في وقتنا الحالي أصبح الكثير من يهتم بالصحة والمظهر حيث بدأ الناس يبحثون عن طرق للمحافظة على رشاقتهم والتخلص من موضوع السمنة الذي يعتبر مرضا معقدا تزيد فيه كمية دهون الجسم زيادة مفرطة.
السُمنة ليست مجرد مصدر قلق بشأن المظهر الجمالي. بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بأمراض ومشكلات صحية أخرى مثل مرض القلب وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم وأنواع معينة من السرطان.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل البعض يواجهون صعوبة في إنقاص الوزن. تنتج السمنة عادة عن عوامل وراثية وفسيولوجية وبيئية، بالإضافة إلى اختيارات النظام الغذائي والنشاط البدني وممارسة الرياضة. ولكن ما يدعو للتفاؤل أن حتى إنقاص قدر بسيط من الوزن بإمكانه أن يحسن المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة أو يقي منها. ويمكن أن يساعدك اتباع نظام غذائي أكثر فائدة للصحة وزيادة مستوى النشاط البدني وإدخال بعض التغييرات السلوكية في إنقاص وزنك. كذلك تعد الأدوية الموصوفة طبيًا والإجراءات الجراحية لإنقاص الوزن خيارًا ممكنًا لعلاج السمنة.
الأسباب
رغم التأثيرات الجينية والسلوكية والأيضية والهرمونية على وزن الجسم، فإن السمنة تظهر عندما تتناول سعرات حرارية أكثر مما تحرقه في الأنشطة اليومية العادية والتمارين الرياضية. فجسمك يخزن هذه السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة على هيئة دهون. تحتوي الأنظمة الغذائية لمعظم سكان الولايات المتحدة على قدر أكبر من اللازم من السعرات الحرارية التي تأتي غالبًا من الوجبات السريعة والمشروبات مرتفعة السعرات الحرارية. ويمكن أن يتناول المصابون بالسمنة كمًا أكبر من السعرات الحرارية حتى يشعروا بالشبع، أو يشعرون بالجوع بسرعة أكبر، أو يتناولون طعامًا أكثر بسبب التوتر أو القلق.
يشغل كثيرون ممن يعيشون في الدول الغربية وظائف لها متطلبات بدنية شديدة الانخفاض، وبذلك فلا يميلون في الغالب إلى حرق قدر كبير من السعرات الحرارية أثناء العمل. وحتى الأنشطة اليومية تستهلك قدرًا أقل من السعرات الحرارية بسبب وسائل الراحة كأجهزة التحكم عن بُعد والسلالم المتحركة ومواقع التسوق الإلكتروني ونوافذ تقديم الخدمات المصرفية من خلال السيارات.
عمليات إنقاص الوزن
إنّ اللجوء لخيار العمليات الجراحية بهدف التخلّص من الوزن الزائد يحتاج للتفكير بشكلٍ جيّد أولاً، ثمّ استشارة الطبيب المختص لتوضيح إيجابياتها وسلبياتها ومدى إمكانية تطبيقها، إضافةً إلى التعرّف على التغييرات التي ستطرأ على حياة الشخص بعد القيام بها، مع التنويه إلى أنّها ليست الحلّ الأمثل لإنقاص الوزن؛ نظراً لما لها من آثار جانبية ومخاطر صحّية.
وسنذكر في هذا الملف شروط الخضوع لعمليات إنقاص الوزن، إضافة للعمليات الجراحية اللازمة لذلك مع إيجابيات وسلبيات كلٍّ منها.
شروط الخضوع لعمليات إنقاص الوزن
أن تصل قيمة مؤشر كتلة الجسم إلى 40 أو أكثر، أي بمعنى امتلاك الرجال 45 كيلوغراماً زائداً عن الوزن الطبيعيّ، و36 كيلوغراماً بالنسبة للنساء. إصابة الشخص بمشاكل صحّيةٍ خطيرةٍ متعلّقةٍ بالبدانة كأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، وعدم القدرة على التنفّس خلال النوم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. فشل كافّة الوسائل الأخرى في إنقاص الوزن، رغم الاستمرار في المحاولات. الدراية الكاملة بالآثار الجانبية والمخاطر الصحّية الناجمة عن العمليات الجراحية لإنقاص الوزن.
