يُحكى أن هارون الرشيد العباسي طلب من بهلول أن يحضر له 40 شخصا أبناء حرام، ذهب البهلول مسرعاً وبعد لحظات أتاه ومعه الأربعون شخصاً!
قال هارون مستغرباً: كيف استطعت بهذه السرعة أن تجلب هؤلاء؟
قال بهلول: بسيطة سيدي الخليفة لقد وقفت على الجسر وناديت من يبغض عليا ابن ابي طالب فخرج أكثر من ألف شخص وأنا أتيتك بـ 40 فقط كما طلبت، فضحك هارون من فعل بهلول.
ولعل من يقرأ هذه القصة يجد فيها مغالات.........
وربما يقول قائل: انتم الشيعة تغالون بحب علي (ع) ولا يوجد من يكرهه .
بينما أحداث التاريخ تتكلم وتوضح سبب عداوة الكثير من الأعراب منذ بداية الرسالة المحمدية الى يومنا هذا، فشجاعة علي (ع) وسيفه البتار أجهض قوة الكافرين وأنهكهم، وأزهق أرواح المنافقين والكاذبين والمرائين، ومن هنا بدأت العداوة ولعل السبب الأكبر عندما جمع النبي المسلمين عند عودتهم من حجة الوداع يوم 18 ذي الحجة سنة عشر للهجرة في غدير خم وهو جزء من وادي الجحفة يقع بين مكة والمدينة وكان مفترق الطرق المؤدية الى مكة والمدينة والعراق والشام وعيّنه مولى للمسلمين ليكون خليفة الأرض من بعده تنفيذا لأمر الله بعد أن هبط الوحي عليه بهذه الآية: {يا أيُّها الرسولُ بلِّغْ ما اُنزِلَ إليكَ مِن ربِّكَ وإنْ لمتَفعلْ فما بلّغتَ رسالتَه، واللهُ يَعصِمُكَ مِن الناسِ إنّ الله لا يَهدي القومَ الكافرين}.
لكن قلوب الكارهين والطامعين أبت أن تنفذ هذا الأمر الرباني رغم وضوح الوصية وتأكيد رسول الأمة حيث قال لهم بصوتٍ عالٍ ليسمعه الجميع (يَا أَيُّهَا النَّاس، مَنْ أولَى النَّاس بِالمؤمنين مِن أَنفُسِهم؟ فأجابوه جميعاً: اللهُ ورسولُه أعلم. فقال (صلَّى الله عليه وآله): (إنَّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولَى بهم من أنفسِهِم، فَمَن كنتُ مَولاه فَعَلِيٌّ مولاه).
وبعد أن أنهى الرسول (ص) وصيته للمسلمين أستأذنه حَسَّان بن ثابت، بتلاوة مانظمه من الشعر، فأذن له النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلم)، فقال حَسَّان:
يُـنَادِيهُمُ يـومَ الغَدير نَبِيُّهُم بِـخمّ وأَسمِعْ بِالرَّسُولِ مُنَادِياً
فَـقالَ: فَمنْ مَولاكُمُ وَنَبِيُّكم؟ فَقَالوا وَلَم يُبدُوا هُنَاك التَّعَامِيَا
إِلَـهَكَ مَـولانَا وَأنـتَ نَـبِيُّنَا وَلَم تَلْقَ مِنَّا فِي الوِلايَةِ عَاصِياً
فَـقالَ لَـهُ: قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّنِي رَضيتُكَ مِن بَعدِي إِمَاماً وَهَادياً
فَـمَنْ كـنتُ مَولاهُ فَهذا وَلِيُّه فَكُونُوا لَهُ أَتْبَاعُ صِدقٍ مُوالِياً
هُـناكَ دَعا: اللَّهُمَّ وَالِ وَلِيَّهُ وَكُـنْ لِلَّذِي عَادَى عَلِيّاً مُعَادِياً
يقول المؤرخون كان عدد المؤمنين يقارب المائة ألف سمعوا واستجابوا وطفقوا يهنئون خليفة الله علي ابن ابي طالب.
لكن فسرها مفسروهم ومازالوا يرددونها أن كلام رسول الله وتأكيده كانت لتبيان فضائل علي للذين لا يعرفون فضائله ومن اجل محبة علي لكنه لم يوحي بالخلافة له!.
وانكروا وقت نزول الآية التي نزلت في يوم البيعة الكبرى: (اليَومُ أَكمَلتُ لَكُ مدِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعمَـتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً) (المائدة/ 3 ).
وأشاعوا على تابعيهم إنها نزلت في مكة وهي جاءت للمسلمين. كذلك شككوا بمكان غدير خم وتسائلوا فلماذا ليس في مكة والمؤمنين مجتمعين؟
ولم يعترفوا أن خصوصية الغدير تكمن في نزول آية التبليغ والاكمال فيها وبيعة المسلمين الذين حضروا المشهد بأجمعهم مع أمير المؤمنين (ع)، وهذه المسألة فريدة في نوعها في تثبيت امامة الامام علي (ع) والتأكيد عليها.
ومن هنا جاء اختلاف المسلمين على مدى العصور فأنكروا هذا التنصيب الالهي، وتجرع المسلمين الويلات والانقسامات واستخدمها أعداء العرب والطامعين وسيلة لتحقيق غاياتهم، فزرعوا الفتن والتفرقة، فأصبح المسلمين مشتتين ضعفاء بعد أن كانوا قوة يهابها ويخاف صهيل خيولها اكبر جيوش العالم، واخر المؤامرات هي بدعة (داعش) للعبة القذرة التي كبدت المسلمين والعراق أرواحا وأموالا كثيرة..
اللهم عادي من عاداه ووالي من والاه.
اضافةتعليق
التعليقات