صوت أمواج البحر كان يزيد في متعة الجمال والاسترخاء جميع ركاب السفينة كانوا مستمتعين الى أن بدأ ذلك النرجسي يدق المسمار بقوة ويسبب في ايجاد خدوش و ثقوب صغيرة على تلك الألواح الخشبية التي كانت تعانق بعضها البعض لتنقل الراكبين الى البر بسلام بينما اندهش الجميع من شدة أنانيته صرخ أحدهم في وجهه ماذا تفعل؟ ستغرقنا جميعا! أجاب بغرور لا يحق لأحد أن يتكلم فأنا لم أعتدي على مكان أحد كل منكم جالس في مكانه قيل له سنغرق جميعا بسبب فعلك هذا ربما أنت في مكانك و تخرب المكان من حولك فقط ولكن عندما تغرق السفينة سنغرق جميعا. كم تشبه هذه القصة واقعنا الحاضر حيث يقول البعض سأدفن في قبري و تدفن أنت في قبرك لذلك لا تتدخل في شؤوني! و نرى المجتمع يقترب إلى السقوط في الهاوية لحظة بعد أخرى لذلك من الضروري أن ندرك تأثير الفرد على المجتمع حيث ان الفرد سيغير المجتمع بطريقة أو أخرى شاء أم أبى والانسان يتأثر ببني جنسه و من جهة أخرى هناك أمر آخر يثير القلق وهي مسألة (العادي) حيث ان العين تعتاد المشاهد المكررة لو ننظر إلى حياة طلاب المرحلة الأولى قسم الطب سنرى كيف ان الخوف يظهر على ملامحهم بوضوح عند تشريح الجثث أو إمساك العينة التي يجب أن يشرحوا أجزائها من الحيوان الذي يتحرك ويستنجد الحياة ولكن بعد مدة سوف يتقن كل واحد منهم التشريح. لو نرجع بالزمن إلى الوراء سنرى ذلك الاحمرار على وجه البنات حين مكالمتهن مع الأجنبي و كثير من الأمور المتعارفة التي باتت اليوم تعبر عنها بالتخلف. في النهاية ستؤثر كل هذه الأفعال على الجميع فالأفعال و الأقوال و اهتمامات المجتمع مسرية و معدية و لا يمكن القول بأن كل يرى نتيجة أعماله لأن قطعة من الجسد حينما تتمرض سوف تلوث باقي الأعضاء لذلك في الأمراض الخطيرة يقوم الطبيب الأخصائي بالتخلص من تلك القطعة بطرق مختلفة و في النهاية يقوم بقطعها بكل قسوة حفاظا على سلامة الجسد. و هذه العملية متعارفة في جميع الأمور في حياتنا المزارع يقوم بالتخلص من النباتات الضارة و طبيب الأسنان يقلع السن قبل أن ينجبر على فقد المزيد من الأسنان و عملية اللثة و … العفن في الفواكه يؤثر على جميع أجزائها حتى وان كان في جزء من أجزائها سيؤثر على الطعم و الرائحة لذلك سيكون من الجهل أن نفكر بأن كل فرد مسؤول عن نفسه فقط و لا يوجد أثر لأفعاله على المجتمع بل سيؤثر و يتأثر و يُسأل و يؤاخذ و يُعاقب على أفعاله و أفعال غيره لأنه رأى ثقب السفينة و سكت كي تغرق السفينة و يموت الجميع فهذا انتحار في حد ذاته و لكن سيكون أشد وقعا أحيانا و أهدأ أحيان أخرى. مولانا الامام الباقر (عليه السلام)يبين أهمية الاهتمام و اصلاح الذات و اصلاح الآخرين إن الله عز وجل أوحى إلى شعيب النبي (عليه السلام): إني معذب من قومك مائة ألف، أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم، فقال: يأرب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عليه: أنهم داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.*١ فالساكت عن ذنب كالعامل به لذلك ندقق عمرك فيما أفنيته. سيكون في طاعة الله و نشر الخير والبركات ولايكون في نشر الفجور و الطغيان !
اضافةتعليق
التعليقات