• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إحمل اخاك على سبعين محمل

زهراء جبار الكناني / الأربعاء 03 تشرين الاول 2018 / حقوق / 3354
شارك الموضوع :

يلوذ خلف احد الجدران المرتفعة في الشارع, يفترش الأرض بخرقة ليجلس عليها ويضع امامه ميزانا!. أراه كل يوم؛ قبل دخولي لمقر عملي, تعتلي وجهه سحنة ا

يلوذ خلف احد الجدران المرتفعة في الشارع, يفترش الأرض بخرقة ليجلس عليها ويضع امامه ميزانا!.

أراه كل يوم؛ قبل دخولي لمقر عملي, تعتلي وجهه سحنة اسمرار الشمس مختلطةً بعرق التعب الذي كان واضحا عليه رغم صغر سنه, اسمع صوته من خلف بلور الشباك المطل على الشارع وهو يهتف بصوته الطفولي يستقطب المارين بعبارته التي تخترق مسامعي.. (تعال وزن بربع دينار)..

لطالما رمقته بنظرات فخر؛ لما تحمله روحه البريئة من عزة نفس وكرامة لتفانيه في عمله؛ دون ملل أو كلل..

فكثيرا ما يتعاطف المارين معه ويقدمون له المال, دون ان يعتلوا ميزانه, غير إنه يأبى ذلك, فتحثهم عزّة نفسه ويصعدون الميزان لأجله!.

في احدى الصباحات وانا اهم بالدخول لم اشاهد ذلك الفتى!. ما باله اليوم يا ترى؟. هل اصابه مكروه؟.

لربما انتابته وعكة صحية من حرارة الشمس اللاهبة.. وبينما انا أطرح تساؤلاتي على نفسي, رأيته وهو يسارع في مساعدة عجوز كفيف بجمع ماله الذي وقع ارضا دون قصد؛ فقد كان لمرض الرعاش دورا كبيرا في سلب صحة ذلك الشيخ المُسن..

ترجلت خطوات نحوهما لأقدم يد العون, غير أني عدت ادراجي اراقب الفتى, تمالكني الغضب وأنا أراه يدس في جيبه مال الرجل الكفيف ثم اجلسه على الرصيف, بعدها تركه ورحل..

اشتطت غضبا, يالغبائي تركته يحتال على الرجل العجوز ويستغله, وددت لو الزمن يعيد ادراجه لدقائق لكنت وثبت من مكاني وذهبت لمساعدة ذلك الشيخ.. لكن بما ينفع الندم الآن..

وبعد ان اخذ اللوم بجزء مني هممت للدخول, اشحتُ وجهي الى العجوز اراقبه ما زال بمكانه, واذا بي المح ظل الفتى؛ قد عاد!.

لا ادري لما ابتهج قلبي بعودته؟.

عاد وهو يحمل بيده عكازً للكفيفيين، ناولها للشيخ وهمّ بمساعدته على كيفية استخدامها ليستدل بها على جادة الطريق والوصول الى وجهته.. مد الفتى يده في جيبه واخرج بعض من المال ودسه في جيب الشيخ،  يبدو انه المال المتبقي, رحل الشيخ  بعدما ربت على كتفه مودعا وشاكرا له..

عاد الصبي باسما بفرحة اكتست محياه الأشم..

عاد ليستأنف عمله غير أن الشمس ارتفعت وما عاد ظل الجدار يواريه من لهيب حرارتها,  فحمل ميزانه وخرقته ومضى الى مكان اخر ليواصل عمله..

مضى وترك خلف خطواته نوراً يتلألأ معروفاً وخيراً, توهجّ بداخلي ليطفئ وسوسة الشيطان التي غزاها سوء الظن..

رحماك يا الله.. إرحم نفسي التي وسوس داخلها الشيطان, ولم تحمل الصبي بمحمل واحد لتبرر ما فعله قبل اتهامه بالخداع والمكر والسرقة.. أنا الذي ادعي بأني من الموالين لنبيك وعترته الأطهار, كيف ذلك وانا لم اقتدِ بأقوالهم وافعالهم، اما قال نبيك الصادق الأمين "صلى الله عليه وآله وسلم" (احمل اخاك على سبعين محمل)، وذكرت لنا في كتابك الكريم (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)..

أطرقتُ رأسي خجلا من حالي, وتعهدت مع نفسي بأن لا اسارع الحكم على احد بعد اليوم, لتخلو صحيفتي من أي إثم.

الانسان
الخير والشر
الحياة
قصة
الانسانية
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    الاختيار السليم وعلاقته بالتوافق الزواجي

    آخر القراءات

    أحلام طلبة السادس الاعدادي بين التأجيل والتحقيق

    النشر : الخميس 10 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    فنون اختيار الهدايا للأصدقاء والأحباء

    النشر : الثلاثاء 24 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    هل تعتبر الفواكه المقطعة خياراً صحياً؟

    النشر : الأثنين 11 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    هل يسبب التصوير الشعاعي الإصابة بالسرطان؟

    النشر : الثلاثاء 06 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 48 ثانية

    عندما يطغى جمال القلب على القالب

    النشر : الأحد 27 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    الحوار الأسري وأهميته بين أفراد العائلة

    النشر : السبت 05 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 53 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 817 مشاهدات

    شوكولاتة صُنعت في دول غربية!

    • 387 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 328 مشاهدات

    أنفاس الرضا

    • 314 مشاهدات

    بماذا يؤمن أتباع "الكارما" وما علاقة الكون والأشرار فيه؟

    • 304 مشاهدات

    الإمام الرضا: حارس العقيدة ومجدد الوعي في وجه الانحراف الفكري

    • 296 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2300 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1322 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1299 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1173 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 829 مشاهدات

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    • 819 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا
    • منذ 5 ساعة
    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟
    • منذ 5 ساعة
    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث
    • منذ 5 ساعة
    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة