يوجد داخل كل منا جانبين؛ سلبي وإيجابي، جانب خير وجانب شر، جانب نجاح وجانب فشل، ولكن الفشل لا يستمر وكذلك النجاح، وهذه التقلبات لا تختلف بين شخص وآخر "رجل أو امرأة" بل تتبع طرق منها الوعي المنبثق من ثقافة وسعة معرفة لتسيطر على الفشل وتحوله إلى نجاح، ونجمع كلمة نجاح في أغلب السلوكيات البشرية بشكل عام.
و كل ما ذكر له صله بما تقوله النساء عن بعضهن البعض سواء كان كلام ايجابي أو سلبي وكيف ترى المرأة نظيرتها على جميع الأصعدة.
تعتقد أستاذة علم نفس بكلية إيمانويل الأميركية، جويس بيننسون، "أن النساء قُدّر لهن من الناحية التطورية ألا يتعاونّ مع النساء، وأن يتنافسن معهن من أجل الحصول على الذكور، ومن أجل الفوز بالموارد المادية الأخرى.
مؤكدة، أن رغبة النساء أقل من رغبة الرجال في التعاون مع بنات جنسهن ذوات المكانة الأقل، كما أنهن أكثر عرضة لإنهاء صداقتهن مع النساء، كما تزيد لديهن رغبة إقصاء الأخريات اجتماعياً.
وذكر علماء النفس أنّه كلما زادت ثقة المرأة بنفسها قلت لديها الغيرة لتكون ضمن المعدل الطبيعي المحتمل والنساء يحفزن ويتمكن عندما يشعرن بأنهن معززات، وعندما لا تشعر امرأة بأنّها معززة في إطار علاقة تصبح تدريجياً مسئولة بطريقة قهرية، ومنهكة من البذل الزائد، ومن ناحية أخرى عندما تشعر بأنها تلقى الرعاية والاحترام، فإنها تكون مشبعة، ولديها المزيد من العطاء أيضاً.
تقول هيلاري كيلنتون: "النساء هن أكبر خزّان للمواهب غير مستغلٍّ في العالم"، وذكرت الكاتبة سلمى مجدي "بكتابها أسوء النساء"، بالعودة للتاريخ سنجده يقدم لنا نماذج بشرية تمثل نسوة في غاية السوء, تملك الشر منهن, فرحن يقتلن ويدمرن ويخربن ويشوهن وجه الحياة, بعضهن ملكات, وبعضهن أميرات, وبعضهن نجمات مجتمع شهيرات, وبعضهن من العامة خرجن من قاع المجتمع بشر مستطير عبرن عنه بجرائم وحشية وضعتهن في سجل أسوأ نساء التاريخ, وفي هذا الكتاب يقدم بعض النماذج لنساء هن الأسوأ في تاريخ البشرية, نساء من أهل القمة, وأخريات من سكان القاع, يشتركن جميعهن في ارتكاب أفعال, خلعت عليهن جميعاً لقب "الأسوأ" منهن الكافرات وأخريات خائنات كامرأة نبي الله نوح, وامرأة نبي الله لوط (عليهما السلام), وكعنزة بنت غنم التي استخدمت ابنتيها لتدبير مؤامرة قتل ناقة الله وآيته لنبيه صالح (عليه السلام) وقومه, وسالومى اليهودية التي تآمرت مع أمها لدفع ملك فاسد لقتل نبي الله يحيى (عليه السلام).
والملكة كاترين الثانية الإمبراطورة الفاسدة, والكونتيسة إليزابيث،، وميسالينا ظل الشيطان, نساء آثرن التجرد من بشريتهن والتحليق في عوالم الشر كل منهن أخذن مكانها في قائمة أسوأ النساء في التاريخ!.
