يعتبر أخذ القصة المرضية المفصلة من المريض أمراً ضرورياً، كما أنّ الفحص الفيزيائي الدقيق يمكن أن يزودنا بكثير من المعلومات وتستطيع الاستقصاءات الدموية والكيميائية الحيوية الروتينية أن تزودنا بمؤشرات على الخمج والتثبيط المناعي وبدلائل على الانتقالات من الأورام الرئوية، لكن هناك عدد من الاستقصاءات الخاصة التي نحتاجها كثيراً من أجل تشخيص الأمراض الرئوية ومراقبتها كما هناك عدة أنواع للتصوير الطبي يتم الاعتماد عليها في تشخيص الأمراض الرئوية:
- صورة الصدر البسيطة:
لا يمكن كشف العديد من الأمراض بما فيها السرطانة القصبية والتدرن الرئوي في مرحلة باكرة بدون صورة للصدر، والصورة الجانبية تقدم معلومات إضافية حول الطبيعة الممكنة لشذوذ رئوي أو جنبي أو منصفي وتحديد موضعه، كما يمكن للمقارنة مع صور سابقة أن تساعد في التفريق بين التبدل الحديث أو المترقي الذي يمكن أن يكون خطيراً والشذوذات القديمة أو المستقرة التي يمكن أن تكون عديمة الأهمية، في بعض الأمراض والربو لا يوجد غالباً شذوذ شعاعي، وهنا يكون التقييم الوظيفي أكثر أهمية في كشف الشذوذ.
- التصوير الطبقي المحوسب CT:
أخذ الـ CT يحل عملياً محل التصوير الطبقي (المقطعي) التقليدي في المراكز التي يتوفر فيها، فالتصوير الطبقي التقليدي كان مفيداً في تحديد موقع وحجم عقدة أو كتلة رئوية وما إذا كان يوجد تكلس أو تكهف وكذلك في تحديد مكان توضع الآفات من أجل إجراء الخزعة بالإبرة من خلال الجلد وفي دراسة المنصف والقفص الصدري، لكن من جهة ثانية وفي كل هذه الأمثلة يعتبر التصوير الطبقي المحوسب أكثر حساسية ودقة.
يستعمل الـ CT حالياً بشكل روتيني في التقييم السابق للعمل الجراحي لمرضى سرطان الرئة، لاسيما من أجل تقييم الانتشار المنصفي والانتقالات الكبدية أو الكظرية، ويمكن تعزيز قيمته في تصوير المنصف بشكل كبير بحقن مادة ظليلة وريدياً تقوم برسم الأوعية المنصفية وإظهارها، أما الـCT عالي الدقة فهو يفيد بشكل خاص في تشخيص التليف الخلالي وفي كشف توسع القصبات.
- تصوير (تفرس) التهوية التروية:
إن القيمة الأساسية لهذه التقنية هي كشف الصمات الخثرية الرئوية، حيث يستنشق غاز الكزينون 133 تفرس التهوية، كما تحقن كداسات ضخمة من الألبومين أو كريات مجهرية منه موسومة بالـ 99T وريدياً حيث تقتنص هذه الجزيئات بشكل عابر في الأوعية الرئوية المجهرية معطيةً بذلك تفرس التروية، حيث يمكن اكتشاف الصمة الرئوية كعيب امتلاء في تفريسة التروية لكن اضطراب توزع التوعية الرئوية يمكن أنيشاهد أيضاً في المرضى المصابين بالربو أو الأشكال الأخرى لأمراض الطرق التنفسية السادة كما تظهر لدى هؤلاء المرضى عيوب في تفريسة التهوية تقابل مناطق نقص التروية على تفريسة التروية، أما في حالة الصمة الرئوية فعيوب التروية لا تقابل العيوب على تفريسة التهوية، كما تفيد تفريسة التهوية التروية أيضاً في التقييم السابق للعمل الجراحي للشذوذات الوظيفية في حالات سرطان الرئة والفقاعات الرئوية.
- التصوير المقطعي بقذف البوزيترون:
يعتبر تصوير كامل الجسم المقطعي بقذف البوزيترون باستخدام الغلوكوز المفلور منزوع الأوكسجين ذو فائدة كبيرة في استقصاء العقيدات الرئوية وفي تحديد مرحلة إصابة العقد اللمفاوية المنصفية والانتقالات البعيدة لسرطان الرئة، كما أظهرت الدراسات الحديثة أنّه يمكن أنيجنب القيام بجراحة غير ضرورية في %20 من مرضى سرطان الرئة غير صغير الخلايا.
5. تصوير الأوعية الرئوية:
إنها الطريقة الحاسمة لتشخيص الصمة الرئوية خصوصاً أثناء المرحلة الحادة وفي المرضى المصدومين أو عندما تكون تفريسة التهوية - التروية مشكوك فيها ولم تحسم التشخيص، إذ يجرى التصوير الوعائي الرئوي التقليدي بإدخال مادة ظليلة بواسطة قثطرة يتم إدخالها عنطريق الوريد الفخذي لداخل الشريان الرئوي كما يمكن استعمال هذه القثطرة لقياس الضغط الشرياني الرئوي ولتسريب عوامل حالة للخثرة الرئيسي مثل الستربتوكيناز.
إن تقنية تصوير الأوعية بالحذف الرقمي يتم من خلالها تحويل الصور المأخوذة قبل حقن المادة الظليلة لمعلومات رقمية ثم تطرح من الصور المأخوذة بعد حقن المادة الظليلة، وبالنتيجة تتم إزالة العظام والبنى الواقعة في الخلفية من الصور الرقمية النهائية، وتعتبر هذه التقنية أكثر حساسية وتتطلب مادة ظليلة أقل بكثير للحصول على صورة عالية النوعية.
اضافةتعليق
التعليقات