كان عزوف الشباب عن الزواج لمشاكل اقتصادية او للظروف الامنية التي تعاني منها البلاد هي الظاهرة الأكثر انتشارا بين وسط الشباب في المجتمع العراقي لكنها قوبلت في السنوات الاخيرة تفضيل الفتيات البحث عن الوظيفة والعمل للحصول على راتب شهري تكون معتمدة على نفسها في توفير متطلباتها المعيشية دارجة فكرة الزواج في سلم اهتماماتها في المراتب الاخيرة! ونرى هذه الظاهرة بدت أكثر وضوحا بين أوساط الفتيات ذوات التحصيل الدراسي، فما هي الأسباب التي دفعت فتياتنا الى هذا الاتجاه؟ وهل هنَّ في الاتجاة الصحيح وتأثيره على المجتمع هل سيكون إيجابيا أم سلبيا؟
وفي صدد هذا الموضوع اجرت (بشرى حياة) هذا الاستطلاع:
البداية كانت مع شيماء محمود، موظفة 28 سنة، خريجة كلية القانون حيث قالت: قناعتي أنصبت بأن الوظيفة هي الامان الوحيد الذي تستند علية الفتاة في وقتنا الحاضر معللة وجهة نظرها بقولها.. الراتب الشهري الذي أتقاضاه قد سد احتياجاتي وجعلني ذات أكتفاء ذاتي دون اللجوء إلى أحد هذا اولا.. ثانيا الرجل الشرقي أناني وأكيد سيسلبني الكثير من حريتي.
وكانت زميلتها التي تشاطرها الغرفة في العمل مؤيدا قويا لهذا الرأي حيث أجابت سارة موسى البالغة من العمر25 سنة، خريجة اداب إنكليزي: لا تتوقف حياة الفتاة اذا لم تتزوج وأنا على إستعداد تام بأن أحصل على لقب، (عانس) وبجدارة شريطة أن أحصل بالمقابل على وظيفة محترمة ذات مستوى إجتماعي لائق وراتب شهري جيد.
ومن جهتها تضيف منار الموسوي، خريجة تريبة والبالغة من العمر 30 عاما: ان فكرة الزواج والارتباط هي أمور قد تكون الفتاة مقيدة بعض الشيء بالعرف والتقاليد وتكون منتظرة للنصيب القادم وغالبا ما يكون هنالك خلل أما من جانب الشاب أو عدم قناعة الطرفين وأنا الاحظ ان الشاب العراقي يميل إلى الارتباط بالمرأة الموظفة المثقفة العاملة على أن تكون ربة بيت لتساهم وتشارك في تذليل تكاليف الحياة التي أصبحت في يومنا هذا مكلفة وتثقل كاهل الشاب العراقي، إذن نعود إلى البداية سيكون اهتمامي بالحصول على وظيفة جيدة وراتب ومن ثم سيأتي العريس من تلقاء نفسه.
وأجابت دعاء رزاق تربية إسلامية 27 سنة قائلة: قد تكون فرص التعين ضئيلة أو شبه معدمة لكنها الأقوى إذا ما خيروني بين الزواج والتعين، قد لا أكون مررت بتجربة الزواج لكن أخواتي اللواتي يكبرنني في السن ذوات تجارب لا تخلو من المشاكل والتعاسة وتحمل عبء ثقيل من التوازن بين العمل ومسؤوليات البيت و كما نقول (لا حمدا ولا شكورا) ويكون الرجل متحكما ومتسلطا في كل شئ وغير راض بالرغم من المجهود الذي تقدمه المرأة العراقية لعائلتها.
وأشارت الموظفة (هند علوان) البالغة من العمر 38: لا اتصور وجود تعارض مع زواج الفتاة وحياتها العملية، أنا موظفة وامرأة متزوجة وعندي أطفال بالعكس زوجي هو من شجعني ودفعني الى الوظيفة وإثبات الذات وهناك مساعدة ومشاركة وتفاهم عالٍ بيننا.
