في الصباح وعلى زقزقة العصافير المسبحة وقبل شروق الفجر ونفحات الهواء العليلة يطل يوم جديد من ايام شهر صفر الخير يحمل في طياته معاني الاخوة الحقيقية .
بين اخوة جمعهم اطهر بيت على وجه الكرة الارضية... بيت كان فيه اشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد عليه وعلى اله اطيب صلوات المصلين، بيت نزل فيه الوحي وتليت فيه ايات الذكر الحكيم... بذرة انبتت شجرة كانت اغصانها زينبا وحسينا ثم العباس عليهم السلام .
في هذه الايام نجدد نحن الموالين ولاءنا ومحبتنا لال بيت رسول الله صلى الله عليه واله ونذرف الدموع ونحمل بين جوانحنا احزانا نتألق بها سعادة حيث بمحبتنا لهم سعدنا في الدنيا والاخرة.
ونحن اذ نعيش هذه الايام هذه الاحزان نتأصل في العلاقات الاجتماعية اجتماعا على حب النبي واله ويحب بعضنا البعض ونشعر بآلام بعضنا ونسأل ونهتم اذ ان مبادئ عاشوراء مبادئ الحب الاصيل والتكاتف الانساني الجميل حيث نلمح هذه الفكرة في قول الحسين عليه السلام انه لم يجد اصحابا واهل بيت اوفى من اصحابه واهل بيته.
ونحن في هذه الايام نحث الخطى لنكون من مواليه واصحابه حيث نرسل السلام اليه، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين .
ومن الحسين عليه السلام ومن زينب الحوراء ومن العباس نتعلم الاخوة الحقيقية فترانا نبحث في وجوه الاحبة عن هذه الاخوة التي تنفع في الدنيا والاخرة، وما اجمل لوجعلناهم قدوة لنا فنستلهم من مواقفهم مواقفا ونتعلم من احداث كربلاء علوما فنزداد ايمانا. .
وحيث ان السيدة زينب عليها السلام اختا للحسين والعباس فهي قد اكملت المسيرة المباركة وكانا على ثقة بها وايمانا بصلابتها وقدرتها على حمل اللواء فنزداد نحن ثقة باخواتنا واخوتنا وقدرتهم على العطاء اللامحدود في سبيل الله ماداموا قد جعلوهم قدوة لهم.
في احداث كربلاء الكثير من المواقف الاجتماعية التي تعلمنا المبادىء الاسرية السليمة ما بين الابناء والام، مابين الاخ والاخت، مابين الاصحاب، مابين الازواج، مابين الاعراق والشعوب وكلها اي المواقف تدور في فلك الحسين عليه السلام.
ما اجمل الامومة التي تعطي الابناء الجنة بحثّهم على طاعة الله ونصرة رسوله واهل بيته عليهم السلام، مااجمل الاخوة حين تقوم على الثقة المتبادلة والفكر الاسلامي الاصيل في سبيل اعلاء الحق ورفض الانصياع للباطل، ما اجمل الزواج الذي يقوم على نصرة المظلوم والرغبة في مرضاة الله والسعي للاخرة والجنة، ما اجمل الصحبة التي تقوم على الوفاء لمبادئ الاسلام ورفض الخنوع والاذلال.
ما اجمل الانسانية حينما تتساوى الاعراق المختلفة في سبيل الحق وطمس الباطل، في عاشوراء الحسين عليه السلام تجسد الجمال كل الجمال حينما بكى الحسين على أعدائه لانهم يدخلون النار بسببه، فاذا كان الحسين يبكي على أعدائه فما الطفه بقلوب احباءه وانصاره.
في هذين الشهرين تعلمنا كيف تكون العلاقات الاجتماعية المبنية على اساس الاسلام سلما للوصول الى تقوى الله وقد قال الله: انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم، فالوصول الى تقوى الله هو الهدف الذي يسعى اليه المؤمنون في مشارق الاسلام ومغاربه.
ونحن اذ نتعرف على فاجعة كربلاء في كل سنة هجرية باشخاصها نجعلهم بذلك ميزانا في علاقاتنا مع الاخرين لقد تعلمت هذا في هذا الشهر الفضيل من هذه السنة في انتظار السنة الهجرية الجديدة لنزداد علما وتقوى توصلنا بدرجات نستطيع من خلالها الاقتداء باصحاب الحسين فيصلنا ذلك السلام الذي يسلم فيه المؤمنون على الحسين واولاد الحسين واصحاب الحسين.
اضافةتعليق
التعليقات