الفن هو اللغة الوحيدة التي تستطيع أن تعبر عن هموم وآراء الشعوب ومطالبها وكذلك تعتبر وسيلة فاعلة في تحريك الرأي العام كما إنها تمتاز بجمالية خاصة تؤثر في النفس البشرية، وفيها مجموعة من الرسائل بأنواعها ابتداءً من الرسم والنحت والخط والى المسرح تُسلمها الى المتلقي.
ومن هنا انطلقت ثورة الفن مع انطلاق التظاهرات في كربلاء وعزمتْ هذه الثورة أن تُحيي جدران المدينة بلوحات تُخلد ذكراها وأخرى تنشر السلام وغيرها عبارات ترسخ في أذهان المارة قضية الوطن الذي سرقته الأيادي السياسية، فعمل مجموعة من الشباب تجمع خاص بهم ممن يستطعون أن يحملوا فرشاتهم، فاستطاعوا أن يثبتوا مجموعة من البصمات تميز منها رسم نفق سيف سعد حيث استمر رسمة لأكثر من أسبوعين وتحدث لنا الممثل عن الفريق علي الحسناوي: نحن مجموعة شباب مدنيين طلابا وموظفين وكسبة حاولنا أن نخرج بثورة جديدة نثبت فيها سلمية التظاهر فخرجنا بفكرة ثورة فن، واستطعنا أن نخرج بمجموعة من الفرق، فريق اهتم بصبغ الأرصفة، وتنظيف الأزقة، واشتركت معنا أربع محافظات في هذا العنوان.
وعن الدعم تحدث لنا قائلا: الدعم ذاتي من الشباب والأهالي الخيرة التي استطاعت أن تدعم هذه الطاقات الشبابية.
أما رسالة هذا الثورة فلخصها: بأننا من خلال الفن استطعنا أن نثبت سلميتنا ونحافظ على أملاكنا، لأنها لنا وليست للذين سيغادرون هذا البلد إن شاء الله.
وفيها قال المسؤول عن إختيار اللوحات الرسام مصطفى باشا: من خلال ثورة فن نريد أن نوصل بأن ثورتنا هي للمطالبة بوطن سُلبتْ منه الحقوق، فالفنان مظلوم ولم يحصل على أي دعم أو اهتمام من قبل الحكومة فخرج الفنانون بطريقة جديدة لإثبات وجودهم وجعل الوطن أكثر جمالا، وكذلك هي اثبات لسلميتنا، كانت انطلاقة الفكرة من لوحة في فلكة التربية عُرفتْ (بلوحة أكتوبر) تعرضت هذه اللوحة للتحطيم من قبل قوات الشغب، مما أثار عزيمتنا أكثر فأعدنا اللوحة من جديد والتي تحمل قصة رموز هذه الثورة.
وعبر علي محمد أحد الحاضرين في افتتاح النفق _تدريسي في جامعة كربلاء_: رسم النفق بأيادي الشباب يمثل نقلة نوعية لبث الحياة في جدران هذا النفق الذي عانى من الإهمال والعبارات غير المجدية، فاستطاعوا أن ينقلوا رسالة بأن لدينا طاقات مكبوتة فجرتها صرخة الثورة، فكانت لوحات إبداعية مميزة ذات بصمة فريدة.
أما البصمة الثانية فتمثلت في بازار للأعمال الفنية واليدوية للفريق فقد أفتتح فريق ثورة الفن بازار في فلكة الأحرار، تضمن مجموعة من الأعمال اليدوية واللوحات الفنية ولموقع بشرى حياة قال سيف أحد أعضاء فريق ثورة فن: فريقنا شبابي تطوعي فكرنا بفكرة البازار وتكون عائداته تعود للتظاهرات ولاحظنا اقبال الناس على الفكرة، وقد شارك فيه مجموعة من الأفراد منهم من شارك في النحت والحياكة وأعمال يدوية وغيرها، وسيستمر البازار طيلة الثورة وستكون هناك أيام استراحة خاصة خلال الأسابيع لنستطيع أن نكمل المشروع بلا عناء.
هذه الأفكار الشبابية ورسائلها تنبئ بأن لدينا جيل قادر على ادامة الوطن وصيانته من الضياع، فضلا عن حرصهم على عدم تخريب بلدهم والحفاظ على جماليته.
اضافةتعليق
التعليقات