ولكن لا ننسى أن المرأة من أهمّ مرتكَزات المجتمعات الإنسانيّة، فهي تمثّلُ محورًا لنشوء الأجيال وتحديد ما ستكون عليه في المستقبل، وحظيت المرأة بدور بارز في العديد من الحضارات السابقة، ومن الأمثلة على ذلك ما تم ذكره في القرآن الكريم في قصة سيدنا سليمان -عليه السلام-، حيث كانت مملكة سبأ تحكمها امرأة أوتيت من كل شيء، وكانت هذه المرأة تُدير هذه المملكة بنظام الشورى، كما شكلت المرأة مادة خصبة للكتابة، ليكون أجمل ما قيل في المرأة مُتناقلاً بين الأجيال لبيان تأثيرها في كل مكان تُوضع فيه.
وكانت هناك وقفة للصحفية البحرينية عائشة الصديقي لكتاب "الجنس الآخر" لمؤلفته الفرنسية سيمون دي بوفوار مع طرح مجموعة أسئلة على ضوء ما جاء في الكتاب حيث قالت: انطلقت سيمون من واقع فرنسا، ومن واقع الفرنسيات اللواتي عشن حالة من الاضطهاد والدونية بحسب دي بوفوار. أثارت سيمون في كتابها سؤال ما هي المرأة؟ دلالة على الجدلية التي أثيرت حول ماهية المرأة والرجل، فتقول سيمون "أن تاريخ النساء كان من صنع الرجال، وكانت مسألة المرأة دائما مسألة رجال أمسكوا بمصيرها، ولم يقروا بمصلحتها بل أخذوا أهدافهم ومخاوفهم وحاجاتهم. إذا كان تاريخ النساء من صنع الرجال، فهل يعني ذلك أن المرأة هي التي سمحت للرجل أن يعتبرها جنساً آخراً؟، أم إن المجتمع هو الذي حكم عليها لتكون جنسا آخرا؟، تابعا خاضا للرجل؟، وهل اختارت أن تكون في قفص عوضا عن أن تكون طائرا طليقا؟.
إن المجتمع هو الذي ساهم في خلق الصورة النمطية للمرأة لتكون أنثى خاضعة للرجل، صنعها المجتمع لتكون جنسا آخرا، ألغى شخصيتها وطمس إنسانيتها، واعتبرها أنثى بالمفهوم المطلق جسدا كمتاع، حسب أهوائه، لا يمكن للإنسان العاقل أن يختار العيش في قفص، إلا إذا حكمت عليه ظروف الحياة أن يعيش في قفص، مقيدا بالأغلال، إن الحرية المسلوبة التي عاشتها المرأة جعلتها تنطلق من أجل استرداد الحق الطبيعي الذي كفلته لها الأديان "الحرية" المنشودة والتحرر من تبعية الرجل والخضوع له.
كيف أصبحت المرأة جنساً آخرا؟ وما هي الأسباب التي جعلتها "آخرا"؟ وهل الأسباب التي طرحتها دي بوفوار والتي مضى عليها 60 سنة، هي الأسباب ذاتها التي جعلت المرأة العربية أيضا "آخرا"؟ لقد استعرضت سيمون في كتابها قضايا رئيسة ومهمة ولربما صلب الموضوع هو فهم الإشكالية المطروحة في كيفية اعتبار المرأة هي "الآخر"، أوضحت دي بوفوار أن المعطيات البيولوجية التي حددت مفهوم الذكر والأنثى بالأعضاء التناسلية ليست مبرراً لاعتبار المرأة هي الجنس الآخر، ولا يمكن تقرير مصير المرأة النهائي بناءً على تلك المعطيات، كما أنها لا تحدد التمايز بين الجنسين.
استطاعت المرأة عبر التاريخ أن تكون صرحًا ومنارة تذكر وتنير للنساء طريقًا يهتدين به، فكانت الأم والمربية والأديبة والملكة والحاكمة وكانت أيضًا المحاربة والحكيمة، وقد ذكرت لنا كتب التاريخ نساء لا تزال شهرتهن تذكر إلی يومنا هذا، ولم تزال المرأة تناضل وتقدم كل ما تستطيع لحياة أفضل وغد أجمل.
اضافةتعليق
التعليقات