• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لعنة القناعة

نرجس العبادي / الأثنين 25 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 678
شارك الموضوع :

التسليم لا أن تُسكت عقلك وتتبع أوامر السماء وإنما أن تعطيهِ حقهُ في إتباع خارطة الطرق لحياة سليمة.

اقتناع وقناعة، لفظان من مصدرٍ واحد يتقولبان على معاني متشابهة ويشوبهما تاءُ التفريق حتى يُصبحا على طرفي نقيض مابين انسيابية القبول وعثارِ الرفض والجدال.. ليُصبحَ السؤال: (هل نقنعُ أم نقتنع؟).

قد جابه التديّن منذّ انبثاقه في أنفسُ المؤمنين أياديَ الذين زعموا أن يدَ الله مغلولةً وغاياتهم مُنسابةً إلى قلع هذا الإيمان أو حتى إعادة برمجتهِ إلى ما يتناسب مع المصلحة العامة لإرادتهم الخاصة على وجه التحديد، فقد اندلعت جبهاتُ المقاومة للجوهر الإسلامي  منذُ أول يومِ لإعلانه أمام معشر المكيّين مؤصّلاً منذُ ذلك الحين شرعية الجبر أو القتل التي كانت آنذاك جُلُّ ما يعلمهُ ويملكهُ القُرشيون والأيادي المُساندة لهم من أدوات، وتوالت الأزمان بتطوّر آليات المقاومة بدءاً من الحروب وصولاً إلى اجتماعات الدول النامية في نأي الأمم ذات الركيزة الدينية لُيصبحوا دولَ العالم الثالث على أساس تصنيفاتهم ومواثيقهم التي تتجلببُ بسمات التطوّر الأخاذة والديمقراطية الناعمة، واستمروا بالعمل تحت الطاولة المستديرة والتخطيط لصناعة العباءة اللامرئية للتخريب والتي سيرتديها أجيال التدينُ حتى يظهروا بزي الدين الجديد.

سُجلت في عام 1983 مُحاضرة للعميل السوفيتي السابق "يوري بيزمينوف" والتي يُطلقُ عليها بالمحاضرة الأخطر في العالم لكونهِ يشرحُ بكل جرأة أسس تخريب المجتمعات من دون دواعي الحرب، وقد ذكر فيها قول الفيلسوف الصيني  : Sun Tuz" إن أعلى فنون الحرب هو عدم القتال على الإطلاق بل هو تخريب أي شيء ذو قيمة في دولة عدوّك"، وقد سرى مفعول هذه الكلمات على أساليب الحرب الجديدة حتى باتت أفكاراً وأقوالاً يتغنى بها شباب الأمة من دون الوعي الكافي لخطورتها.. ومنها فكرة وجوب الاقتناع بالأوامر الإلهية ومناقشتها قبل التطبيق، فَهل يُدرَكُ العلمُ المُطلقُ بعقلٍ محدود؟

إن فكرة القناعة في المحور الإسلامي تدور حول العلم بأهمية الشيء ونتائجه ثم قبولهُ والرضا بهِ ليكونَ كنزَ العُرفاء الذي لا يفنى ولا ينضب، في حين أن لُب الاقتناع الذي يُحاول الغرب أن يزرعهُ فينا لا ينمُّ إلا عن التشكيك مُتغافلين عن محدودية العقل البشري الذي لم يُدرك حتى الآن الجُزء الآخر من وجوده وهي الروح، فكيف بمخلوقٍ لم يستوفِ معرفة تركيبتهِ أن يُجادل بحُكمٍ إلهي لا ينشأ إلا عن إلمام الرب بِكُل أركان المكرمة والمفسدة على الأصعدة البشرية والكونية؟

لقد تفشّت ظاهرة (الاقتناع) بين فئة الشباب خاصة كضربٍ من ضروب العنفوان ومحاولة رسم حدود الشخصية مُتغافلين عن عدم تساوي كفتي النقاش بين المخلوق والخالق ومتناسين أن الإتباع والتسليم هي سمةُ الحذقين، فإن اختيار الفرد لقدوتهِ ينمُّ في أغلب الأحيان عن اعترافهِ بحكمة هذهِ القدوة وقلّة الخطأ في نتاجها، فمن يختارُ أم يُجادل قدوتهُ فقد اختار أم يُجادلَ أهليتهُ في الاختيار بل سذاجة قراراتهِ ومقاييسه، فماذا بمن يُجادل رباً يعلم تماماً أنهُ العليمُ الحكيم؟

"عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتاه رجل فقال: وقعت فأرة في خابية فيها سمن، أو زيت، فما ترى في أكله؟ قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام: لا تأكله، فقال له الرجل؟ الفأرة أهون على من أن أترك طعامي من أجلها قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام:  إنك لم تستخف بالفأرة، وإنما استخففت بدينك، إن الله حرم الميتة من كل شئ". 

فالتسليم لا أن تُسكت عقلك وتتبع أوامر السماء وإنما أن تعطيهِ حقهُ في إتباع خارطة الطرق لحياة سليمة.   


الدين
العقائد
الشباب
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    الـدورات الاعـلامـيـة.. تـنـمـيـة لـلـمـواهـب وفـرصـة لـدخـول مـجـال الإعــلام

    النشر : السبت 02 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    وَلايةٌ معهود بها منذ بدء الإسلام

    النشر : الأربعاء 28 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    تخّلص من الكآبة

    النشر : الجمعة 10 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    تطوير الإعلام الجماهيري من المنصة الحسينية

    النشر : الأثنين 23 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    ليس كل ماهو كروي حبة جوز!

    النشر : الخميس 18 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    ماهي أهم النصائح التي تريدين تقديمها لعروس جديدة؟

    النشر : الخميس 29 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 20 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 527 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 473 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 407 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 355 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 354 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1189 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1152 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1078 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1075 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1058 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 889 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 8 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 8 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 8 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة