• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لعنة القناعة

نرجس العبادي / الأثنين 25 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 537
شارك الموضوع :

التسليم لا أن تُسكت عقلك وتتبع أوامر السماء وإنما أن تعطيهِ حقهُ في إتباع خارطة الطرق لحياة سليمة.

اقتناع وقناعة، لفظان من مصدرٍ واحد يتقولبان على معاني متشابهة ويشوبهما تاءُ التفريق حتى يُصبحا على طرفي نقيض مابين انسيابية القبول وعثارِ الرفض والجدال.. ليُصبحَ السؤال: (هل نقنعُ أم نقتنع؟).

قد جابه التديّن منذّ انبثاقه في أنفسُ المؤمنين أياديَ الذين زعموا أن يدَ الله مغلولةً وغاياتهم مُنسابةً إلى قلع هذا الإيمان أو حتى إعادة برمجتهِ إلى ما يتناسب مع المصلحة العامة لإرادتهم الخاصة على وجه التحديد، فقد اندلعت جبهاتُ المقاومة للجوهر الإسلامي  منذُ أول يومِ لإعلانه أمام معشر المكيّين مؤصّلاً منذُ ذلك الحين شرعية الجبر أو القتل التي كانت آنذاك جُلُّ ما يعلمهُ ويملكهُ القُرشيون والأيادي المُساندة لهم من أدوات، وتوالت الأزمان بتطوّر آليات المقاومة بدءاً من الحروب وصولاً إلى اجتماعات الدول النامية في نأي الأمم ذات الركيزة الدينية لُيصبحوا دولَ العالم الثالث على أساس تصنيفاتهم ومواثيقهم التي تتجلببُ بسمات التطوّر الأخاذة والديمقراطية الناعمة، واستمروا بالعمل تحت الطاولة المستديرة والتخطيط لصناعة العباءة اللامرئية للتخريب والتي سيرتديها أجيال التدينُ حتى يظهروا بزي الدين الجديد.

سُجلت في عام 1983 مُحاضرة للعميل السوفيتي السابق "يوري بيزمينوف" والتي يُطلقُ عليها بالمحاضرة الأخطر في العالم لكونهِ يشرحُ بكل جرأة أسس تخريب المجتمعات من دون دواعي الحرب، وقد ذكر فيها قول الفيلسوف الصيني  : Sun Tuz" إن أعلى فنون الحرب هو عدم القتال على الإطلاق بل هو تخريب أي شيء ذو قيمة في دولة عدوّك"، وقد سرى مفعول هذه الكلمات على أساليب الحرب الجديدة حتى باتت أفكاراً وأقوالاً يتغنى بها شباب الأمة من دون الوعي الكافي لخطورتها.. ومنها فكرة وجوب الاقتناع بالأوامر الإلهية ومناقشتها قبل التطبيق، فَهل يُدرَكُ العلمُ المُطلقُ بعقلٍ محدود؟

إن فكرة القناعة في المحور الإسلامي تدور حول العلم بأهمية الشيء ونتائجه ثم قبولهُ والرضا بهِ ليكونَ كنزَ العُرفاء الذي لا يفنى ولا ينضب، في حين أن لُب الاقتناع الذي يُحاول الغرب أن يزرعهُ فينا لا ينمُّ إلا عن التشكيك مُتغافلين عن محدودية العقل البشري الذي لم يُدرك حتى الآن الجُزء الآخر من وجوده وهي الروح، فكيف بمخلوقٍ لم يستوفِ معرفة تركيبتهِ أن يُجادل بحُكمٍ إلهي لا ينشأ إلا عن إلمام الرب بِكُل أركان المكرمة والمفسدة على الأصعدة البشرية والكونية؟

لقد تفشّت ظاهرة (الاقتناع) بين فئة الشباب خاصة كضربٍ من ضروب العنفوان ومحاولة رسم حدود الشخصية مُتغافلين عن عدم تساوي كفتي النقاش بين المخلوق والخالق ومتناسين أن الإتباع والتسليم هي سمةُ الحذقين، فإن اختيار الفرد لقدوتهِ ينمُّ في أغلب الأحيان عن اعترافهِ بحكمة هذهِ القدوة وقلّة الخطأ في نتاجها، فمن يختارُ أم يُجادل قدوتهُ فقد اختار أم يُجادلَ أهليتهُ في الاختيار بل سذاجة قراراتهِ ومقاييسه، فماذا بمن يُجادل رباً يعلم تماماً أنهُ العليمُ الحكيم؟

"عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتاه رجل فقال: وقعت فأرة في خابية فيها سمن، أو زيت، فما ترى في أكله؟ قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام: لا تأكله، فقال له الرجل؟ الفأرة أهون على من أن أترك طعامي من أجلها قال: فقال له أبو جعفر عليه السلام:  إنك لم تستخف بالفأرة، وإنما استخففت بدينك، إن الله حرم الميتة من كل شئ". 

فالتسليم لا أن تُسكت عقلك وتتبع أوامر السماء وإنما أن تعطيهِ حقهُ في إتباع خارطة الطرق لحياة سليمة.   


الدين
العقائد
الشباب
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    استثمار أوقات الفراغ في عصر الحداثة

    النشر : الأربعاء 16 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    "الكذب يجر الكذب" بحسب دراسة علمية حديثة

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    طرق بسيطة للاستيقاظ مبكرا وبدء اليوم بنشاط

    النشر : الأحد 14 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    بطارية سيارات فائقة السرعة.. تعرف عليها

    النشر : السبت 16 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    معاناة الرسول.. رسالة لنا

    النشر : الخميس 14 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    ما هي كمية الخبز المسموح بتناولها يوميا؟

    النشر : الثلاثاء 12 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3313 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 338 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3313 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1318 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 19 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 19 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 19 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة