• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ندبة النفس

مروة حسن الجبوري / الخميس 22 شباط 2018 / حقوق / 3169
شارك الموضوع :

اعتدت ان اجلس مع نفسي في جلسة خاصة في نهاية اليوم، احادثها بما فعلته أسعد منها ان كان يومي سعيدا وقد اغضب عليها ان فعلت ما لا يرضيني، وعند نها

اعتدت ان اجلس مع نفسي في جلسة خاصة في نهاية اليوم، احادثها بما فعلته أسعد منها ان كان يومي سعيدا وقد اغضب عليها ان فعلت ما لا يرضيني، وعند نهاية الجلسة اعدها بجملة من الوعود، وهي الاخرى تعاهدني بتلك العهود، هذا ما افعله كل يوم، ومع مرور الايام بدأت نفسي تهرب من هذه الجلسة وتغويني بالكسل والهرب من الحديث معها، حتى انها تجاهلت العهود والوعود واخذت تفعل ما يحلو لها، من دون الرجوع لي، وانا ايضا تركت لها المجال وشغلتني الدنيا بما فيها، ولم ادرك ما فعلته نفسي, نظرت لوهلة الى سنواتي التي قضت من دون محاسبتها او لؤمها وكيف اصبحت تدير حياتي بتلك الجرأءة والقوة، فتفعل ما ترغب فيه، تجمع الاموال وتعيش بطول الامل ولا تكتفي بالقليل من المال والعيال، زينت لي مفاتن الدنيا من الذهب والفضة، وقربت لي البعيد وبعدت عني القريب فلم اعد ارى غير تلك الملذات واصبحت احلامي كبيرة فلم يعد الدار والمال القليل يكفيني والعافية تقنعني وانما كانت نفسي تلاعبني على هل من مزيد..

ولحظة توقفت عن جمع رغباتها واستوقفت عندها لمحاسبتها، جَلست بِمفردي عَلى تِلك الطَاولة التي كنا نجلس معا انا ونفسي ومعي ورقة وقلم لا أكتب ميثاقها وعهدي لها فهذه المرة سيكون موثق ولا يمكن لأحد ان يخالف ما كتب، تأخرت كثيرا في حضورها او قد تكون حاضرة وغائبة في نفس الوقت، شَدني غيابها الى امور كانت مخفية عندي، وقد غضبت منها كثيرا، تبا لها لجرأتها على سيدها ومولاها فكيف تعصيني وهي من دون لا شيء.

كاد الوقت ان ينتهي وهي لم تحضر وفي سرها الف السؤال وسؤال ربما قَد تَكون عرفت ذنبها ولم تتمكن من مواجهتي فهي التي دفعتني الى بحر الدنيا وغرائزها فهل تتركني عندها، أنتظرت كثيرا.

 وعند الانتهاء سمعت همساتها الخافتة وهي تهمس لي انا هنا، من عِادتي أن آتي الى هُنا في هذا الوقت ولكن انت اليوم اتيت مبكرا حتى تسَتعيدي اعمالك وتحاسبيني!، ابكي بحرقة يا نفسي كفي عن هذا واتركيني اعود الى ربي.. متى عرفت ان لك عودة ايها الجسد النحيف بعدما تركت الصلاة بعدما اكلت المال اكلا، لما تعود بأي وجه وماذا تقول اين كنت هذه المدة..

هل قرأت القرآن.. هل دفعت المستحقات الشرعية... كم ليلة نمت فيها من دون ان تقدم شيء كم جمعة مرت وانت فيها كباقي الايام ماذا عن الغيبة.. وماذا عن حق الناس عندك.. كم جنازة مرت بك وانت لم تتعظ.. هل تجد نفسك بين المستغفرين.. أدرت وَجهي لأراها، لم أجدها شهقت وندبت يا ويلي الان تقولين لي ايتها النفس الامارة بالسوء، وان لم يرحمني ربي سأكون من الخاسرين، تبادر في ذهني وقتها دعاء كميل وماذا قال الامام علي عن هوى النفس وفعلتها، تركت الجلسة والندامة تأكل في قلبي كما تأكل النار الحطب، واسرعت نحو مركب التائبين لعلي اجد بينهم منزلا فقلت في ندبة نفسي: اَللّهُمَّ عَظُمَ بَلائي، وَاَفْرَطَ بي سُوءُ حالي، وَقَصُرَتْ بي اَعْمالي، وَقَعَدَتْ بي اَغْلالي، وَحَبَسَني عَنْ نَفْعي بُعْدُ اَمَلي، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسي بِجِنايَتِها، وَمِطالي يا سَيِّدي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أن لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائي سُوءُ عَمَلي وَفِعالي، وَلا تَفْضَحْني بِخَفِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّي، وَلا تُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي مِنْ سُوءِ فِعْلي وَإساءَتي، وَدَوامِ تَفْريطي وَجَهالَتي، وَكَثْرَةِ شَهَواتي وَغَفْلَتي، وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الأحوالِ رَؤوفاً، وَعَلَي في جَميعِ الاُمُورِ عَطُوفاً.

الانسان
الدنيا
الخير والشر
الايمان
الامل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    مايكروسوفت تخرج من النمطية وتدلل موظفيها بمكاتب فوق الأشجار

    النشر : الأربعاء 18 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كهرباء بدون أسلاك.. محاولات سابقة وتطبيقات جديدة!

    النشر : الأحد 06 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    رزقُ الغدير

    النشر : الثلاثاء 26 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    اللاجئون.. بين مواجهة الموت وأزمة كورونا

    النشر : الأربعاء 22 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    بلاد الرافدين في عيون أم عراقية

    النشر : الأحد 26 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    أُزلفت الجنة

    النشر : الثلاثاء 18 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 18 دقيقة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • الأحد 18 آيار 2025
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة