في أطراف المدينة رجل اسمهُ أحمد ، كان رجلاً عظيمًا مؤمنا يخاف الله كثيراً، له جارٌ يؤذيه، سنين طويلة وأحمد صابر على أذى جاره ، من رمي القمامة أمام منزله و الروائح المؤذية، و مشاكل الأولاد، و إغلاق مدخل سيارته، واطفاء الإنارة أمام منزله ، صبر أحمد وكان يحتسب ذلك عند الله تعالى، وكثيرا ماكان يتردد عليه ويتفقد أحواله، لكن جاره لم يخجل يوماً من أخلاق أحمد ، بالعكس كان يقول انه خائف مني ، وليس لديه شخصية أمامي، اضْطرّ جارأحمد إن بييْعِ دارِه بسبب الديون ،ِ فعَرَضَه للبيْع فَدُفِعَ له ثمنٌ لايصدق من المال لأنهم يعرفون أخلاق جاره أحمد ، تفاجأ الرجل بسعر داره !!! وسأل لماذا يدفع هذا الثمن في داري القديم !
وقال المشتري :والله اني لاشتريُ جِوارَ أحمد بهذا المَبْلغ وأكثر أن طلبت
، هناك عرف جار السوء قيمة جاره الصالح ، وصل هذا الخبَر إلى أحمد، فاسْتَدْعى جارهُ ، وقال: هل سمعت مني شيئاً حتى تبيع دارك ، إنَّني تعلمت على جورتك منذ سنين !
ابْقَ جارًا لي !!
تعجب الجار من أخلاق أحمد وقال له انت من ارجو ان يسامحني فقد أخطأت في حقك سنين طويلة . اشترى أحمد جاره بحسن خلقه ، تعامل معه كما اوصى الإسلام فحق الجار عظيم ،كما ورد في الحديث النبوي مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّث.وقد أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار والتعامل معه بالطيب والرفق : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)[النساء: 36]. وقد كان العرب يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران حتى في الجاهلية ، يقول عنترة:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي....... حتى يواري جارتي مأواها
وأما في الإسلام فيقول أحدهم:
ما ضـر جاري إذ أجاوره *** ألا يـكــون لبـيـته ســــتـر
أعمى إذا ما جارتي خرجت *** حتى يواري جارتي الخدر.
هل جارك مسرور منك؟ من صور الجوار:
يظن بعض الناس أن الجار هو فقط من جاوره في السكن، ولا ريب أن هذه الصورة هي واحدة من أعظم صور الجوار، لكن لا شك أن هناك صورًا أخرى تدخل في مفهوم الجوار، فهناك الجار في العمل، والسوق، والمزرعة، ومقعد الدراسة،... وغير ذلك من صور الجوار.
عندك مشكلة مع جارك ؟
مقولة شائعة بين الناس، الجار قبل الدار ، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار،
وانظر ايها القارئ العزيز كيف حض النبي - ص- على الإحسان إلى الجار وإكرامه: ... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره فليحسن إلى جاره.
بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها محبة الخير للجيران من درجة الإيمان، ورد في الحديث عنه ص والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه. ماهذه الدرجة ومااعظم هذا الحق !
الذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله ،خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره.
* حقوق الجار على الجار *
ان الجار له حقوق كثيرة نشير إلى بعضها، فمن أهم هذه الحقوق:
- رد التحية والسلام..
وهذه من الحقوق العامة للمسلمين بعضهم على بعض، إلا أنها في حق الجيران تكون اعظم واقرب لما لها من آثار ايجابيه .
- كف الأذى عن الجار..
هذا الحق من أعظم حقوق الجار، والأذى وإن كان حرامًا بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهًا إلى الجار، فقد حذر الاسلام من أذية الجار فقد ورد في الحديث
· والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه.
· ولما قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: لا خير فيها، هي في النار. الاذى ليس فقط بالضرب والشتم ،وانما بأشياء بسيطة قد تؤذي جارك مثل رفع صوت التلفاز وعندهم مريض ،ورمي القمامة امام دارهم .
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يشكو إليه أذى جاره فقال: اطرح متاعك في الطريق. ففعل وجعل الناس يمرون به ويسألونه، فإذا علموا بأذى جاره له لعنوا ذلك الجار، فجاء هذا الجار السييء إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يشكو أن الناس يلعنونه، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: فقد لعنك الله قبل الناس.
- تحمّل أذى الجار, كن كاحمد تحمّل اذية جاره فليس كل احد يستطيع ان يتحمل اذى جاره ، وهو يحتاج الى قوة وايمان وصبر ويقول الله - تعالى -: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)[الشورى: 43].
- تفقده وقضاء حوائجه..
السؤال عنه وقضاء حوائجه ان استطعت ،فهي عند الله لاتضيع ،
- ستره وصيانة عرضه ..
وإن هذه أهم الحقوق، فبحكم المكان قد ترى بعض أمور جارك فينبغي أن تستر جارك مستحضرًا أنه دين وسيرده الله له في الدنيا والآخرة.
اضافةتعليق
التعليقات