روي في حديث قدسي {لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما}.
أنتن تعرفن ماذا جرى في التأريخ بعد وفاة رسول الله (صلى عليه وآله). فلولا أمير المؤمنين علي لانمحى كل شيء فقد كان معاوية يقول علنًا سأسعى بالقدر الذي أستطيع به دفن اسم النبي فلولا أمير المؤمنين لما خُلِقَ النبي وهذا هو معنى {لولا علي لما خلقتك}.
وكذلك لو فرضنا أن الله تعالى تفضل بخلق النبي والإمام ولكن لم يخلق السيدة الزهراء (عليها السلام) فمن كان يُخلص بشكل ظاهر ودونما معجزة أمير المؤمنين عندما شدوا وثاقه واقتادوه والسيوف مسلطة على رأسه الشريف فلولا السيدة الزهراء لقتل علي في ذلك اليوم ولأنتهى كل شيء فليس معنى الحديث القدسي المقدم أن أمير المؤمنين أفضل من النبي أو أن فاطمة أفضل من أمير المؤمنين فالأفضلية موضوع آخر بل المراد معنى الالغاء نظير الآية الكريمة {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} في مسألة الغدير المشهورة فبعد مضي ثلاثة وعشرون عامًا من السعي الدؤوب وحمل المتاعب الكثيرة والأذى والقتال، يقول القرآن الكريم أن لولا اعلان الغدير لأضحت كل تلك السنوات بحكم اللاشيء..
فماذا تريد الزهراء (عليها السلام) للمرأة؟ ثم إنها بنت الرسول {صلى الله عليه وآله} فلتنظر المرأة كيف كانت الزهراء تعامل أباها؟
والزهراء كانت زوجة أمير المؤمنين فكيف كان تعاملها مع زوجها (عليها السلام)؟
كما أنها كانت أماً للإمامين الحسن والحسين (سلام الله عليهما) والسيدة زينب وأم كلثوم فكيف كانت تعامل أبناءها؟
في كل ذلك دروس من السيرة العطرة لسيدة نساء العالمين ويلزم على كل امرأة أن تطبقها على حياتها، وهناك أمر أهم وهو الهدف الذي استشهدت لأجله الزهراء فهي فدت الاسلام بنفسها الطاهرة، إن الواجب على النساء شيئان كما يُفهم من حديث ابن الزهراء الامام علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) هما تعلم من علوم أهل البيت، وتعليمهما للناس.
إذا كانت هناك امرأة واحدة لا تعرف أهل البيت فذلك يكون داعٍ لكُنَ أن تعملن في سبيل أن تتعرف عليهم وكذلك لو كانت امرأة واحدة لا تعرف واجباتها ووظائفها فإذا قمتن بالتبليغ لكنها لم تقبل، فأنتن معذورات.
إن الواجب الكافي يعني أنه يكون ابتداء واجب على الجميع إلا أنه إذا قام به من فيه الكفاية سقط عن الباقين لكن لم تُحرز الكفاية في هذه المجالات حتى إلى عشر سنوات بل إلى خمسين سنة قادمة لأنه مهما كثر التبليغ فإنه ليس غير كاف.
الاقتداء بمولاتنا الزهراء فيه التوفيق والنجاح
من يسلك طريق العلم عليه أن يتحلى بالاخلاص والأخلاق الفاضلة. وبما أنكن قد سلكتن هذا الطريق فعليكن الاقتداء. والالتزام بحسن الخلق والأخلاق، حتى تنلن التوفيق والنجاح. طالعن التأريخ فستجدن الكثير من النساء اللواتي استطعن هداية الكثير إلى نور أهل البيت (سلام الله عليهم). فالمرأة التي تجد وتجتهد في تعليم علوم الاسلام وتخلص النية وتستفيد من عمرها بصورة أفضل سيخلد التأريخ اسمها وتصبح نموذجًا تقتدي بها النساء،
الفوز بمقام القرب من مولاتنا الزهراء
إن أحد عشر من الأئمة المعصومين عليهم السلام هم من ذرية الزهراء وطاعتهم مفروضة وهم أسوة وحُجج على الخلق أجمعين وسيدتنا الزهراء حجة عليهم، كما ورد في الحديث الشريف عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): {نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة علينا}.
حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة فقالت إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء، وقد بَعَثَتني اليكِ اسألكِ فأجابتها فاطمة عن ذلك، ثم ثنت فأجابت، ثم ثلثت {فأجابت} إلى أن عشرت فأجابت، ثم خجلت من الكثرة فقالت لا أشق عليكِ يابنت رسول الله قالت فاطمة هاتي وسَلي عما بدا لكِ، ارأيتِ من اكترى يومأ يصعدُ إلى سطح بحمل كثير وكراؤه مائة الف دينار ان يثقل عليه؟ فقالت لا .
فقالت اكتريت انا لكل مسألة بأكثر ملء مابين الثرى الى العرش لؤلؤاً، فأحرى ان لا يثقل علي، سمعتُ ابي رسول الله {ص} يقول ان علماء شيعتنا يُحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجِدهم في ارشاد عباد الله حتى يخلع على الواحد منهم الف الف خلعة من النور، ينبغي للنساء ان يتأسين بسيدتنا الصديقة الكبرى في كل شيء ومن اهم ذلك هو ان يتعلمن المسائل الشرعية وعلوم اهل البيت (سلام الله عليهم) ويسعينَ في تعليم سائر النساء.
إن علوم أهل البيت توجد فيها الأحكام والعقائد والأدب والسنن فاسعينَ الى تعلمها وعلمن الأخريات، واعلمن أن بمقدار ماتبذلنَ من الجهد والسعي في هذا المجال ستنلنَ يوم القيامة القرب من مولاتنا السيدة الزهراء فالكثير من بنات اليوم لا يعرفن المسائل الشرعية ولا أدب الاسلام وثقافته..
فعلى كل واحد منا واجبان – الأول أن نعمل بأحكام الاسلام، - والثاني أن ندعوا الآخرين إلى العمل بتلك الأحكام، فنحن مكلفون بأعطاء الخُمس وتحفيز الآخرين على ذلك فالذي يُخمس ولا يأمر بالمعروف أو لا يُحفز الىخرين على دفع الخمس فإنهُ قد عمل بواحد من الواجبين، والذي يُخمس ويأمر بالمعروف أو يدعوا الآخرين لدفع الخمس فإنه قد عمل بالواجبين والذي يترك كلا العملين فإنه تاركٌ لكلا الواجبين..
أن هذين الواجبين، واجبان مستلان عن بعضهما لذا لا يصح لنا أن نترك تبليغ وتعليم أحكام الدين إن لم نوفق بالعمل بهما بل من الجدير ضمن سعينا في تبليغ وتعليم أحكام الاسلام للآخرين أن نسعى في العمل بتلك الاحكام.
اضافةتعليق
التعليقات