• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كرائحة أبي!

آمنة زوين / الأثنين 27 شباط 2017 / حقوق / 1869
شارك الموضوع :

صدى صوت تلك الصفعة لا يزال يرن في أذني، أجل صفعتها لأنها سخرت مني عندما قالت بأن رائحتي كرائحة أبي.

صدى صوت تلك الصفعة لا يزال يرن في أذني، أجل صفعتها لأنها سخرت مني عندما قالت بأن رائحتي كرائحة أبي. 

أبي ذلك الرجل الطيب، الذي كان عاملا للنظافة، كنت أعود من مدرستي، فيستقبلني بابتسامته العريضة، وحضنه الدافئ، وكلماته التي كانت تزرع في نفسي الأمن والطمأنينة، كنت أعانقه وبقوة وأشم رائحته، وأقول في نفسي ما أطيب وأزكى هذه الرائحة؛ لماذا ينعتونني بأن رائحتي كرائحة أبي، فها هو رائحته كالمسك والعنبر، وكان يجلس معي طوال المساء، ويراجع لي دروسي، وواجباتي، ويزرع في عقلي كلماته المملوءة بالإيجابية، ويلقنني ويردد على مسامعي بأنني سأصبح طبيبة المستقبل .

طالما كنت أتأمل في وجهه، كم أحبه، حتى وإن كان عاملا للنظافة، فهو لم يكن نظيفا في ظاهره ولا بجوارحه فقط، وإنما كان نظيف القلب والروح بكل جوارحه .

في بعض الأحيان كنت أفرح عندما يقلن لي بأنني كأبي.. وخصوصا تلك الفتاة التي كانت طيلة فترة الدراسة تهزأ بي  .

مرت فترة وجيزة من حياتي، أنهيت خلالها دراستي الثانوية، ثم الجامعية، والآن أروي لكم حكايتي، وأنا جالسة على مكتبي، ينتظرني العديد من الناس، دخلت عليَّ امرأة، بعد ان أنهيت فحصها وإعطاء العلاج لها، قالت لي: حقا أنت كما وصفوك، تقعين على العلة بسرعة؛ لتعطين الدواء الشافي .

فقلت: هل شممتِ رائحتي؟

ضحكت مستغربة وما دخل الرائحة بالعلاج والدواء؟  

فقلت: لا بل ان رائحتي كرائحة أبي. 

حقا حينها لم أذكر إلا أبي الذي كان الفتيات يعيرني به، اغرورقت عيناي بالدموع، شوقا ودعوة له بالرحمة، وعلمت أنني ما وصلت له الآن كان بفضل دعائه لي، وفخري به. 

فإن ما نصل له من مقام علمي أو ديني رفيع لا يكون إلا ببركة الأبوين ورضاهم .

وأفضل مثال على ذلك السيد المرعشي النجفي الذي يقول: عندما كنت في النجف الأشرف أمرتني أمي ذات مرة أن أدعو أبي للغداء، فلما صعدت الطبقة العلوية من الدار رأيت والدي مشغوفا في مطالعة كتبه وقد أخذه النوم، بقيت متحيرا ماذا أعمل؟ هل أستجيب لأمر أمي وأوقظ والدي من نومه، لعل هذا يسبب ازعاجا وعدم ارتياح له، أم أتركه؟.

فانحنيت وقبلت قدمه عدة مرات وعلى أثر تقبيلي استيقظ والدي من نومه، ولما عرف علاقتي الشديدة به وأدبي واحترامي له قال: شهاب الدين هذا أنت؟ 

قلت: نعم يا أبتاه، فرفع يديه إلى السماء ودعا قائلا: رفع الله منزلتك وجعلك من خدام أهل البيت عليهم السلام.. ثم قال المرحوم السيد المرعشي: جميع ما أملك اليوم هو نتيجة دعاء أبي، وكان كثيرا ما يقول: ما نلت هذا المقام الرفيع إلا بدعاء أبي. 

اللهم اجعلنا ووفقنا لنكون من البارين بوالدينا إنك سميع مجيب .

الاب والام
الايجابية
التربية
الحياة
العمل
الانسان
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    آخر القراءات

    كيف خالفت نصوص مشروع قانون العنف الأسري ثوابت الإسلام؟

    النشر : الأحد 20 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    من المغرب قميص ذكي لحماية الأطفال من الاختطاف

    النشر : الخميس 12 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المقاتل الصغير

    النشر : الثلاثاء 15 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    استنجد بالطاقة الإضافية في ذاتك

    النشر : الخميس 16 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    من أسرار العترة الطاهرة في القران الحكيم (5)

    النشر : الأثنين 06 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف تسللت التفاهة إلى الحرم الجامعي؟

    النشر : الأربعاء 03 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 5 دقيقة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • الأحد 18 آيار 2025
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة