• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لعنة القناعة

نرجس العبادي / الأثنين 25 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 603
شارك الموضوع :

التسليم لا أن تُسكت عقلك وتتبع أوامر السماء وإنما أن تعطيهِ حقهُ في إتباع خارطة الطرق لحياة سليمة.

اقتناع وقناعة، لفظان من مصدرٍ واحد يتقولبان على معاني متشابهة ويشوبهما تاءُ التفريق حتى يُصبحا على طرفي نقيض مابين انسيابية القبول وعثارِ الرفض والجدال.. ليُصبحَ السؤال: (هل نقنعُ أم نقتنع؟).

قد جابه التديّن منذّ انبثاقه في أنفسُ المؤمنين أياديَ الذين زعموا أن يدَ الله مغلولةً وغاياتهم مُنسابةً إلى قلع هذا الإيمان أو حتى إعادة برمجتهِ إلى ما يتناسب مع المصلحة العامة لإرادتهم الخاصة على وجه التحديد، فقد اندلعت جبهاتُ المقاومة للجوهر الإسلامي  منذُ أول يومِ لإعلانه أمام معشر المكيّين مؤصّلاً منذُ ذلك الحين شرعية الجبر أو القتل التي كانت آنذاك جُلُّ ما يعلمهُ ويملكهُ القُرشيون والأيادي المُساندة لهم من أدوات، وتوالت الأزمان بتطوّر آليات المقاومة بدءاً من الحروب وصولاً إلى اجتماعات الدول النامية في نأي الأمم ذات الركيزة الدينية لُيصبحوا دولَ العالم الثالث على أساس تصنيفاتهم ومواثيقهم التي تتجلببُ بسمات التطوّر الأخاذة والديمقراطية الناعمة، واستمروا بالعمل تحت الطاولة المستديرة والتخطيط لصناعة العباءة اللامرئية للتخريب والتي سيرتديها أجيال التدينُ حتى يظهروا بزي الدين الجديد.

سُجلت في عام 1983 مُحاضرة للعميل السوفيتي السابق "يوري بيزمينوف" والتي يُطلقُ عليها بالمحاضرة الأخطر في العالم لكونهِ يشرحُ بكل جرأة أسس تخريب المجتمعات من دون دواعي الحرب، وقد ذكر فيها قول الفيلسوف الصيني  : Sun Tuz" إن أعلى فنون الحرب هو عدم القتال على الإطلاق بل هو تخريب أي شيء ذو قيمة في دولة عدوّك"، وقد سرى مفعول هذه الكلمات على أساليب الحرب الجديدة حتى باتت أفكاراً وأقوالاً يتغنى بها شباب الأمة من دون الوعي الكافي لخطورتها.. ومنها فكرة وجوب الاقتناع بالأوامر الإلهية ومناقشتها قبل التطبيق، فَهل يُدرَكُ العلمُ المُطلقُ بعقلٍ محدود؟

إن فكرة القناعة في المحور الإسلامي تدور حول العلم بأهمية الشيء ونتائجه ثم قبولهُ والرضا بهِ ليكونَ كنزَ العُرفاء الذي لا يفنى ولا ينضب، في حين أن لُب الاقتناع الذي يُحاول الغرب أن يزرعهُ فينا لا ينمُّ إلا عن التشكيك مُتغافلين عن محدودية العقل البشري الذي لم يُدرك حتى الآن الجُزء الآخر من وجوده وهي الروح، فكيف بمخلوقٍ لم يستوفِ معرفة تركيبتهِ أن يُجادل بحُكمٍ إلهي لا ينشأ إلا عن إلمام الرب بِكُل أركان المكرمة والمفسدة على الأصعدة البشرية والكونية؟

لقد تفشّت ظاهرة (الاقتناع) بين فئة الشباب خاصة كضربٍ من ضروب العنفوان ومحاولة رسم حدود الشخصية مُتغافلين عن عدم تساوي كفتي النقاش بين المخلوق والخالق ومتناسين أن الإتباع والتسليم هي سمةُ الحذقين، فإن اختيار الفرد لقدوتهِ ينمُّ في أغلب الأحيان عن اعترافهِ بحكمة هذهِ القدوة وقلّة الخطأ في نتاجها، فمن يختارُ أم يُجادل قدوتهُ فقد اختار أم يُجادلَ أهليتهُ في الاختيار بل سذاجة قراراتهِ ومقاييسه، فماذا بمن يُجادل رباً يعلم تماماً أنهُ العليمُ الحكيم؟

"عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتاه رجل فقال: وقعت فأرة في خابية فيها سمن، أو زيت، فما ترى في أكله؟ قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام: لا تأكله، فقال له الرجل؟ الفأرة أهون على من أن أترك طعامي من أجلها قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام:  إنك لم تستخف بالفأرة، وإنما استخففت بدينك، إن الله حرم الميتة من كل شئ". 

فالتسليم لا أن تُسكت عقلك وتتبع أوامر السماء وإنما أن تعطيهِ حقهُ في إتباع خارطة الطرق لحياة سليمة.   


الدين
العقائد
الشباب
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    فاطمة الزهراء.. أنموذج الكمال الإنساني ونبراس القيم الخالدة

    النشر : الخميس 05 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الأفكار كالعناكب.. تبني شباكها ولاتقع بها

    النشر : الأثنين 08 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    من نساء الطف: أم عمرو بن جنادة الأنصاري

    النشر : الثلاثاء 01 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    معلومات غير شائعة لمسحوق الغسيل تعرفي عليها سيدتي

    النشر : الثلاثاء 10 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    متلازمة انتظار بدء الحياة

    النشر : الأربعاء 23 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 58 ثانية

    كيف اهتم الاسلام بغذاء الروح؟

    النشر : الأحد 03 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 59 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1192 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 428 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 426 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 391 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 364 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 362 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1529 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1315 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1192 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 3 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 3 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 4 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة