• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ابناء تحت الطربوش

مروة حسن الجبوري / الأحد 13 آب 2017 / حقوق / 2351
شارك الموضوع :

الساعة 1: 30 من ظهيرة يوم الجمعة اجتاحت البلد موجة من الحر الشديد حتى اعلنت الدوائر العطلة الرسمية، الجميع يجلس في البيت خوفا من ضربة الشمس ال

 

الساعة 1: 30 من ظهيرة يوم الجمعة اجتاحت البلد موجة من الحر الشديد حتى اعلنت الدوائر  العطلة الرسمية، الجميع يجلس في البيت خوفا من ضربة الشمس الحارقة، وان كانت البيوت هي الاخرى لم تسلم من الحر، لعدم وجود الهواء البارد بسبب انقطاع الكهرباء لكنها تبقى افضل بكثير من الشارع .

في هذا الوقت طُرق الباب.. سار ابي نحو الباب بخطوات متثاقلة ويتذمر من حرارة الارض التي تحرق قدمه فلا يكاد ان يقف طويلا عليها.

يحدق من الباب بعيون حمراء، فتح الباب، وقف طويلا ظننت ان جارنا جاء ليتحدث عن الخط الذهبي، بعد مرور الوقت دخل ابي ومعه طفل صغير لا يتجاوز السبع سنوات ملابسه مهترئة، قدماه متشققة، اجعد الشعر، وهو يرتجف، لا يتمكن من الجلوس، صرخ ابي:اجلبوا الماء البارد والطعام .

لم اشعر بشيء فسرعان ما قدمت الماء البارد والطعام.. امسك الاناء وبدأ يشرب ويشرب حتى طلب ابي منه ان يتوقف عن الماء ويبدأ بالطعام، قطّع الخبز قطعتين وجعل الرز مع لحم وكان طريقته غريبة جدا في الاكل، قد يكون جائعا ..

انتهى من الطعام، رمى بجسده الهزيل على تلك الاريكة الناعمة وتحت الهواء البارد نام الصبي ..

لا أحد يعلم من هو ومن اين اتى، ركع ابي وبدأ يمسح على قدميه ويضمد الحروق..اشعة الشمس حرقت قدميه حتى انتفخ الجلد .

ومسح ابي بقايا الطعام، مازال نائما الصبي وكأنه يرى النوم لاول مرة صوت خافت يصدر منه ((لا تضربني)) وضع يديه على رأسه وردد هذه الكلمات.. تغيرت ملامح وجه ابي واحمرت عيناه وقال: انه يتحدث في منامه، علمت ان هذا الصبي كان يتعرض للضرب،ساعة ونصف انقضت، افاق الصبي، نظر إلى ابي نظرة حزينة لو ترجمت لقالت شكرا بحجم الوجع الذي كان في جسدي .

لم يقدر ابي على التحمل اكثر من ذلك فطلب منه ان يقص عليه حياته، حاول ان يجلس جيدا ويتحدث: انا ابراهيم، عمري سبع سنوات، اطرق الابواب لجلب الاموال لابي، كل يوم اخرج من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ادور في الاسواق والشوارع من اجل ان احصل على مبلغ 75 الف دينار وادفعها لابي وان لم احصل عليها يضربني ويحرق جسدي، ابي ليس عاجزا لكنه اعتاد على خروجنا. 

لست انا فقط من يخرج، اختي الكبرى تجلس على قارعة الطريق، وامي تدور على عيادات الطبيب.. سقطت دموعه واكمل: كثيرا ما كان يضربنا انا واختي ان لم نحصل على الاموال..  يبكي بصمت وجسده يرتعش، من الصباح الباكر والى الساعة الواحدة لم احصل سوى على 25 الف دينار، احترت ماذا افعل، شعرت بالدوار والصداع وطرقت على بابكم .

غضب ابي وقال له: لا بد وأن اضع حدا لمأساتك، كيف لاب ان يفعل هكذا بعائلته، يجب أن يعاقب ابيك على افعاله هذه ..

رفع رأسه الصغير إلى ابي: ارجوك يا عم ان ابي لو علم انني قلت لكم سيقتلني، لا شيء يصعب على ابي، لا بأس انا اتحمل سأخرج الان واكمل طريقي.

قبل ان يخرج من البيت دفع ابي له باقي المال وطلب منه ان يعمل افضل من ان يتسول ويطرق الابواب، لان المهنة ستعين عائلته وتحافظ على كرامته.

كنت استمع لما جرى، كل كلمة قالها الصغير كانت اداة جارحة تقطع جسدي، ماذنب هذا الصغير ليتحمل هذا الاب المجرم، ماذا لو مات هذا الصغير من الحر، هل سيبكي عليه ام يبكي لانه خسر من كان يجلب له الاموال..

مؤلم جدا عندما يقتل الولد على يد ابيه، وتخرج الفتاة لتجلب المال فتقتل هي الاخرى.

اين حقوق ابنائكم.. ولماذا لا نرى من يحاسب الاب على هذه الافعال البشعة، ونحن اهل الحقوق والانسانية، هكذا اصبحنا وامامنا السجاد (ع) اعطى كل ذي حق حقه في رسالة الحقوق، ومنها في حق الولد: "وحق ولدك أن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا وشره، وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل، والمعونة له على طاعته، فاعمل في امره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه معاقبٌ على الإساءة إليه".

قال الإمام الصادق عليه السلام: "إعلموا الخير وذكّروا به أهليكم وأدّبوهم على طاعة الله".

الابناء
الظلم
العنف
الفقر
الطفل
الانسانية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    غصن نعناع

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    وابيضّت عيناه من الحزن

    النشر : السبت 22 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    هل ستجلس في سيارة مضادة للفايروسات؟

    النشر : الأربعاء 06 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    الانضباط الذاتي ومواجهة الأفكار المغلوطة في العالم الرقمي

    النشر : الأربعاء 02 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    علامة المؤمن وزيارة الاربعين

    النشر : الثلاثاء 31 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    لا تعافر الحياة وانتبه للتدابير الإلهية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 657 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 442 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 756 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 22 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 22 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 22 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة