قيل هي النصف.. فقلت حين لا تتساوى الانصاف وأنى لها أن لا تتساوى، وقيل هي الجزء.. فقلت حين تتلاشى الأجزاء في الكل حتى لا نكاد نستطيع الفصل..
هي هي.. ليست بألف رجل.. وليست من تلد الرجال وتربيهم فحسب.. حين نعرّفها فبكيانها المنفصل.. لا بالنقيض المتصل.. لسنا بحاجة إلى ترتيب الأثر على نتائج قد تكون أو لا تكون وقد تأتي وقد لا تأتي..
المرأة في وصفها كالمرآة،، صافية ناعمة رقيقة براقة ومتوهجة.. إلا إنها لا تعكس كل الوجوه قسراً.. فهي تخالف وصفها في هذا النحو.. إنها كيان عظيم وجبار.. لها وجهها الذي تختاره حين تعزم على ذلك..
في رقتها كالزجاجة وفي قوتها كالزجاجة أيضا لكنما حين تُكسر.. الرقة والقوة.. الجمال والعنفوان.. التوهج والاحتراق.. السطوع والانطفاء.. مذاخر طاقة كامنة يحولها الواقع والدافع إلى طاقة ديناميكية في كل صرف من الصروف وظرف من الظروف وحالٍ من الأحوال.. ولعل ما يشبِّهها بالمرآة على نحو المخبر لا المنظر.. إنها تعكس ما راق لها من المتناقضات ولكن لا تتبناها.. فهي في أصلها تبقى نقية صافية و(الأمثال تقرب من جهة وتبعِّد من جهات)..
تتجلى وتتجلى وحين يبلغ بها التجلي أجلى تجلياته لـتكون على هيئة النور الإلهي المطلق وثمرة الجنة وتفاحتها.. وروحه التي بين جنبيه وريحانته من الدنيا.. تكون على هيئة ابنة محمد.. وما أدراك ما هو.. وما أدراك ما هي.. الزهـراء فاطـمة.. ومن على معرفتها دارت القرون الأولى ومن خُلقت الأفلاك لأجلها ومن قال الله مخاطبا نبيه فيها: لولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما..
ومن بها يُعرَّف محور الكون ورحاهُ التي تدور منذ أن أُنشأ من العدم حتى اللا نهاية
"هم ((فاطمة)) وابوها وبعلها وبنوها" تلك من يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها..
ومن كانت كفؤا لعلـي وما أدراك ما علـي.. ذلك الذي لا يجرأ على وصفه واصف غير الله ورسوله..
تلك المرأة في أجلى تجليات التجلي وأعظم ما يمكن أن تصل إليه وهل بعد هذا من شك أو ريب أو جدال؟!
وأخيرا أقول.. عندما ننطلق من منطلق كهذا ندرك حينها ماهية التشديد الرباني والتعظيم والإجلال الذي أبداه سيد الخلق بأمر من الله لفاطمة وما جاء من ابرازٍ لعظم كيانها ومكانتها.. فـ((إن فاطمة كانت أُمّة)) كما إبراهيم.. ولا ضير في القياس مع الفارق كما يقال.. فليس كمكانتها مكانة وما ابراهيم إلا من شيعتها..
فأي نبأ أعظم مما جاء في مكانة فاطمة المرأة في الإسلام والانسانية جمعاء!!
وأي قيمة أعطيت لهذا الكيان الخلاق في قمة عظمته كهذه القيمة!!
فـسلام عليها يوم ولدت ويوم استُشهدت ويوم تبعث حيةً بين يدي مليك مقتدر وعزيز ذو انتقام..
اضافةتعليق
التعليقات