الإعتدال في العادات السلوكية للفرد وتحكمه فيها دليل على قدرته على قيادة النفس، وإدارته لتلك السلوكيات وخاصة السلوكيات الخاطئة، ومن تلك السلوكيات (هوس التسوق) لدى بعض الرجال والنساء، فالرجال لديهم الرغبة في أقتناء الأجهزة الكهربائية والالكترونية، أما النساء فهي تتهافت على شراء السلع الاستهلاكية والملابس والأكسسوارات.
هوس التسوق القهري:
هو مرض نفسي يتميز بقيام الشخص بالتسوق والشراء بدون دوافع منطقية، أو احتياج للسلع المشتراة. وبعد زوال لذة الشراء يشعر الشخص بآلام نفسية وتوبيخ داخلي على فعله، وتبدأ أعراضه في مرحلة المراهقة. تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهوس التسوق عن الرجال بنسبة تزيد عن 60% ، وربما يرجع هذا إلى أن النساء أكثر تعرضاً للضغوط النفسية من الرجال وإلى اهتمام الرجال بالعمل بشكل أساسي بينما تتولى المرأة مسئوليات أكثر إرهاقاً.
أعراض هوس التسوق:
- الإحساس بلذة ومتعة أثناء عملية الشراء.
- الإنفاق ببذخ حتى وإن كانت الحالة الاقتصادية لا تسمح بذلك.
- شراء أشياء ليس لها أهمية أو غير مناسبة للشخص.
- حرص الشخص على شراء أشياء شخصية ليس لها استخدام لبقية أفراد العائلة.
- الإحساس بالذنب بعد الشراء وعدم اهتمامه بالأشياء التي اشتراها، بل محاولته تجنب رؤيتها أو النظر إليها مرة أخرى.
- الكذب واختلاق أشياء وهمية مثل وجود عروض مخفضة على السلع التي اشتراها أو أنه حصل عليها كهدية من صديق.
- سعي الشخص الدائم لتوفير المال اللازم للشراء سواء من أحد أفراد العائلة أو عن طريق إجهاد نفسه في العمل.
هناك أسباب حقيقية لهوس الشراء إلا أنها لا تزال غامضة بعض الشيء، ومن أهمها:
- الحرمان العاطفي: عادة ما يكون مريض هوس التسوق محروم عاطفياً، مثل إهمال الشريك، الفشل الدراسي، عدم وجود أصدقاء وعلاقات اجتماعية ناجحة، عدم الإنجاب.
- الاضطرابات الانفعالية: وتشمل ردود الأفعال الخارجة عن التحكم مثل الغضب والفرح وعدم قدرة الشخص على إخراج الانفعال الطبيعي في الموقف مما يدفعه للهروب بالتسوق.
- البحث عن الجديد: تميل بعض الشخصيات المغامرة إلى التجربة سواء عن طريق السفر والرحلات أو عن طريق تجربة كل جديد، حتى وإن لم تكن في حاجة إليه.
- عدم الرقابة: تنشغل بعض الأسر في السعي وراء مطالب الحياة من أجل توفير العيش الكريم لأولادها، وفي هذه الظروف يجد المراهق نفسه يمتلك المال ويفتقد الاهتمام والرقابة من والديه فيقبل على الشراء بإفراط.
- بعد الصدمة: قد يتعرض الشخص لصدمة نفسية أو في أعقاب النجاة من الحوادث أو الأمراض المميتة فيقبل على شراء كل ما يقابله في محاولة للتغلب على شعوره الداخلي بالخطر.
- عدم الأمان: وعادة ما يكون ذلك لدى النساء ويتكون منذ الطفولة، ويكثر بين من فقدن أمهاتهن في سن مبكرة.
- الإحساس برفض الآخرين سواء رفض الزملاء بالعمل أو رفض العائلة أو رفض الشريك.
- الشعور بالدونية: يكثر هذا الشعور بين أفراد الطبقات الفقيرة والذين تتوافر لديهم في مرحلة ما من حياتهم الأموال وتتغير أوضاعهم الاجتماعية فيحاولون تعويض ما شعروا به من نقص في بداية حياتهم.
- المستوى الثقافي: معظم المجتمعات الغربية تربي في أطفالها ثقافة الشراء، وتدربهم على الاختيار في إطار الحاجة الحقيقية والميزانية المتاحة، غير أننا في مجتمعنا الشرقي عادة ما نكافئ أولادنا الصغار باصطحابهم للشراء أو تناول الطعام خارج المنزل عند نجاحهم أو اجتيازهم لمشكلة ما.
العلاج:
كمعظم الأمراض النفسية تبدأ أولى خطوات العلاج بعد وعي المريض بحالته ولو بصورة جزئية، وفي حالة مريض (التسوق القهري) نجد أنه دائماً ما ينفي ويبرر شراءه حتى وإن كان تبريره مختلقاً. ومن ثم ينبغي على أحد الأشخاص المقربين منه دفعه بطريق غير مباشر إلى معرفة مرضه.
. الخطوة الثانية: هي في حالة فشل الشخص في عدم تحكمه في نفسه على تغيير سلوك الانفاق والهوس القهري فيجب استشارة الطبيب النفسي والذي يبدأ عادة بجلسات تحليل نفسية للوقوف على الأسباب الحقيقية للمرض فيما اذا أحتاج المريض ذلك، يتخذ العلاج اتجاهين؛
الاتجاه الأول: هو العلاج الدوائي المساعد والذي يعمل على تهيئة المريض للعلاج السلوكي.
الاتجاه الثاني: وهو العلاج السلوكي والمتمثل في محاولة الطبيب تصحيح سلوك المريض وتقوية عزيمته على مقاومة رغبته في الشراء وترتيب أولويات حياته وإنفاقه، ويتطلب علاج التسوق القهري مساعدة العائلة أو الأصدقاء المقربين.
ويسبب الأنفاق العشوائي للفرد اضرار تعود على الفرد نفسه وعلى العائلة لما يُحدث من تأثير وخلل في ميزانية الفرد والعائلة، وقد يلجأ الشخص الى التدين من شخص آخر لكي يكمل ماتبقى من الشهر، لذلك يجب وضع ميزانية مبرمجة والالتزام بالأنفاق ضمن امكانية عدم الأسراف منها وفق مايحتاجه الفرد ويبتعد عن شراء السلع الغير ضرورية وتخزينها، وعدم الذهاب مع الآخرين للتسوق لأنهم سوف يشجعونه على الشراء، وتنمية سلوك الترشيد للمصروف والأنفاق للطفل منذ الصغر، لتنمية وتنشأة الطفل على التحكم في مشترياته.
اضافةتعليق
التعليقات