وباء فايروس كورونا الذي ودعنا عام 2019 بأول اصابة به في الصين واستقبلنا عام 2020 بإصابة اكثر من 82ألفا ووفاة نحو 2600شخص في انحاء العالم نتيجة لذلك الفيروس الذي بات انتشاره بصورة كبيرة مما سبب ذعر كبير في العالم نتيجة لازدياد حالات الوفيات وعدم وجود لقاح ناجع لمنع انتشار هذا الوباء الذي ربما يصنف ضمن الأوبئة العالمية.
رافق وباء فايروس كورونا وباء آخر أكثر خطورة من كورونا وهو فيروس الأخبار الكاذبة أو إن صحت العبارة الشائعات، أرقام متزايدة واحصائيات متناثرة من هنا وتصريحات من هناك وتهويل وتبسيط كل المتناقضات اجتمعت تقريبا عبر الانترنت وتحديدا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ما جعل منظمة الصحة العالمية تحذر من هذا الوباء الاعلامي المصاحب لصاحب الشأن الوباء البايولوجي.
وعلى مايبدو أن المعلومات الخاطئة حول فيروس كورونا الجديد، المعروف الآن باسم COVID-19، أكثر انتشاراً من الفيروس نفسه، وتحاول منظمة الصحة العالمية (WHO) والهيئات الصحية الحكومية وغيرها تحذير الناس من انتشار الأخبار المزيفة والخرافات الخاطئة.
حتى أن منظمة الصحة العالمية اتخذت الحيطة والحذر من المعلومات والشائعات الكاذبة وأعلنت المنظمة في اتخاذ خطوات لضمان ألا يؤدي وباء الفيروس التاجي (كورونا)، إلى تدفق "خطير" لمعلومات تغذيها شائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس غيبريسوس: "إن الوكالة تعمل مع منصات الإنترنت الرئيسية لضمان ظهور معلومات منظمة الصحة العالمية حول فيروس كورونا في طليعة نتائج عمليات البحث على الإنترنت".
هنا يتبين أن خطورة المرض تكمن بالشائعات المرافقة له التي تنشر عبر التواصل الاجتماعي وربما إن انتشار شائعات المرض أسرع من انتشار الفايروس نفسه. أصبح الموضوع مجالا للتندر والنكتة لدى البعض، كما هو مساحة للشائعات والتهويل عند فئات أخرى.
فبحسب ما قالته مديرة الاستعداد العالمي لمواجهة الأخطار المعدية في وكالة الصحة الأممية، إن المنظمة تحركت سريعا لتبديد شائعة على الإنترنت تفيد بإمكانية التقاط الفيروس من "سحابة" معدية. وأضافت: "أصبح لدى الناس فجأة انطباع بأن الفيروس كان في الهواء، وأن هناك سحابة من الفيروس ستصيبهم".
ومن ضمن الشائعات أو الخرافات الظريفة التي نشرت عبر موقع توتير أن طبيب امريكي شدد على وزارة الصحة بضرورة تحذير سكان السعودية من تناول التمر قبل غسله جيداً لانتقال مرض الكورونا منها فقد سكنت الخفافيش في النخيل هذه السنة. لكن وزارة الصحة السعودية نفت هذه الشائعة وبينت الوزارة عبر حسابها الرسمي لاوجود أي صحة لهذا الخبر.
وتصاعدت اصوات من يدعون انها مؤامرة إمبريالية، من الدول الكبرى ضد الدول النامية، وان فايروس كورونا هو صنيعة امريكية لضرب الاقتصاد الصيني. وانتقلت شائعات فايروس كارونا من خلافات الصين وامريكا الى الحرب الاعلامية بين ايران والعراق فقد سجل العراق اول حالة اصابة بمرض الكورونا والاصابة كانت لطالب في الحوزة العلمية في النجف الاشرف ايراني الجنسية..
وهنا رادارات المؤامرة الدولية وجهت صوب مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت شائعة ان هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 22 عام جاء من ايران لنشر الوباء في العراق وانها مؤامرة دولية وتضاربت الاخبار حول هذا الشاب الذي اصبح مشهورا بسبب اصابته بكورونا فمنهم من قال ان هذا الشاب مصاب بفلونزا موسمية وان الحكومة المحلية في النجف لديها موقف مع الحكومة الايرانية ولاثارة الجدل شخصت الحالة مصابة بمرض الكورونا.
وبدأت تُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي شائعات كثيرة عن المرض وسرعة انتشاره بصورة كبيرة وبوستات الهدف منها تخويف المتلقي وعدم ايصاله المعلومة الصحيحة لذا اصبح الوباء اعلامي وحرب معلومات وشائعات كاذبة الهدف منها تهويل الناس وارعابهم حول المرض وكيفية انتشاره.
انا لست مع التهويل أو التقليل من خطورة المرض ولكن حسب خبراء علم النفس نصف العلاج من الحالة النفسية فيجب أن نقوي المناعة النفسية قبل المناعة الصحية ويجب أن نكون على أتم الاطمئنان والراحة حتى نستطيع أن نحمي أنفسنا وأطفالنا من وباء المرض أولا ومن ثم من وباء شائعات المرض.
وبحسب مانشر في الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية ليس هنالك أي مبرر للفزع بين الناس. إذ تشير التقارير إلى أن العدوى بفيروس كورونا المستجد-2019 قد يسبب مرضًا خفيفًا إلى وخيمًا، وقد يصبح مميتًا في بعض الحالات. وحسب البيانات الحالية، يبدو أن أغلب الحالات الجديدة مصابة بمرض أخف، ولا يزال ضمن أنماط الأعراض الأكثر خفة التي تسببها الأمراض التنفسية.
لذا يرجى الابتعاد عن القلق وتذكروا لحد الآن لم يعلن رسميا أن فايروس كارونا وباء عالمي، هذا إن دل فإن الخطر ليس بالدرجة التي ترسمها لنا مواقع التواصل الاجتماعي ولكن وبنفس الوقت علينا أن نكون في مرحلة الاستعداد لهذا الاحتمال الوارد.
فبحسب الخبراء ينتقل الفيروس حاليا عن طريق قطيرات السعال أو الإفرازات التنفسية، وتحتاج إلى اتصال وثيق مع شخص مصاب لكي تصاب بالفيروس وإن هذا المرض لا يقتل أكثر من ٢% من الذين يصابون به.. أي أن ٩٨% من المصابين سيشفون تماما.. و ال٢%الذين سيقتلهم المرض، هم على الأغلب ممن لديهم خلل في الجهاز المناعي والمصابون بأمراض نقص المناعة ومتلقو العلاج الكيميائي.
لذا علينا التصدي لجميع الأخبار المزيفة واعتماد المواقع المعتمدة واتباع التعليمات التي تنشرها هذه المواقع والأخبار التي تصدر منها والانتباه من المواقع المزيفة.
نعم من الصعوبة أن نكون عنصر مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن نستطيع أن نحد من انتشار المعلومة الخاطئة من خلال السؤال عن المصدر والدخول في مناقشات هادفة للوصول للفكرة أو المعلومة الصحيحة ولا يكون الدفاع عن معتقد بعينه ضد آخر وإنما الدفاع عن صحة المعلومة والحرص ثم الحرص على استخدام روابط موثوقة.
ونسأل الله أن ينجينا من شر هذا الفايروس وأخباره الكاذبة.
اضافةتعليق
التعليقات