثر فأكثر في النفوس.
ياترى ماذا يجري؟ وكيف ننجو؟
ما العمل؟
هذه الأسئلة أصبحت متداولة في كل مكان، هل نواصل الطريق دون الاهتمام أم نشكك في كل شيء وكل شخص؟
يا ترى هل نستطيع أن نوقف هذا المرض بالأمور الغيبية أم ننتظر العقول الخارقة والأيادي البيضاء لتنقذ البشرية من الهلاك؟
هل ننتظر العمالقة من الدكاترة ليأتوا بالنجاة أم نتمسك بالدعاء والتضرع؟
بالتأكيد الأمور الغيبية أسهل وأسرع إلى النجاح والخلاص في شتى جوانب الحياة.
الذي خلق الموت والحياة هو يخلصنا من كل شيء، "الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ".
كل الأمور بيده سبحانه وتعالى فهو الذي خلق كل شيء، بداية الأمور ونهايتها في قبضته، هو الذي يخلصنا من كل العاهات والأمراض ويبين لنا طريق النجاة.
يقول الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام: "كَيْفَ يَضِيعُ مَنِ اللَّهُ كَافِلُهُ؟ وَكَيْفَ يَنْجُو مَنِ اللَّهُ طَالِبُهُ؟
وَمَنِ انْقَطَعَ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَ مَنْ عَمِلَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ أَفْسَدَ أَكْثَرُ مِمَّا يُصْلِحُ" 1.
إذن الوقاية أمر جيد والبحث عن الحلول أمر أفضل ولكن الرجوع إلى الله يسهل لنا العمل ويسرع وصولنا إلى بر الأمان حيث يبين مولانا الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام : بأن "الثِّقَةُ بِاللَّهِ ثَمَنٌ لِكُلِّ غَالٍ، وَسُلَّمٌ إِلَى كُلِّ عَالٍ".
كورونا بصغر حجمه فعل ما فعل بالناس وأثار الرعب في داخلهم ونحن من الخوف تراجعنا عن التواجد في الأماكن العامة والتصافح وأكل المطاعم خوفا على صحة أجسادنا الفانية، ولكن ماذا لو كنا نحمل كورونا من نوع آخر في نفوسنا ونقلنا هذا المرض إلى الآخرين؟
ماذا لو كنا حاملي كورونا منذ سنوات طويلة ولم نعرف بذلك؟
ماذا لو مُلِئنا بالحقد والكراهية ونقلنا السواد والسلبية إلى الآخرين؟
ماذا لو مُلِئنا بالحسد والغيرة ونقلنا الأنانية إلى الآخرين؟
ماذا لو جرى اليأس والقنوط في عروقنا وجعلنا نفقد الرغبة في مواصلة الحياة وزرعنا هذا اليأس في نفوس الآخرين؟
ماذا لو كنا حاملي كورونا؟
ماذا لو كانوا يجعلون حاملي كورونا النفسية في حجر صحي أيضاً؟!
بما إننا نرى إنه من الأنانية أن يمشي حامل كورونا في المجتمع بين الناس ونطلب بأن يختفي من الأنظار إلى أن ترجع صحته لا بأس بأن نهتم بكورونا النفسي ونبتعد عن الكذب والإفتراء، الحقد والغدر وكل شيء يجعل أنفسنا تعاني من العاهة..
بما إننا نأخذ الوقاية عن كل شخص يحمل هذا المرض ونحافظ على أجسادنا الفانية من الإحتكاك بالناس
أليست أرواحنا الباقية أولى بالوقاية من الأمراض؟.
أرواحنا أولى وأهم لأنها جوهرة حياتنا وهي من تأخذنا إلى الجنة أو إلى النار!.
لنبتعد عن كورونا الجسد والروح ونراعي التوجيهات ونسمع كلام ذوي الاختصاص في مجال صحة الجسد والروح. كما قال مولانا الجواد عليه افضل الصلاة والسلام: كَيْفَ يَضِيعُ مَنِ اللَّهُ كَافِلُهُ؟ وَكَيْفَ يَنْجُو مَنِ اللَّهُ طَالِبُهُ؟
فمن توكلّ على الله فهو حسبه وسوف يكون كافله في السرّاء والضرّاء في الصحة والسقم في الجسد والروح
لنتوكل عليه ونطلب منه النجاة في الدين والدنيا والآخرة.
نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: 134، لحسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلواني
اضافةتعليق
التعليقات