فوائد عمليات انقاص الوزن :
بعد عمليات انقاص الوزن معظم الناس يقومون بفقدان الوزن من 18- 24 شهرا ، ومن عند هذه النقطة، الكثير من الناس يبدأون في استعادة بعض من وزنهم المفقود، ولكن لا يقومون باستعادة كل شيء.
فإذا كان لديك أي ظروف طبية ترتبط بالبدانة فهي تتحسن عادة بعد جراحات فقدان الوزن، ومن أمثلة بعض الأمراض هذه ، مرض السكري ، الذي يمكن أن يتحسن بسرعة ، والأمراض الأخرى ، مثل ارتفاع ضغط الدم ، والذي قد يستغرق وقتا أطول قليلا.
مخاطر عمليات فقدان الوزن والآثار الجانبية :
تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لـ عمليات انقاص الوزن : الغثيان ، والتقيؤ، والانتفاخ ، والإسهال ، والإفراط في التعرق، وزيادة الغازات، و الدوخة ، وأيضا الجلطات الدموية في الساقين التي يمكنها أن تنتقل إلى القلب و الرئتين.
وأي مشاكل على المدى الطويل بعد جراحة فقدان الوزن تعتمد على أي نوع من العمليات قمت بها ، ولكن واحدة من القضايا الأكثر شيوعا، خصوصا مع عمليات المعدة هذه ، هي
"متلازمة الإغراق" ، والتي من خلالها يتحرك الغذاء بسرعة كبيرة جدا من خلال الأمعاء الدقيقة، وينتج عنها أعراض الغثيان، و الضعف ، والتعرق، والضعف، والإسهال بعد تناول الطعام، وعدم التمكن من تناول الحلويات دون الشعور بالضعف العام ، ويجب تجنب الأطعمة الغنية بالسكر واستبدالها بالأطعمة الغنية بالألياف. لكن يجب الحذر من اجراء عمليات انقاص الوزن في أي مكان يجب التأكد من سمعة الطبيب والمستشفى قبل اجراء العملية حيث حذر أطباء بريطانيون من أن كثيرا من النساء اللواتي يسافرن إلى الخارج لإجراء جراحات رخيصة يعدن إلى البلاد وهن معرضات "لمضاعفات شديدة تشكل خطر على حياتهن".
بي بي سي تحدثت إلى إيما، 34 سنة من بورث كاول في مقاطعة بريدجاند، لتحكي لنا قصتها بعدما قضت خمسة أشهر في مستشفى لتلقي العلاج بعدما سافرت من أجل جراحة إنقاص وزن منخفضة التكلفة خارج بريطانيا. تؤكد إيما أنها تشعر بالندم كل يوم على اتخاذ هذا القرار، قائلة إن التجربة كانت "الأسوأ في حياتها". وأعربت إيما، التي لا تحبذ ذكر اسمها الأخير، عن ندمها على إجراء تلك الجراحة في إسطنبول في أبريل/ نيسان الماضي.
وقالت الأم لثلاثة أطفال إنها لا يمكنها إلقاء اللوم على مستوى الرعاية الصحية، لكنها بعد أسابيع قليلة من الجراحة "شعرت بعدم الارتياح وعانت من صعوبة في التنفس". لذا توجهت إيما إلى وحدة الحوادث والطوارئ وقيل لها إن دمها متعفن نتيجة لتجمع سائل في الحجاب الحاجز والرئتين. في ذلك الوقت، لم يتمكن الأطباء من اكتشاف أن مصدر هذا السائل كان تسربا صغيرا من المعدة وتم التعامل مع حالتها بتوصيلها بأنابيب للتخلص من هذا السائل. وبعد إيداعها المستشفى عدة مرات اكتشف الأطباء سبب التسرب في سبتمبر/ أيلول الماضي. وقضت إيما 15 أسبوعا في المستشفى، من بينها تسعة أسابيع لم تتمكن خلالها من تناول أي شيء عبر الفم، كما خضعت لجراحتين منذ إجراء الجراحة الأصلية في الخارج في أبريل/ نيسان الماضي. وقالت المريضة: "أصبت بالتهاب رئوي أيضا، وتجمعت السوائل تحت الحجاب الحاجز وتحت رئتي بسبب التسرب في معدتي".
