سُحبٌ بيضاء نُسِجتْ بنسماتٍ الريح فتجمَّعت وتوافقت حاملة لذرات دقيقة متنافرة، تمر الايام ويزداد الحمل ثقلا فتتمخض عن حبات لؤلؤ تتساقط تباعا وكأنها حبات عُقد قدْ قُدًّ لتوه لتسقط متناثرة على زجاج نوافذنا بطرقات خفيفة فتستدعينا الى النظر اليها من خلف الزجاج مستمتعين بموسيقى همساتها الناطقة بأن للحياة معنى اخر معطر براحة التراب الندي الذي يبعث في النفوس انعاشا لا مثيل له ...
هبة ربانية منحنا إياها الباري عزوجل في ايام شهر نيسان فتهطل علينا فيه الامطار التي فيها شفاء لأكثر من داء كما جاء في روايات اهل البيت عليهم السلام في استحباب التداوي بماء المطر في شهر نيسان بكيفية معينه فقد ورد عن رسول الله صل الله عليه واله انه قال: "ألا أعلّمكم دعاءً علّمني جبرائيل عليه السلام حيث لاأحتاج إلى دواء الأطبّاء".
فقال عليّ عليه السلام وسلمان وغيرهما (رحمة اللّه عليهم): وما ذاك الدّواء؟ فقال النّبيّ ص واله لعليّ : «تأخذ من ماء المطر بنيسان وتقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة، وآية الكرسيّ سبعين مرة، وقل هو الله احد سبعين مرة، وقل اعوذ برب الفلق سبعين مرة، وقل اعوذ برب الناس سبعين مرة ،وقل يا أيها الكافرون سبعين مرة، وتشرب من ذلك الماء غدوةً وعشيّةً سبعة أيّام متواليات» قال النّبيّ صل الله عليه واله: «والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ جبرئيل عليه السلام قال: إنّ اللّه يرفع عن الّذي يشرب من هذا الماء كلّ داء في جسده ويعافيه ويخرج من عروقه وجسده وعظمه وجميع أعضائه ويمحو ذلك من اللّوح المحفوظ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إن لم يكن له ولد وأحبّ أن يكون له ولد بعد ذلك فشرب من ذلك الماء كان له ولد، وإن كانت امرأة عقيماً وشربت من ذلك الماء رزقها اللّه ولداً، وإن كان الرّجل عنّيناً والمرأة عقيماً وشربت من ذلك الماء أطلق اللّه ذلك وذهب ما عنده ويقدر على المجامعة، وإن أحبّت أن تحمل بابن حملت، وإن أحبّت أن تحمل بذكر أو أنثى حملت، وتصديق ذلك في كتاب اللّه عزوجل ((يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذّكور أو يزوّجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً وإن كان به صداع فشرب من ذلك يسكن عنه الصّداع بإذن اللّه، وإن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في عينيه ويشرب منه ويغسل عينيه يبرأ بإذن اللّه،
ويشدّ أصول الأسنان، ويطيّب الفم، ولا يسيل من أصول الأسنان اللّعاب، ويقطع البلغم ولا يتّخم إذا أكل وشرب، ولا يتأذّى بالرّيح، ولا يصيبه الفالج، ولا يشتكي ظهره، ولا يتّجع بطنه، ولا يخاف من الزّكام ووجع الضّرس، ولا يشتكي المعدة ولا الدّود، ولا يصيبه قولنج، ولا يحتاج إلى الحجامة، ولا يصيبه النّاسور، ولا يصيبه الحكّة ولا الجدريّ ولا الجنون ولا الجذام والبرص والرّعاف ولا القلس، ولا يصيبه عمًى ولا بكم ولا خرس ولا صمم ولا مقعد، ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه، ولا يفسد داء يفسد عليه صوماً وصلاة، ولا يتأذّى بالوسوسة ولا الجنّ ولا الشّياطين).
وقال النّبيّ صل الله عليه واله: ((قال جبرئيل: إنّه من شرب من ذلك الماء ثمّ كان به جميع الأوجاع الّتي تصيب النّاس فإنّها شفاء له من جميع الأوجاع)) فقلت: ((يا جبرئيل هل ينفع في غير ما ذكرت من الأوجاع))؟
قال جبرئيل: "والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً من يقرأ بهذه الآيات على هذا الماء ملأ اللّه قلبه نوراً وضياءً، ويلقي الإلهام في قلبه، ويجري الحكمة على لسانه، ويحشو قلبه من الفهم والتّبصرة، ولم يعط مثله أحداً من العالمين، ويرسل إليه ألف مغفرة وألف رحمة، ويخرج الغشّ والخيانة والغيبة والحسد والبغي والكبر والبخل والحرص والغضب من قلبه، والعداوة والبغضاء والنّميمة والوقيعة في النّاس، وهو الشّفاء من كلّ داء".
اضافة الى ذلك فان ماء المطر هو ماء نقي تماماً يستطيع نزع الأوساخ من على جلد الإنسان أكثر من الماء العادي، لذلك يعتبر هذا الماء مادة معقمة ومطهرة تستخدم في الطب أيضاً.
وبما ان ماء المطر خالٍ من الفيروسات والبكتريا، وهو أيضاً ماء يمتلك خاصية إمتصاص المعادن والغازات والغبار وأي مادة تصادفه بنسبة كبيرة، لذلك هو مادة مطهرة للجوّ أيضاً.
أما علماء الطاقة فيؤكدون أن ماء المطر يمتلك كمية أكبر من الطاقة، وهذا ما ينعكس إيجابياً على الحالة النفسية للإنسان.
اضافةتعليق
التعليقات