ليست المصيبة شعورك بالغرق بل المصيية الحقيقية هي انك لا تعرف كيفية العوم ولا حتى ان تميز بين اليمين او اليسار بمعنى انك فقدت قدرتك بالكامل على التحكم في خطواتك الساكنة ونظراتك المهشمة والاهم طريقك المجهول..
من غير الممكن ان يوجد انسان تمضي سنوات عمره وهو يشعر ان ليس هنالك حدثا مهما حدث في حياته! الاغلبية هذا ان لم يكن الجميع لا يعترف بنفسه ان لم يحقق غاية مهمة تقلب اوراق ايامه لتضيف نكهتها المميزة في حياته.
لذا من اصعب الامور هو ان تفرغ ما في صدرك للجدران الخرساء او ساعة المنبه المزعجة او سريرك الفارغ الا من وحدتك.. فليس من السهولة ان تجد من يكتشف شيفرة احزانك في صدرك دون ان يدقق من حولك بذلك، انه رثاء النفس بعينه.
حين يطوف الحزن حول اضلعك الهشّة ويرمي طموحك على بعد كذا مدينة! انت بهذا الامر تكتسب مهارة نادرة الا وهي التأقلم مع طبيعة العيش المرَّة دون ان تشعر بالرضى عنها!.
صدقني اقله إفهم ما اود ان اجعلك تفهمه، لا احد ولد او سيولد عبثا، لا بد من ان الله وضع فيه سرا، اشعر انك تتساءل الآن وماهذا السر العظيم الذي لم يكتشف حتى اليوم؛ حسنا سأجييك هنالك امرين اولهما ربما انت من لا يسعى لذلك ولا تحاول كشفه للعلن وكل ماتفعله هو ان تندب الحظ.
ثاني امر هو انك بذلت قصارى جهدك لكنك ما تزال على ما انت عليه من واقع بارد لا ترى او تحس بفائدة منه وهنا يجب ان تعلم ان جل جلاله احسن عاقبتك فآل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام لم يعيشوا حياتهم براحة ولا باطمئنان او امان لكن من المؤكد هم الان في اعلى المراتب وارفع المنازل..
لهذا يجب ان تعلم ان السر الذي وضعه سبحانه فيك يصب في مصلحتك فقط، او ربما ستكتشفه بعد ان يصبح عمرك ستين عاما! لا تتفاجأ برقم العمر هذا فامره بين الكاف والنون وهو من لا يصعب عليه شيء مهما كان.
والان كل المطلوب منك هو ان ترتدي اجمل ما لديك وتضع في فمك قرص النعناع، انه لذيذ ويُشعر النفس بانتعاش لفترة سويعات لا بأس بها وتجلس على اريكة في استقبال منزلك وتتصفح اليوتيوب..
لا تأخذها على سبيل الجد فانني امزح معك عزيزي القارئ، بعد ان تتجهز اخرج من المنزل للتسلية وتمضية الوقت في مكان انت ترتاح فيه وتشعر بالاسترخاء وراحة البال حين تكون فيه.
استقطع من وقتك ساعة على الاقل اهرب فيها من الجميع بكل ما فيهم من ظنون وتنبؤات بشأن ما تفعله لان النفس لا يصيبها الهم بلا سبب بل تتراكم الاسباب عليها لتسقيطها.
ويجب معرفة ان الانسان طاقة لا يمكن تكديس التعب عليها وان تم تكديس التعب وماشابه حينها حتما سيشعر الانسان بالانهماك الفكري الى درجة قد يصل فيها الى الحزن الشديد والكآبة المرهقة.
لذا حاول ان تكون اكثر ليونة مع نفسك ولا تحملها ما لاطاقة على تحمله.
اضافةتعليق
التعليقات