يجلس امام شاشة الحاسوب ليلاً ونهاراً يبحلق في صفحة الفيس بوك، مشغولا في الرد على التعليقات التي تزخ على منشوراته كالمطر، في تلك اللحظة نادته والدته ليأتي ويتناول الغداء معها، فرد عليها: اوف يا امي لا تزعجيني، أنا مشغول، تناولي الطعام وحدك.
بعدها حاول ان يختار افضل (بوست) من الممكن ان يحصل على اكثر عدد من الإعجابات، فنشر منشور بعنوان (امي هي جنتي... اللهم لا تحرمني منها)!. وبالفعل حصل منشوره على عدد كبير من (اللايكات)، بينما كانت الأم تتناول الطعام وحدها وظل هو مشغولاً في الرد على تعليقات المنشور!.
هذا هو حال الكثير من الشباب والفتيات في مواقع التواصل الاجتماعي، ضاعت غايتهم بين المتناقضات اذ ان الكثير من هذه النصوص مرت علي وانا اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه دلالة واضحة على ان المنشورات التي تعزز مكانة الوالدين وتجلل خوف الله ما هي الاّ دعايات زائفة لا اكثر، وهذه الكلمات هي بمثابة جرس المنبه تحاول ان تهز ضمائر الشباب والفتيات الذين يجدون من صفحات مواقع تواصل المسرح الكاذب لنشر المشاعر الواهمة التي لم يحاول أي منهم تطبيقها على ارض الواقع، ليستيقظوا من نوم التناقض، ويوافقوا أقوالهم مع افعالهم، وفي كل الاحوال تجد هذا التناقض منتشراً جداً ويتلألأ في سماء صفحات الفيسبوك والانسنجرام والتويتر فقط من اجل الحصول على أكثر عدد من التعليقات والإعجابات.
هذا وناهيك عن المصيدة التي يقع فيها شريحة كبيرة من الناس، مع الرسائل القصيرة التي تأتي بلباس التدين وتطلب منك على مبدأ الفرض والتهديد بإعادة توجيها الى عشرة اشخاص وإذا لم تفعل ذلك، سيحدث لك مكروها ما بعد أسبوع!.
وهذه ما هي الاّ حركات يهودية خبيثة لتشكيك الإنسان بدينه ومذهبه، فإذا قام الانسان بإعادة توجيهها ولم يسمع الخبر الجيد ستراوده شكوك حول إغاثة الله له، ومساعدته..الخ.
وهذا ما يريده أعداء الإسلام، فهي بالنهاية ليست الاّ مؤامرات من تلك الأيادي الخبيثة التي تحاول زعزعة الإسلام وضرب الأمة بأي طريقة، اذن من الضروري ان نتجنب تداول هكذا رسائل والكف من ارسالها او الاستجابة لها، وفكرة عدم ارسالها وحدوث مكروه ما، ليست الاّ خزعبلات يهودية، فالله سبحانه وتعالى لا يحتاج ان تكتب له (يا رزاق) تحت منشور صديقك لكي يزيد سعة رزقك ويوفقك في عملك، الله يسمعك عندما تستيقظ لصلاة الصبح وتتضرع اليه في ترانيم دعاءك.
سجادة الصلاة والدعاء وفعل الخير ومساعدة الناس تعتبر وسائل أفضل من (الفيسبوك) في تعميق علاقتك بالله (سبحانه وتعالى)، وفي كل الأحوال عندما تشكو للناس حالتك على مواقع التواصل الاجتماعي، لن يصلح حالك ولن تجد في التعليقات سوى كلمات، (الله كريم، الله يكون في عونك، الله يصبرك...الخ)، اذن اختصر هذا الطريق من البداية واشكو لمقلب الحال والأحوال ليغير حالك الى أحسن حال.
اضافةتعليق
التعليقات