خطوات تخطوا نحو ريحانة الشباب، نحو قمر حمل نور الشمس ونجم لاح في افق كربلاء، نحوه بخشوع تخطوا الرجال واما النساء تجملن بخدر الزهراء، هنا اطهر البقاع هنا ضريح سبط الزهراء ليكون محاطا بين نورين نور ابي الفضل العباس حامل اللواء ونور عين امه ابي عبد الله ..
من اعلى الشجرة الطيبة اختاره الله ليخضع للترشيح الالهي وينحدر من فوق شموخها الاشم لشجرة الهاشميين، شبيه المختار واشتق اسمه من علي الكرار .
لينبت في بيت النبوة ريحان يتخطى الزمن ويتجاوز الأيام، متسلقاً الدهر، يعلو فوق هامة التاريخ شخصاً فريداً في مجمل خصوصياته، وشاباً خلاّقاً في ربيع حياته، إذ انه نال من التربية ما يصعب على الكثيرين حصوله ونيله، ليتحلى مولانا علي الاكبر سلام الله عليه بمراتب سامية من الكمالات المحمدية انبأها عنها مجملاً أبوه سيد الشهداء (عليه السلام) عندما وصفه بأنه اشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وهذا يعني ان معرفة صفات رسول الله نعرفها بصفات سليله فتى الحسين (عليهما السلام) ليكون فتىً تفيض الشجاعة منه وتشدوا المكارم بأسمه قمرا بشجاعة قمر الهاشميين وشمسا من اولاد الحسين، نور يسطع في الفضاء ونجما يزهو في ارض كربلاء وفارسا تهابه الفرسان .
فيكون له يوم الطف وقفة كرامة واباء مدافعا عن سلالة الزهراء ليبرز بين الاعداء من هو اشبه الهاشميين بجده المصطفى يتلو الحق في ارض كربلاء.
أنا علي بن الحسين بن علي نحن وبيت الله أولى بالنبي
من شبث وشمر ذاك الدني أضربكم بالسيف حتى ينثني
ضرب غلام هاشمي علوي ولا أزال اليوم أحمي عن أبي
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي..
ليسير بلا تردد أو تخاذل في طريق الحق، يرفع راية الدفاع عن المظلومين، لا تخيفه كثرة الأعداء، لقد كان بحقٍ بطلاً من أبطال الإسلام.
ليكون قدوة للشباب على مر العصور فبجهوده المخلصة وتضحياته العظيمة ودماءه الزكية الطاهرة اخضّر عود الاسلام واينعت ثماره.
فبالشباب تتطور الامم حيث ذكر الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله): (اوصيكم بالشباب خيرا فإنهم أرق أفئدة، إن الله بعثني بشيرا ونذيرا فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ) (١).
فهو ذا علي الاكبر خاض معركة الجهاد في سبيل الله، وأبدى شجاعة أذهل بها الأعداء، الذين انتدبوا أشجع فرسانهم لمجابهته.. وأخيراً سقط الشاب العظيم صريعاً على أرض الشهادة ليكتب بدمه وصية لشباب الأجيال المؤمنة، أن يقوموا بدورهم في خدمة الرسالة، والدفاع عن مصالح الأمة.. أن يكونوا شباباً ثائرين يبحثون عن الشهادة في سبيل الله.. ولا يبالون أوقعوا على الموت أم وقع الموت عليهم..
ليكون رسالة من الله للشباب وتاركا وصية؛ اما الحق او الموت، فالموت خير من الذل وهيهات لآل الرسول من الذلة..
لنزف اليوم ابرك التهاني بولادة يوسف الحسين علي الاكبر (عليه السلام) يوم الحادي عشر من شهر شعبان المعظم، فسلام عليك ياشبيه المصطفى وحامل اسم علي المرتضى..
(السلام عليك أيها الصديق الطيب الطاهر، والزكي الحبيب المقرب، وابن ريحانة رسول الله. السلام عليك من شهيد محتسب ورحمة الله وبركاته. ما أكرم مقامك، واشرف منقلبك. اشهد لقد شكر الله سعيك، وأجزل ثوابك والحقك بالذروة العالية، حيث الشرف كل الشرف، وفي الغرف السامية في الجنة فوق الغرف، كما منّ عليك من قبل وجعلك من أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)..
اضافةتعليق
التعليقات