لاشك أن الأهتمام بالطفل مسؤولية كبيرة جعلها الله على عاتق الأسرة والمجتمع فالأطفال ذلك العالم الجميل الذي يملأ الحياة بهجة وسرورا يجب أن تتوفر له حياة كريمة تتناسب مع قابلياته وميوله النفسية والاجتماعية فعندما يتعرض هذا الطفل إلى أعباء الحياة القاسية التي لا تتناسب مع قابلياته البدنية والنفسية من خلال توجيهه في مهن شاقة وقاسية لاشك أن يتعرض إلى عبئ بدني ونفسي كبيرين.
ومن هنا جاءت القوانين والأنظمة التي تحدد طبيعة عيش وحياة هؤلاء الأطفال حيث سعت المنظمات الدولية والحقوقية ومن قبلها الشرائع السماوية إلى ضرورة احترام هذا الكيان وتوفير أفضل سبل العيش الكريمة من مأكل وملبس وتعليم مناسب ليتمكن من شق طريقه بنجاح ولهذا خصصت منظمة الأمم المتحدة يوماً لمكافحة عمل الأطفال اطلقت عليه اليوم العالمي لمكافحة عمل الاطفال كون هذه الأعمال إما أن تحرم الأطفال من التعليم أو تتطلب منهم تحمل العبئ المزدوج المتمثل بالدراسة والعمل.
فالعمل يهدد تعليمهم ويقيد حقوقهم ويحد من فرصهم في المستقبل ويؤدي إلى حلقات مفرغة من الفقر لذلك تطالب الهيئات العالمية مثل منظمة العمل الدولية ومنظمة اليونيسيف الى توفير حماية اجتماعية كاملة للجميع بما في ذلك منافع شاملة للأطفال ويعزي الكثير سبب العمالة للأطفال إلى عدة عوامل منها انخفاض دخل الأسرة وقلة بدائل سبل العيش وضعف امكانية الحصول على التعليم ومحدودية إنقاذ قوانين العمل ولهذا يمكن أن تسبب هذا الأعمال أضراراً جسدية بليغة اضافة إلى الأمراض النفسية التي سيعانون منها نتيجة الاستغلال والإرهاق وانعدام الاحاطة النفسية.
فالطفل ينقطع عن الدراسة في سن مبكرة ويزج به في معترك الحياة المهنية منذ نعومة اظفاره عوضا من أن يزاول تعليمه كأقرانه وتنطوي عمالة الأطفال على مشاكل كثيرة من استرقاقهم وعزلهم عن أسرهم وتعريضهم لمخاطر كثيرة وتركهم لإعالة أنفسهم في شوارع المدن الكبيرة في سن مبكرة جدا في كثير من الأحيان ولهذا تقع معالجة هذه الظاهرة على عاتق الدولة من خلال وضعها للخطط والبرامج الكفيلة بمحاربة الفقر واقرار العدالة الاجتماعية، لأن غياب ذلك يؤدي لامحالة الى مآسي اجتماعية وانسانية.
ومن هنا ينبغي مراقبة تسرب الأطفال عن مقاعد الدراسة باستمرار اضافة إلى توفير المنتديات العلمية والثقافية والترفيهية للطلاب من أجل استقطابهم للمدارس كذلك يجب اقامة الورشات الثقافية والندوات العلمية لتثقيف وتوعية المتسربين من الدراسة وتعليمهم فن التكيف والاندماج بالمجتمع لاعادة بناء قدراتهم العقلية والنفسية وزرع الثقة فيهم وتهيأتهم نفسيا لتقبل ذلك من أجل تعزيز شخصيتهم وعودتهم إلى الدراسة ومن هنا تبقى ظاهرة عمالة الأطفال مشكلة كبيرة تحتاج الى تظافر الجهود من أجل وضع الحلول الكفيلة بمعالجتها والقضاء عليها بصورة نهائية واعادة هؤلاء الأطفال إلى وضعهم الطبيعي وحقهم في العيش بكرامة والحصول على حياة حرة كريمة يمكن من خلالها صنع مستقبل اكثر استقرارا وازدهارا....
اضافةتعليق
التعليقات