عندما نتصفح سيرة حياة الناجحين نجد ان بدايايهم كانت مملوءة بالمعاناة والمصاعب إلا انهم صنعوا من هذه المصاعب بداية لتلك الاحلام التي كانت تسكن في ارواحهم، فلم يخلقوا من رحم الابداع ولكنهم جعلوا من مخاض الالم بداية الانطلاق نحو النجاح والتميز، فمن اراد ان يحلق في سماء الابداع عليه اولا ان يتعلم الطيران، حتى لا يقع في ارض الفشل والسلبية يوما، ولأن المرأة هي الداعم الاكبر لنماذج المبدعين، فكانت هي المؤهل الاول في تحريك عجلة المجتمع نحو التغير، من السيدات الناجحات اللواتي أصلحن المجتمع بخبرتهن العريقة في مجال توعية المجتمع وتثقيف النساء وفي حوار خاص لموقع (بشرى حياة) كان لنا مع السيدة العربية منى محمد آل أحمد..
_كيف كانت بدايتك في مجال التنمية البشرية مع تعريف للقارئ عن سيرتك الذاتية؟
منى محمد ال احمد من مواليد صفوى بكالوريوس علوم (قسم نبات) – كلية العلوم بالدمام عام 1408هـ حاصلة على دبلوم عالي في التربية وعلم الاجتماع – الأحساء عام 1421هـ، ماجستير في العلاج النفسي والإرشاد الأسري بجامعة ابسترن ميشيجان بالولايات المتحدة الأمريكية.
•مدرب محترف ومعتمد في التنمية البشرية.
•عضو في المجلس الخليجي للتنمية البشرية.
•عضو مؤسس للجنة النسائية بصفوى .
•عضو مؤسس لمركز البيت السعيد بصفوى .
• إدارية ومدربة بمركز البيت السعيد .
_لماذا أخترت العمل الحر وكيف كانت نظرة المجتمع لعملك في ذلك الوقت؟
كنت أعمل معلمة متقاعدة بعد خدمة حوالي 25 سنة، شغلت فيها عدة مهام إلى جانب التدريس :
●مشرفة إعلام مدرسي .
●مرشدة طلابية .
●مشرفة النشاط المدرسي.
ومن خلال عملي في المدرسة كنت اشاهد بعض الحالات من المشاكل التي تعاني منها الطالبات واغلبها كانت نتيجة جهل الاهل وعدم معرفتهم ومن وقتها كنت ابحث عن الحل حتى لا تزداد الحالة، ورغم ان دوام العمل طويل حرصت على الأنتقال للعمل في (البيت السعيد)، أما نظرة المجتمع والناس آنذاك فكان اغلبها هي الانتقاد وعدم قبولهم الكلام، إذا لم تكن الدورات من المألوف عليها، وبعد وقت من العمل لحظت اقبال الناس عليها وطلبهم باقامة تلك الدورات.
_من كان يشجعك في تلك البدايات؟
كان الدعم الاكبر لي بعد الله سبحانه وتعالى هو زوجي فكان له دور كبيرا في حياتي العملية .
_كيف تنظرين الى اقبال النساء على هذه الدورات التنموية؟
ارى اقبالا كثيرا ومتميزا من مكان الى اخر، لأن النساء اليوم يبحثن عن ماهو مفيد وجديد على سبيل الحياة الزوجية او تربية الابناء، وفي المقابل نجد حضور قليل للرجال لهذه الدورات، واغلب الدورات كانت هي تنموية شاملة تجمع بين الجانب الروحي والجانب الاكاديمي.
_برأيك هل مواقع التواصل شغلت الناس عن الدورات؟
في السنوات الماضية كان العدد قليل جدا، اليوم ومع التطور ونقل هذه الدورات ونشرها يخدم هذه الدورات ويجعلها امام متناول الجميع ويعتمد على شخصية المتدرب وتمكنه من العلم ومعرفته بأهم احتياجات المجتمع.
ونقاط التوقف عند الاخرين وعدم شعور الملتقي كمستمع بل شخص فعال من خلال الاكتشاف على النفس ومشاركته، لكن الأهم الخبرة العملية والتجارب المتعددة وكذلك القراءة.
_الدورات.. كيف نجعلها ثقافة في المجتمع؟
العمل على تثقيف المجتمع يتطلب جهدا كبيرا وصبرا فما تزرعه اليوم ستحصده غدا، وهذه الدورات لها تأثير كبير في نفسية المتلقي وحياته وهذا ما نقل لي عن تغير بعض الحالات في المجتمع واصالح بعض الاشخاص في حياتهم، ومعالجة الافكار الضعيفة فكانت بفضل تلك الدورات .
_توصيات تقدمها منى الاحمد الى المرأة؟
على المرأة أن تؤمن بقدرتها وان لا تجعل ميزان عملها يغبن بعض اولوليات حياتها كالاسرة والابناء، فعندما تنجح الام في تربية ابنائها كأنما نجحت في تربية المجتمع وان فشلت في تربية اولادها وان نجحت تبقى فاشلة في اسرتها، لذا النجاح يبدأ من الاسرة ويستمر الى افراد المجتمع والاخرين، ومن الضروري أيضا لتدعيم استمرار نجاحها أن توازن بين العمل والبيت، وقد فعلت ذلك أيضا من خلال خبرتي فصارت أسرتي عونا لي وليست عبئا علي، وألا تصاب باليأس والاحباط من كلام الناس، وان تجعل من اهل البيت عليهم السلام القدوة لها في حياتها العلمية والعملية، فقدوتي هي الزهراء سلام الله عليها.
في ختام اللقاء قالت السيدة منى: ((خاطبوا الناس على قدر عقولهم)).
اضافةتعليق
التعليقات