"جيم" و "هيلين" شاب وشابة مخطوبان منذ عام تقريباً. وتعمـل "هيليـن" أسـتاذة للأدب فـي جـامعـة أهليـة، وتتمتع بعينيـن بنيتين كبيرتيـن وابتسامة عريضـة مثالية. تعرفت على "جيم"، وقد بدا "جيم" سعيداً و"جيم" طويل القامة معسـول اللسان ومؤلف أغان ناجح. يكـن كلا الخطيبيـن للآخـر عاطفـة عظيمة، لكن بالنسبة لـ "هيليـن"، فإن الراحـة التـي تشـعـر بهـا مـع "جيم" تتلاشـى تدريجياً. وفـي الـواقـع، فإن علاقتهما قد اجتازت المراحل الست للابتزاز العاطفي.
ولكـي أعطيك فكرة واضـحـة عـن كيف تبدو الأعراض الستة للابتزاز العاطفي، دعنا نستعرض نسخة مبسطة للصـراع الذي نشـأ بيـن " جيم " و " هيلين ". وستلاحظ أن بعض الأعراض تصف سلوك "جيم "، وبعضها يركز على سلوك " هيلين ".
1: الطلب. " جيم " يريد شيئاً من " هيلين ". فهو يقترح عليها أنه بما أنهما يقضيان الكثير من الوقت معا ، فلم لا يعجلان بالزواج . وأخبرها بأن شقتها كبيرة ونصف أشيائه موجودة هناك بالفعل ؛ ولذا فسيكون الانتقال بسيطاً .. التشخيص: ابتزاز عاطفي أحيانا لا يصرح المبتزون بما يريدون بالقدر نفسه من الوضوح الذي صرح " به جيم "، لكنهم يجعلوننا نستنتج ذلك. فربما يعبر " جيم " عن مقصـده بطريقة غير مباشرة ، كأن يبدو عليه العبوس بعد زواج أحد الأصـدقاء ، ويدع " هيلين " تستخلص من ذلك : " أتمنى أن نكون أقرب لبعضنا ؛ فأنا أحيانا أشعر بالوحدة الشديدة " ، وفي النهاية يقول إنه يريد أن يعجل بالزواج. للوهلة الأولى، يبدو اقتراح " جيم " محبباً، ولا يبدو أنه طلب على الإطلاق ، لكن سرعان ما يتضح أنه عازم على المضي في هذا المسار وغير راغب في مناقشته أو تغييره .
٢: المقاومة. تشـعر "هيلين" بعدم راحة بشـأن تعجيـل " جيم " بالزواج وتعبـر عن عـدم موافقتهـا بإخباره بأنهـا غير مستعدة لهذه التطورات في العلاقة، فهي تهتم بأمره كثيرا ، لكنها لا تريد التعجيل بالزواج. لو كانت " هيلين " تريد أن تسلك طرقاً غير مباشرة، فربما تقاوم بأشكال أخرى، فقد تنسحب وتصبح أقل حميمية معه، أو تخبـره بأنها قررت إعادة طلاء الشقة وأن عليه أن يأخذ أشياءه لمنزله إلى أن ينتهـي طلاء المنزل. لكنها تفصح عن مقاومتها، وتوجه رسالة واضحة، الإجابة هي لا .
3: الضغط. عندما يرى " جيم " أن " هيلين " لا تعطيه الرد الذي يريده، لا يحاول أن يفهم مشاعرها، بل يضغط عليها لتغير رأيها، في البداية ، يتصرف كأنه يريد أن يناقش الموضـوع معها، لكن المناقشة تصـبح من جانب واحد وتتحول إلى محاضـرة . ويحول
"جيم" تعبير " هيلين " عن مقاومتها إلى تعبير عن أوجه قصورها ، ويفصح عن رغباته ومطالبه بالأسلوب الأكثر إيجابية: "أنا لا أريد سـوى الأفضـل لكلينا. أريد أن أهب حياتي لك".
عندما يحب شخصان بعضهما، لا بد أنهما يريدان العيش تحت سقف واحد. فلمَ لا تريدين التعجيل بالزواج ؟ لو لم تكوني شخصية أنانية تهتم بنفسها أكثر من أي شيء، لتقبلتي مشاركة حياتك معي. ثم يلجأ إلى الرومانسية ويسألها: "ألست تحبينني بما يكفي لكي أكون معك هنا طوال الوقت؟ "وقد يزيد مبتز آخر من الضغط بأن يصـر إصراراً عنيداً على أن التعجيل بالزواج سيحسن العلاقة وسيزيدهما قرباً من بعضهما. وأيًا كان الأسلوب، فإن الضغط سيحدث، على الرغم من أنه قد يكون متخفيًا في ثنايا عبارات طيبة - كأن يجعل " جيم " " هيلين " تدرك مدى الألم الذي يعانيه بسبب مقاومتها.
٤: التهديدات: طالما أن " جيم " يصطدم بحائط المقاومة، فإنه سيخبر " هيلين " بأنه ستكون هناك عواقب إذا لم تستجب لما يريده.
قد يهددنا المبتـزون بأن يسببوا لنا الألـم أو التعاسـة، وربما يخبروننا بمدى المعاناة التي تتسبب فيها لهم، وقد يحاولون أيضـاً إغراءنا من خلال تقديم وعود بما سيعطوننا إياه أو قدر الحب الذي سيمنحوننا إياه إذا استجبنا لرغباتهم. يحـاول " جيـم " التأثير على
"هيلين" بتهديدات مقنعـة: "إذا لم تقومي بهذا الالتزام تجاهـي بغض النظر عـن كل ما يعنيه أحدنا للآخـر، فربما قد حان الوقت لإعادة النظر في علاقتنا ". هو لا يهدد مباشرة بإنهاء العلاقة، لكن من المستحيل ألا تفهم " هيلين " مغزى كلامه.
5: الإذعان . " هيلين " لا تريد أن تخسر " جيم " ، وتخبر نفسها بأنها ربما كانت مخطئة في اعتراضها على التعجيل بالزواج ، على الرغم من استمرار شعورها بعدم الارتياح لذلك. وهـي و جيـم لا يتحدثان عـن مخاوفها إلا بشكل سطحي ، ولا يحاول
"جيم" تهدئة هذه المخاوف، وبعد شهرين، توقفت " هيلين " عن المقاومة، وتزوجت جيم. "
6: التكرار . انتصـار " جيم " يأذن ببداية فترة هادئة. والآن بعد أن حصل على مراده ، فقد توقف عن الضغط والعلاقة تبدو مستقرة، أما " هيلين " فلا تزال غير راضية عن الطريقة التي سارت عليها الأمور ، لكنها أيضـًا تشـعر بارتياح لأنها تخلصت من الضغط واستعادت حب " جيم " ورضاه. لقد رأى جيم " أن الضغط على " هيلين " وجعلها تشعر بالذنب هي طريقة مؤكدة للحصول على ما يريده. وقد رأت " هيلين " أن أفضـل طريقة لإنهاء أساليب الضغط التي ينتهجها " جيم " هي أن تستسلم له، لقد تم وضع الأساس لنمط الطلبات والضغط والاستسلام. هذه الخصائص السـت هي أسـاس متلازمة الابتزاز العاطفي.
اضافةتعليق
التعليقات