وأضافت: "كانت المستشفى في تركيا على اتصال مستمر معي. وكانوا بارعين حقا، لكن لم أكن أستطيع مجرد التفكير في العودة إلى هناك، لقد كانت فكرة مروعة". وأعربت عن ندمها على إجراء تلك الجراحة، قائلة: "كنت أتمنى ألا أمر بهذه الحالة من القلق والتفكير في احتمالات أن أموت- ولا تزال فكرة أن أطفالي كانوا سيبقون بلا أم تطاردني حتى الآن".
وقالت حكومة ويلز إن الهيئة الوطنية للرعاية الصحية توفر الرعاية الطارئة لكل من يحتاجها.
وقال الجراح أندرو بيميش: "هناك عدد يثير القلق من المرضى يعودون إلى البلاد وهم يعانون من مضاعفات شديدة تشكل خطرا على حياتهم".
وأضاف بيميش، الذي يعمل في معهد ويلز للتغذية وجراحات السمنة في مستشفى موريسون في سوانسي، أن "الموقف لم يكن مستقرا على الإطلاق".
وهذا المركز هو الوحيد في ويلز الذي يجري هذا النوع من الجراحات، تصل تكلفتها إلى 12000 جنيه إسترليني في حالة إجرائها في مستشفيات خاصة. لكن هذه التكلفة في دول أخرى قد لا تتجاوز 3000 جنيه إسترليني.
وتوفر الهيئة الوطنية للرعاية الصحية جراحات علاج السمنة بعد تقييم مدى ملائمتها لقواعد الهيئة، لكن ينبغي الانتظار لفترات طويلة حتى يتم إجراء العملية بمعرفة الهيئة.
وأكد بيميش أن هذا النوع من الجراحات يجب التعامل معه على أنه "مجرد إحدى الأدوات المستخدمة في تنفيذ برنامج لإدارة الوزن، إذ تؤثر السمنة على جميع أعضاء الجسم". وأشار إلى أن المشكلة قائمة في بريطانيا بسبب نقص موارد التمويل لهذا النوع من الجراحات.
وأضاف: "كثير من الناس، خاصة من ذوي الدخل المنخفض وغيرهم من المحرومين من تغطية خدمات الرعاية الصحية، يسافرون إلى الخارج" لإجراء هذا النوع من الجراحات.
وأضاف أن بعض المرضى أبدوا ملاحظات تشير إلى أن العملية التي خضعوا لها في الخارج تشبه إلى حدٍ كبيرٍ العملية التي تُجرى في المملكة المتحدة، لكن الفرق في الرعاية الصحية قبل وبعد إجراء الجراحة إذ يقيم المريض في فندق لعدة أيام قبل أن يعود إلى البلاد.
وتابع: "ليست هناك رعاية لاحقة بعد الجراحة - فهذا النوع من العلاج يحتاج إلى أخصائي نفسي وأخصائي تغذية، لأنه لا يمكن للمريض أن يستمر في تناول الكميات نفسها من الطعام التي كان يتناولها قبل الجراحة".
وأشار إلى أن "اليأس" هو الدافع الذي يحرك الناس نحو "إجراء الجراحة في مكان ما".
وقال أحمد أحمد، جراح علاج السمنة: "ننصح المرضى الذين يفكرون في الخضوع لجراحات علاج السمنة أو غيرها من أنواع الجراحة في الخارج، أن يتوخوا الحذر أثناء دراسة وبحث الخيارات المتوافرة أمامهم".
وأضاف: "ألاحظ تزايد أعداد المرضى الذين خضغوا لجراحات إنقاص الوزن في الخارج خلفت مضاعفات خطيرة تستدعي التدخل الجراحي مرة أخرى في المملكة المتحدة، وهو ما ينتج في بعض الأحيان عن غياب متابعة ما بعد العمليات الجراحية".
وقالت حكومة ويلز: "عندما يفكر الناس في تلقي الرعاية الصحية من أي نوع لدى مؤسسات خاصة، من المهم أن يبحثوا بعناية قبل الخضوع للعلاج".
وأضافت: "نهيب بالناس أن يتأكدوا من أنهم يتعاملون مع شخص حسن السمعة، وأن يطلبوا الاطلاع على مؤهلاته، وأن يسألوا عن احتمال التعرض لمضاعفات وآثار جانبية. وأن يتحدثوا أيضا، إن أمكن، مع من خضعوا للعلاج في نفس العيادة أو المستشفى".
اضافةتعليق
التعليقات