• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أخلاق التقدم: الأخلاق الإلهية ودورها في بناء المجتمع الإنساني

فاطمة الركابي / السبت 04 كانون الثاني 2020 / ثقافة / 3308
شارك الموضوع :

من التعريفات التي عرفت بها الأخلاق \\\"إن لها مفهوم واسع وآخر ضيق، فإما الضيق فهو تلك الصفات الحميدة الحسنة التي يتعامل بها الإنسان مع الاخر،

من التعريفات التي عرفت بها الأخلاق "إن لها مفهوم واسع وآخر ضيق، فإما الضيق فهو تلك الصفات الحميدة الحسنة التي يتعامل بها الإنسان مع الاخر، وتجنب ما يناقضها، أما المفهوم الواسع لها فهو الخلفيات الروحية والمنطلقات النفسية التي ينطلق منها الانسان"  في أي فعل أو ردة فعل مع كل مخلوق، وليس مع نظيره الانسان فقط، وهنا تكمن قيمة إنسانية الإنسان، وحقيقة ما هو عليه.

فإن الخالق سبحانه غرسها القيم في فطرته كالبذور، وأعطاه القدرة على أن يتعرف عليها وينميها ليجعلها تثمر بصورة ملكات تصاغ بها شخصيته، تلك الشخصية التي أشار إليها كتاب الله عز وجل بالإنسان الصالح، المُكرم.

وأرسل لأجل ذلك الرسل والرسالات لتبيان الخارطة النفسية التي توصلنا لذلك، وهذا ما قاله النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) في غاية بعثته: "إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق"، فمن الالتفاتات الجميلة -التي قيلت- بخصوص معنى الإتمام؟ أن كل إنسان هو بفطرته يحمل القيم الأخلاقية فعلى سبيل المثال من يتجنب أذى الآخرين لأنه لا يحب أن يوقع نفسه في المشاكل، أو إنه مشغول ولا وقت عنده لخوض صراع فهذا نعم "إنسان خلوق" لكن ليس بمعنى الاخلاق الالهية بل الأخلاق الظرفية -إن صح التعبير-، وهذا النوع من الأخلاق لا تبني الإنسان ولا المجتمع بالصبغة إلهية.

لذا فمجيء النبي (صل الله عليه وآله) كان بهذا المعنى أي ليتمم هذا النوع من الأخلاق أي تصبح أخلاق الإنسان ذات "نية إلهية"، ويكون المقصد من وراء سلوكه الأخلاقي طلب مرضات الرب الذي يوحده، فهو لا يؤذي، لا يظلم لأن الله تعالى لا يحب المعتدين، ولا يحب الظالمين، وهكذا في بقية سلوكياته العامة.

فهناك فرق بين من تكون نيته في سلوك أخلاقي ما لأجل مرضاة الله تعالى، وبين من تكون سلوكياته بلا نية أو لأجل إرضاء نفسه، فالأولى فيها أجر في الآخرة، وأثر في الدنيا، أما الثانية فيها فقط  أثر وقتي على مستوى طيب العلاقات في الدنيا المبنية على المصالح الشخصية في كثير من الأحيان، بالنتيجة ليس فيها أثر على مستوى تكامل الإنسان الحقيقي، وبناءه على المدى البعيد بحيث يكون خلوق على كل حال، ففهم هذه الحقيقة جدا مهم، وبها تتغير نظرته تجاه الغاية من التخلق بالأخلاق الطيبة، إذ يتمكن الإنسان على أثر ذلك:

اولاً: إكتساب البصيرة في أهمية السعي والبحث لفتح نافذة القيم الحسنة في القلب، لتصبح أفعال جوارحه طيبة وصالحة، وعندئذ فإن نافذة الأخلاق الذميمة ستغلق ولن تجد فرصة لتحل في قلبه فيبتعد عن اللغو واللهو وكل فساد وكل سلوك غير طيب.

