إذا شعرت أن حياتك في خطر، أو أن المرض يهدد صحتك، أو كان ابنك بعيدًا عنك وقد خشيت عليه من الضياع أو رفقاء السوء، أو أن مالك الذي جمعته قد بات قاب قوسين أو أدنى من التبدد والتلف فاعلم أنك بحاجة إلى أن تعلم أن من أسماء ربك سبحانه الحفيظ وأنه ينبغي عليك أن تجدد إيمانك بهذا الاسم العظيم، وأنه قد جاء الوقت المناسب لتتفكر فيه وتتأمل ..
فهو وحده من يحفظ حياتك، ويحفظ صحتك، ويحفظ أبناءك، ويحفظ مالك، ويحفظ كل شيء في هذه الحياة!
أيها القلب اطمئن ..
«الحفيظ الذي حفظ ما خلقه، وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات، ولطف بهم في الحركات والسكنات».
منتهى الحفظ عنده، وغاية الرعاية لديه، وأقصى الطمأنينة ستكون وأنت بمعيته .
يحفظ عبده؛ لذلك نقول دائما: اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
إنك تستحفظ الله جهاتك الست إنك تطلب منه هالة حفظ تحوطك من جميع الجهات، ولا يقدر على ذلك إلا هو !
يحفظ سمعك وبصرك، لذلك ندعوه في الصباح والمساء أن: اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري.
ستفقد الجهاز الذي تستطيع به فهم هذا العالم إن فقدت سمعك وبصرك، ستعيش في عزلة سوداء، ستخنقك الدنيا بصمتها !
"قُلْ أَرَأيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمَعَكُمْ وَأَبْصَرَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مِّنْ إِلَهُ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ"
الحفيظ هو من يحفظ سمعك، الذي تسمع به الحرام، ولو شاء لأذهبه في لحظة .. ويحفظ بصرك الذي تنظر به للحرام، ولو شاء لأذهبه في لحظة .
يحفظ دينك، لذلك تناجيه في السجود أن: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك.
طرقات الزيغ !
لو لم يثبت قلبك على دينه لتناوشتك الشبهات، وتخطفتك الأهواء !
علماء أفنوا أعمارهم بين الكتب والمحابر لم يرد الله أن يحفظ عقائدهم: فكفروا به سبحانه وبعضهم صار مبتدعا في الدين، وأنت بعلمك القليل ما زلت تسجد له؟ لقد حفظ الحفيظ دينك !
إن الحفيظ هو من يحفظ دينك، لا مجموعة المعلومات التي في رأسك ! لا تغتر بعلمك، ولا بحفظك لكتاب الله، ولا باستظهارك لشيء من سنة النبي، والله ستزيغ إن لم يحفظ الله دينك !!
هذا بلعام بن باعوراء يؤتيه الله اسمه الأعظم، ليدعوه في أي وقت فيستجيب له، فلا يحول هذا الاسم العظيم بينه وبين الزيغ فيهلك في الهالكين .
وننسى الله !
يحفظ حياتك، لذلك نستودعه سبحانه أحبتنا عندما نفارقهم ونقول: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
يستحيل أن تضيع الودائع التي أسبغ عليها الله حفظه وأحاطها برعايته .
كل حادث ينجو منه صاحبه وراءه حفيظ أنجاه منه، نتذكر فائدة مانع الانزلاق، وفائدة كابح السرعة، وفائدة البالون الواقي، وفائدة حزام الأمان، وننسى الله!
إذا صفعت الأمواج بعتوها السفينة، وبلغت القلوب الحناجر، من الذي يحفظ السفينة من أن يبتلعها المحيط؟
رأيت تسجيلا لسفينة تلعب بها الأمواج، كان منظر من في السفينة وهم يندفعون بعنف من أقصاها إلى أقصاها مؤثرا، لا يملكون شيئًا، حتى التفكير لا يستطيعونه، الشيء الوحيد الممكن بالنسبة لهم هو محاولة التشبّث بأي شيء.. ثم لما انتقلت الكاميرات للخارج.. رأيت السفينة قشة صغيرة في وسط الأمواج العاتية !
يعلن قائد الطائرة عن وجود عطل في الطائرة فيتحول أولئك الذين كان كل واحد منهم في فلك يسبح إلى مخبتين، الكل يلتجئ إلى الله ويعلن توبته، نسوا آمالهم وأحلامهم وهمومهم وغمومهم وصار الموت هو كل ما يمكن لعقولهم أن تتصوّره !!
من هو الذي أصلح العطل بقدرته كي تنزل الطائرة بسلام ويخرج منها أولئك الذين حولهم الخوف إلى أشباح؟
تعرضت طائرة كنت أحد ركابها إلى مطبات هوائية شديدة، لحظتها فقط استشعرت وبدقة كبر جرم الطائرة، وكيف أنها الآن في الجو تسبح فوق صحراء ممتدة، شعرت بشيء فوق الخوف، كيف كنت غافلا طوال الرحلات التي ركبت فيها الطائرة عن هذه الصورة المفزعة لهذا الجرم الذي يتحرك في الجو بقدرة الله !
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
فإن وصلنا إلى الشاطي عصيناه
ونركب الجو في أمن وفي دعة
فما سقطنا لأن الحافظ الله.








اضافةتعليق
التعليقات