مشكله أتعبتنا اسمها كلام الناس، نعيبُ زماننا والعيبُ فينا.. ومَا لـزمانِنَا عيبٌ سِوانا.. عقدةٌ أتعبتنا تدور وتُنظم وتُحبك خيوطها في معظمِ المجالسِ والمجتمعاتْ على اختلافها عن بعضها .
هناك الكثير من الناس همهم الوحيد هو كيف يمكن ارضاء الآخرين، ونعمل لذلك جاهدين، حتى لو فقدنا كل شيء في حياتنا، فالمشاكل والأزمات قد تأتي من الناس، هم يحاولون الإطاحة بالبعض منا، حينما يرون النجاح والسعادة في وجوه الغير، يتحدثون بكلام عنا لكي لا نُعجب الآخرين، فالمشكلة واحدة وكلام الناس والانتقادات لا تتغير، وإرضائهم غاية لا تدرك فهناك:
المطلقة.. تخشى كلام الناس !
الأرملة.. تخشى كلام الناس !
العاطل عن العمل.. يخشى كلام الناس !
الفقير.. يخشى كلام الناس !
العانس.. تخشى كلام الناس!
الناس بذاتهم.. يخشون من بعضهم كلام الناس !
فالمجتمع مجتمع انتقادات وكلامهم الهدام ليس هدفه البناء، فالعديد منا يواجه مشكلة الناس والكلام الجارح للمشاعر، احياناً يأتي شخص يقول كلمة لك يجرحك بها ويحبطك وينزل من معنوياتك، ويقف حجر عثرة في طريقك، فكل ما تفعله لا ينفع معهم لأنهم مهما فعلت يبقون يتحدثون عنك بالسوء.
وهنالك البعض يراك راكبا سفينة وسط البحر فيأتي لك ويثقبها فيجعلك تغرق، إنه يحب ان يراك متألما، ومهما حاولنا لا يجدي الكلام نفعا، لأن كلام الناس مشكلة تزيد الهم وتجرح الوجدان، وتجعل همومك متراكمة، فهناك بعض الناس يصيبهم الخوف من أن يتحدث للناس لأنه يقول ماذا سوف يقول الناس عني حينما أفعل هكذا.. فالخوف منهم موجود بداخلنا، او ربما الخوف من المجهول والمستقبل.
هذه أقصوصةٌ سأذكرها بينَ ثنياتِ هذا الموضوع..
جحا.. لا أعتقدُ بأن هناكِ من لا يعرفه؟! ولا يعرفُ بعضاً من طرائفهِ ونوادره..! يُقال بأنه في يومٍ ما
كانَ مع إبنه يمشيانِ مع حمارهما فانتقدهما الناس!.
لأنهما لم يستغلا الحمارَ كوسيلةٍ للنقل!!
فركب جحا وإبنه على الحمار فانتقدوهما الناس مرةً ثانية واتهموهما بأنهما عديميّ الرحمة! فكيف يركب إثنان على حمارٍ ضعيف كذاك..! فنزل جحا وتركَ ولده على ظهرِ الحمار فانتقد الناس الإبن..! وقالوا عنه: بأنهُ ولدٌ عاق..! فنزلَ الإبنُ وركبَ جحا، فقالوا عن جحا أنهُ قاسٍ على إبنه..! فقام جحا وأبنه وحملا الحمار وهما يمشيان..! فضحكَ الناس عليهما لبلاهتهما.!
من هنا ندرك بأن رضا الناس حالة لا تُدرَك مهما فعلنا، لأن معظم الناس أصبح الهم الأوحد لهم هو تتبع عيوب الناس وانتقادها!.
لذا على الانسان العاقل أن يدرك بأن كلام الناس لا يغني ولا يسمن من جوع، وكذلك لا يقدم ولا يؤخر، فعلى الانسان ان يحقق حلمه، وهدفه، وطموحه، ولا يسعى لإرضائهم لأنه سوف يخسر، فالإنسان الناقص هو من يتتبع عيوب الآخرين، ويترك نفسه التي يجب أن يُقومها ويعودها على عدم التدخل بشؤون الغير، (فمن راقب الناس مات هماً).
اضافةتعليق
التعليقات