الصدأ: مادة حمراء مائلة للبني تتكون على سطح الحديد والفولاذ.. يُعد الصدأ العدو الاول للحديد.. حيث انه يحول ذلك المعدن القوي القادر على حمل الاوزان الثقيلة الى معدن هش وضعيف البنية غير قادر على حمل نفسه.
كيميائياً يتكون الصدأ نتيجة تفاعل الحديد مع الاوكسجين الجوي بوجود الرطوبة ليتشكل مزيج من أكسيد الحديد الثنائي FeO وأكسيد الحديد الثلاثيFe2O3 بالإضافة إلى أُكسيد هيدروكسيد الحديد الثلاثي بوجود جزيئات الماء داخل البنية .
ولأن اوكسيد الحديد بالاضافة الى كونه خطراً فهو كالمرض المعدي.. ما إن يتكون في مكان من القطعة حتى ينتشر الى بقية أجزاء القطعة الحديدية وربما الى القطع المجاورة كذلك.. فكر العلماء وبحثوا عن إيجاد الطرق التي يمكنها أن تمنع تكوّن الصدأ والحد من انتشاره، من هذه الطرق:
يضاف إلى الحديد عدّة معادن أخرى لحمايته من الصدأ، مثل: الكروم، والنيكل، إضافة الطلاء والدهان المقاوم للصدأ .
الوقاية الكهربائية: إذ يستخدم التيار الكهربائي لحماية الحديد من عملية الأكسدة والعديد من الطرق الاخرى، هذا ما يقتضيه العقل البشري لمواجهة الأخطار ..!
ولكن هناك صدأ من نوع آخر ذكره الله تعالى في كتابه الكريم حيث قال: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون".. والرين في اللغة معناه الصدأ .
صدأ القلوب عبارة عن تفاعل بين الذنوب مكون حجب تراكمية تعمل على إعماء القلب عن الحق وقسوته وقد يؤدي مع الزمن الى موته. وأن خالق الانسان بيَّن ذلك حين قال "ما كانوا يكسبون".. اي ان هذا الرين مفتعل بعمد أو بدون عمد من قبل الانسان نفسه .
أسباب قسوة القلب :
_ يعتبر طول الأمل والاطمئنان بالحياة الدنيا من الأسباب الرئيسية في قسوة القلب، حيث ورد في الآية الكريمة: وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون .
_ من أسباب قسوة القلب كثرة الذنوب، فقد ورد عن الإمام علي عليه السلام: "ما جفّت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب".
_ كثرة الكلام بغير ذكر الله، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، إن أبعد الناس من الله القلب القاسي".
هذه بعض اخطار صدأ القلب وقسوته، وهي اضرار مهلكة للانسان ومجتمعه .
هنا نحتاج الى التأمل قليلاً.. إن كان صدأ قطعة الحديد أخذ من وقت العلماء الكثير كي يجدوا الحلول للتخلص منه وتقليل خطره.. فما بال صدأ العضو النابض في جسد الانسان وما يؤديه من اخطار دنيوية واخروية.!
بعض معالجات قسوة القلب :
_الاقرار بالذنب: ان الاقرار بالذنب يؤدي الى ندامة الانسان وحسرته على ما اقترفه، وبما ان الندم يعد استغفار والاستغفار يمحو الذنوب.. ستقل تراكمات الذنوب عن القلب.. ويقل الصدأ ويعود الى لينه وخشوعه.
_ اللجوء الى الاجواء الروحانية: البكاء.. الخشوع.. ترتيل القرآن.. ذكر الله.. التذكير بالآخرة.. نفحات ينعم بها الجو الروحاني والمجالس العبادية.. وهي عبارة عن مطهرات للنفس والقلب.. بالإضافة الى كونها مضادات للصدأ القلبي .
_المحاسبة اليومية: نهاية كل يوم يراجع الإنسان أعماله.. ليعرف نسبة الخير الى الشر الذي فعله خلال يومه.. فيزيد من الخير في اليوم الثاني.. ويستغفر الله لما فعله من ذنوب ويحاول الابتعاد عنها مستقبلاً.
ولان إزالة الأذى عن طريق المؤمنين موجبة للأجر.. فإن إزالة الدرن عن قلوبهم أكثر أجراً ومنفعة .
نسأل الله تعالى ان يوفقنا لتطهير قلوبنا وقلوب من حولنا .
اضافةتعليق
التعليقات