اليوم أصبحت دول العالم تفتخر فيما تفتخر به بزيادة النفوس، فالدول التي نفوسها أكثر، يكون فخرها أكثر، وكان من الطبيعي ذلك، لأن بكثرة النفوس يكثر العمران والزراعة، وبكثرة النفوس تزداد المصانع والمخترعات، وبكثرة النفوس تكون القوة ضد الأعداء، وبكثرة النفوس تبتعد الدولة عن الاستعمار والاستغلال، فالدول الصغيرة تستعمر في مدة قصيرة، ولكن الدول الكبيرة لا تستعمر إلا بجهود وافرة، ومراوغات مستمرة وجهود دائمة من المستعمرين. هذه كلها نتيجة كثرة النفوس.
فلننظر الى رأي الإسلام في ذلك:
الإسلام عرف نتائج تكثير النفوس قبل أن يحلم بها العالم، فقرره ووضع له خطوطا وأسسا رصينة، تمكن بها من أن يجعل من الأمة الإسلامية أمة كبيرة كثيرة النفوس، وإليك بعض النقاط من ذلك.
١-الإسلام حرض على النكاح والزواج إبان بلوغ البنين والبنات البلوغ الشرعي فقال "شرار موتاكم العزاب".
٢-رفع الإسلام القيود التي وضعت في الزواج، وحبذ اتخاذ النكاح بسيطا يقدر عليه كل فرد، فحبذ أن يكون المهر قليلا، يقول الحديث الشريف: "خير نسائكم أصبحن وجها، وأقلهن مهرا".
٣-أباح الإسلام التزويج بأكثر من واحدة، حتى أربع إن استطاع الزوج أن يعدل بينهن، حيث قال في القرآن المجيد: "فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة".
فهنالك ربما يوجد أناس كثيرون لا تكفيهم زوجة واحدة، فلم طاقاتهم تذهب هباء، وهنالك من مرضت زوجته بأمراض تمنع من التوالد والتناسل، أو كانت عقيمة لا تلد، فلمَ يبق الزوج بلا عقب وأولاد؟
وهناك من كبرت زوجته فلا تلد، وفي الزوج توجد طاقة الإنجاب، فلماذا تذهب قواه دون انتاج؟.
واباحة التزويج بأكثر من واحدة من أفضل وسائل تكثير النفوس، فهذا أحد الأوربيين يقول: "إن المسلمين يتمتعون بمتع ثلاث: هي التي تجعلهم أقوياء وصعبت استعمارنا لهم، وهي: تقدمية المبدأ، ووفرة الخامات، وكثرة النسل".
فهذه إحدى دول أوربا حينما أرادت أن تشن حربا على بعض دول العالم لمصالح نفسها، أباحت التزويج بنساء متعددات، قبل الحرب بعشرات السنين، علما منها بأن ذلك يوجب تكثير النفوس، وبزيادة الناس تزداد القوى، فلما وضعت الحرب اوزارها رجعت القهقري، فمنعت من التزويج بأكثر من زوجة واحدة، كما كانت عليه قبل، حيث التقليد غير الصحيح.
٤-والإسلام يحرض كثيرا على حفظ صحة الناس، فيأمرهم بما يقربهم من الصحة، وينهاهم عما يبعدهم عن الصحة، حتى أن الإسلام ينهى الناس عن إبقاء الأوساخ في الدار إذا جن الليل، كما يحبذ أن يغسل الشخص جميع جسده كل يومين مرة، وغيرها، وغيرها.
فإذا استقامت واعتدلت صحتهم يكون الموت والمرض فيهم اقل، فالرجل الصحيح والمرأة الصحيحة يستطيعان أن ينجبا أكثر وأكثر، وإذا حكمت هذه الموارد الأربعة في الدول الإسلامية، فمن الطبيعي أن تكثر النفوس.
فإن صار الزواج كل من البنين والبنات عند البلوغ، ورفعت القيود الثقيلة من الزواج، وأبيحت النساء حتى أربع لزوج واحد، واتزنت صحة الناس، فلا شك أن الدولة التي هي (٢٥) مليون نسمة مثلا تصبح بعد مرور عشرين عاما ضعف لك وعلى هذا المعدل والمقياس.
اضافةتعليق
التعليقات