ثانياً: يكتسب الإرادة فلا يتخلى عن القيم الأخلاقية الإلهية، إذا تخلى عنها الأخرون وساروا خلافها، فحقيقة الإنسان بردود أفعاله، كما قال تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}(الاسراء:١٧)، فإذا عامل الأنسان الأخرين وفق قيمه الحَسنة فهو بذلك يحافظ على إنسانيته، ويحافظ على قيمة غيره كأنسان، أما إذا عاملهم وفق قيمهم - الذميمة منها التي تكون خلاف القيم الإلهية- فإنه سيخسر قيمته  كما قالت الآية {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} فهي قالت (لها) وليس (للغير).

كذلك فإن ردة الفعل السيئة التي تقابل الفعل السيء كاشف عن شخصان لا ميزة لأحدهما عن الآخر بشيء!! بينما المطلوب أن تكون أفعال/ ردود أفعال الإنسان دائما فيها تميز... تميز كاشف عن إن صاحبها يحمل قيم الاسلام المحمدية الأصيلة، وبذلك فليتنافس المتنافسون.

ثالثا: في قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ...}[فصلت:34]، هنا يتبين لنا أيضا دور تمسك الإنسان بقيمه الالهية التي من خلالها تُبني علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، فالذي ينظر إلى الخالق الذي لا تستوي عنده ردود الأفعال، تجعله ينظر بمقياس رب السماء لا بمقياس الخلق فيبني وجوده على أن يكون من أهل الإحسان على كل حال ليكن عند ربه علي الشأن.

رابعاً: في قوله تعالى: {...ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...} [فصلت:34]، إشارة إلى إن الذي يسامح ويعفو ويتجاوز عن ما يصدر من غيره من سوء بقصد أو عن غير قصد، إنه من أهل الامتثال لأمر الله تعالى والطالبين لمرضاته، وليس لأنه ضعفاً كما يشاع له الآن!.

ففي ذلك إفشاء للسلام والمحبة في المجتمع، وراحة وتحصين للنفس من الهلاك، وحفظ للقلب من الأمراض المعنوية والمادية، وفتح باب لمن لا يحمل تلك القيم لينجذب لها ويتحلى بها، ويتخلى عن سلوكياته الخاطئة، فلا يوجد مربي لمن تخلى عن قيمه الحقة أكثر من أن يكون أمامه من تتجلى فيه تلك القيم، فعندما تريه جمالياتها وحسنها هو فطريا سيعود إليها، فكما يقال "إن النفوس جبلت على حب من يُحسن إليها"، فإن أحسنت للغير أحبك وأحب سلوكك سعى ليكون مثلك، فتكون بذلك داعيا إلى سبيل ربك، عاملا بأمره.

نعم لعل تطبيق ذلك صعب ويحتاج إلى مجاهدة وفيه مشقة، ولكن الأصعب من ذلك أن يترك الإنسان نفسه لهواها دون أن يقومها ويهذبها، ويوصلها لكمالها الذي لا يستحصل إلا بالدخول في سلسلة من الاختبارات مع مختلف الناس بكل توجهاتهم وميولاتهم ومبادئهم، ومع الأهل والأقرباء قبل الغرباء، فلابد أن يخرج منها محافظًا على قيمه الإلهية، ومساهمًا في جعلها ثقافة مجتمع.

القيم
المبادئ
الدين
الاخلاق
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    الذكاء العاطفي في السيرة الفاطمية

    النشر : الأحد 02 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    توقفوا عن صنع الضحايا

    النشر : السبت 19 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماذا يعني لكَ الإمام الحسين؟

    النشر : الثلاثاء 12 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    إلا جميلاً..

    النشر : الأحد 29 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أنا الذي سمتني أمي حيدرة

    النشر : الأحد 09 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    في اليوم العالمي للحجاب.. هل ساهم في تعزيز التسامح؟

    النشر : الثلاثاء 06 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 341 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 21 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 21 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 22 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة