امرأة متزوجة في خريف العمر. تتخاصم دوماً مع زوجها بسبب تنافر الطباع والسمات الشخصية. فهو يحب النكتة والمزاح اللطيف، في أي تجمع أسري أو صداقي، بينما هي على نقيض ذلك، تكره النكتة والمزاح لأنها تعتبرهما مدعاة لانتقاص الذات في عيون الناس. فالوقار بمفهومها يجافي تماماً المزاح والنكتة. فهي لا تفرق بين الدعابة المرحة المثيرة للاسترخاء والألفة، وتجذب المحبة لصاحب النكتة، وبين المزاح التقريظي الذي يسيء لصاحبه، أو المزاح الرخيص الذي يقلل من الاحترام للذات.
إن الأفراد الذين لا يأخذون الحياة مأخذ الجد الصارم في تعاملاتهم مع الحوادث وأفراد المجتمع – وتكون هذه السياسة جزءاً من فلسفتهم الحياتية – يكونوا أكثر صحة، نفسياً وبدنياً، وسعادة، من أولئك الذين يكونوا على نقيض ذلك.
بالطبع نحن لا نتبنى في سلوكياتنا مع الناس الطابع العابث، ولكن الناس القادرون على إدراك السخافات في الحياة اليومية، ويتدبرون بالضحك الخافت من تلك السخافات هم عموماً أقدر على السيطرة والتعامل مع المواقف الموترة.
- حاول أن تكون مداعباً حتى لو كنت تعمل تعاملاً جدياً.
- حاول أن تضحك في أغلب الأحيان. إن الإحسان الأصيل بالنكتة والدعابة تمكنك من أن تحتفظ بأخاديد الصحة النفسية، وأن تفتت الضجر وحتى الاكتئاب. وأجمل ما في التعابير والتسميات في صدد ما أسماه الدكتور أرنولد لازورس "الضحك المرح" الذي هو بمثابة "المقوي النفسي".
على المستوى البيوكيميائي يفترض البيولوجيون أن الضحك يثير إنتاج الكاتيكولامينات (هرمونات التوتر النفسي) والأندورفينات (المورفينات الطبيعية) في الدماغ، الأمر الذي يؤثر على مستويات الهرمون المرتبط بالمرح، وبالتالي يترتب عند ذلك، رفع عتبة تحمل الألم ويقوي مناعة الجسم.
هنا بعض الأفكار للتوضيح:
- تنبه واحذر من الحوادث المضحكة والسخيفة، (الضحك الذي يدعو للسخف) التي تستمر طوال الوقت. ولكن انظر فقط إلى الجوانب المسلية منها. سجل الأشياء الأكثر تسلية أو المثيرة للضحك التي تراها وتسمعها. وهذا ما يسمى أحياناً "بالهزل الجميل الممتع".
- حتى لو كان الأمر لا يثير الضحك، حاول أن تضحك. فمثلاً عندما تحجز في زحمة اختناق السير. فبدلاً من التذمر، حاول أن تضحك. هناك نظرية تقول إن تبديل عضلات الوجه يحرّض بعض فوائد الضحك الحقيقي.
- انتبه إلى أي شيء يحرك فيك النزوع نحو التسلية – أفلام الكارتون، الملصقات الحائطية، القصص الهزلية (مثل قصص جحا) إلخ... وحاول أن تحيط نفسك بالمزيد مما يسليك ويبهجك.
كلمة تحذير لا بد منها. تجنب المزاح القائم على الاستهزاء والتهكم. فهو مليء بالعداوة وليس بالنكتة، ويخلق الغضب والألم. كما وأن المزاح القائم على النقد غير بناء، وقد يشعل الغضب والضغينة. أما التلاعب بالكلمات ففيه براعة وحذاقة وفطنة وتسلية.
اضافةتعليق
التعليقات