وأضافت: أرى أن الزواج هو وضع طبيعي لكلا الجنسين لبناء عائلة متكاملة مبنية على أساس التفاهم والتعاون وكلما كان الشابانِ متقاربان بالمستوى الثقافي والاجتماعي كان زواجهما ناجحاً بأذنه تعالى.
وشاركتنا (نغم محمود) تجربتها مسترسلة في حديثها قائلة: كنت موظفة في احدى الدوائر الحكومية وتقدم لخطبيتي شاب موظف وتم الزواج لكن وقعت العديد من المشاكل العائلية بيني وبين زوجي وبين أفراد عائلته وقام بضربي وجبري على ترك وظيفتي بالرغم من اتفاقنا مسبقا على الاستمرار بوظيفتي ولم اكن مقصرة في شئ وقمت بكل واجباتي كزوجة، لا اعرف هل الانانية وحب التسلط هو الذي دفعه لهكذا معاملة وبالتالي كان الفشل حليفي كزوجة وتمسكت بوظيفتي وانفصلت عن زوجي ولا أعتقد سأندم على اختياري هذا.
وأكدت (اسراء جاسم) رأيها بأن المرأة غير مسؤولة عن توفير سبل العيش وان الرجل هو من يتحمل المسؤولية وتوفير كل متطلباتها وأن دورها الاساسي في الحياة أن تكون النواة في تكوين الاسرة وإنْ وجدت الوظيفة فلا مانع دون الضرر بواجبها الاساسي والشرعي الذي وكلها به سبحانه وتعالى.
وكانت لنا وقفة مع الباحثة الاجتماعية (نور الحسناوي) بصدد هذا الموضوع أوضحت فيها: أي مجتمع ستكون البنية الاساسية لبنائه هي الأسرة والتي تتكون من فردين يجمعهما رابط أسري لتكوين عائلة مكونة من أفراد صالحين ينتمون لمجتمع معين فمن غير الممكن أن تكون الفتاة مستقلة بحياتها واحتياجاتها عن الرجل وكذلك بالنسبة للرجل فأحدهما مكمل للثاني لبناء أسرة صالحة تنتمي لمجتمع متكامل.
الاسلام والمرأة
ان الاسلام أعفى المرأة من تكاليف النفقة في الحياة الزوجية، وجعل هذا العبء بكامله من مسؤولية الزوج، ابتداءا من مهر الزواج وتكاليفه إلى تكاليف المنزل ومتطلبات الزوجة والأولاد، دون المساس بأموال الزوجة وممتلكاتها الشخصية التي لا يحق للرجل أن يطالبها بشيء منها، ان الإسلام أعطى للمرأة امتيازًا ماليًا غير عادي على الرجل.
وهكذا نجد أن الإسلام قد أقام علاقة تكاملية بين حقوق وواجبات الرجل والمرأة مع امتيازات خاصة بالمرأة تقديرًا وتعظيمًا لمهمتها الإنسانية العظيمة.
اضافةتعليق
التعليقات
كربلاء2017-07-25
(ان الاسلام أعفى المرأة من تكاليف النفقة في الحياة الزوجية)
و لكن عندما يطبق هذا الكلام في واقعنا و مجتمعنا في ذلك الوقت نستطيع ان نلوم الشابه عن العزوف عن الزواج
لان هذا كلام يقااال و ليس له تطبيق في الوااقع
عندما يتجرد الرجل من الانانيه و حب التسلط و التملك و سلب حريه و كرامه المرأه عندها نستطيع ان نلوم الشابة
لان اغلب الرجال لا يستطيعون النظر ان تكون المراه ناجحه و مبدعه في الحياه لانهم لا يستطيعون الوصول لذالك
و انما يجب عليها ان تكون جليسه البيت و المطبخ و الفراش فقططط
و اذا لم تكن لهذه الشابه وظيفه تستند عليها من بعد الله عز وجل
فانها يجب عليها في كل حياتها مع هذا الرجل ان تبقى ذليله و تتوسل لذالك الرجل من اجل زياره او سوق او زيارة صديقاتها و غيررها