قال أحدهم: كنت واقفا عند احدى نقاط التفتيش وكان أمامي شيخ معمم لم يطلبوا منه نزع عمامته للتفتيش، ولكنهم طلبوا مني نزع الكاسكيتة عن رأسي، فاعترضت على ذلك فقيل لي: هذه عمامة رسول الله يارجل!!.
فقلت لهم ممتعضا: وهل هذه كاسكيتة أبو سفيان؟!
عندما يجري تقديس المظهر على حساب المخبر في بلد ما، فتوقع:
١/ انتشار الخرافات بسبب التقديس الطاغي:
الخرافة هي الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة. وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، فالقول بأن لحم العلماء مسموم خرافة ما بعدها خرافة، فهل السميّة تسري في لحومهم لوحدهم؟ ما هذا الهراء؟! وهل الغيبة جائزة على غيرهم كي يقال مثل هذا الكلام؟!
وخرافة أخرى يجري تسويقها من اتباع فلان ، كالادعاء برؤية صورة السيد على صفحة ماء الحنفية!!
فالخرافة اذن هي كل اعتقاد أو فكرة لا تقوم على اساس براهين كافية ودلائل واضحة.
٢/ استفحال الجهل وانتشاره في أوساط الناس: وظاهرة التقديس قد لا تبقى محصورة في عبادة الظاهر.. فلو وضعنا العمامة مثلا على رأس قسيس أو حاخام هل ستقبّلها ياترى؟! بالتأكيد كلا.. اذن العمامة هي قطعة قماش لا اقل ولا اكثر، ولو كانت مقدسة كما يدّعي البعض فالمفروض أن تُقبّل حتى لو وضعت على رأس مايكل جاكسون!!.
سألت احدى صديقاتي ذات يوم: هل تزوجت ابنتك فلانة؟ اجابتني: كلا.. إلى الآن هي ترفض المتقدمين لها، فهي لا تريد إلا رجل دين! فسألتها ثانية: هل تقصدين رجل دين معمم؟ قالت: نعم هي لا تريد إلا رجل دين معمم، فقلت لها: وهل رجال الدين كلهم ملائكة في سلوكياتهم؟ فأنا أعرف شخصيا رجل دين معمم ومشهور في أوساطنا، لا يمر عليه اسبوع إلا ويضرب زوجته ضربا مبرحا بواسطة خرطوم الماء(الصوندة )!.
وهناك من الناس من تستهويه الشهرة وذيوع الصيت، فيحاول جاهدا أن يُلبس نفسه بمسوح المتدين، فيبالغ مثلا في وضع الخواتم أو تقصير الثياب، تشبّها بالصالحين وطمعا بالشهرة الزائفة.. وهذه بدورها تغذي ميول الفرد نحو التمظهر والابّهة والانبهار واشباع ذاته المُحبة للظهور والرياء.
٣/ فقدان العدالة وانتشار الظلم:
إن المبالغة في تقديس المظاهر، يجر بالتأكيد إلى شيوع الظلم، وبخس الناس اشياءهم، فهناك من البشر من لا تغره المظاهر الشكلية، بقدر ما تهمه السلوكيات الحسنة والمناقبيات العالية، ولو جرى تقديم أصحاب اللحى الطويلة، ومن يتلبس بمسوح أهل الصلاح والتقوى، لأوقعنا المجتمع في نفق طويل مظلم، من المحسوبيات والاثرة الباطلة، ولانحسرت العدالة وطغى الظلم وانتعش الظالمون.. فمتى ننتهي من الجهل وننتفض على الجهلاء؟!
وبالختام: لا تخبرني بأنك صاحب دين، بل أرني الدين في أخلاقك.
اضافةتعليق
التعليقات